أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th March,2000العدد:10041الطبعةالاولـيالأحد 20 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

طباق وجناس
عْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْن دعْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْاة الاستسْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْلام!
محمد أحمد الحساني
يبدو ان الأحوال التي وصلت إليها الأمة العربية قد جعلت المعجبين بالتجربة الساداتية بدءاً من زيارته المشئومة لمدينة القدس المحتلة وانتهاء بما نتج عن تلك الزيارة من اتفاقيات أخرجت العرب من مركز القوة في الصراع العربي ْ الصهيوني خروجاً نأمل ألا يكون مؤبداً، هذه الأحوال قد جعلت المعجبين يتكاثرون ويرفعون أصواتهم المنكرة عبر وسائل الاعلام ولا سيما الفضائيات مطالبين بقية العرب بالقيام بخطوات مماثلة والمسارعة الى زيارة القدس وتقديم أنفسهم للسادة هناك وإلى من يدعمهم على أنهم راغبون في السلام مستعدون لقبوله بأي شرط.
وعندما يتحدث هؤلاء المعجبون بالتجربة الساداتية عن حرب رمضان اكتوبر عام 73م ْ 93هْ فإنهم يصفونها بأنها نصر عظيم للعرب على اسرائيل وذلك حق لا ريب فيه، ولكنهم لايستطيعون ان يفسروا كيف يعقب ذلك النصر العظيم والمعركة المجيدة العديد من الخطوات الرعناء التي انتهت باتفاقيات كامب ديفيد وهي خطوات أجهضت النصر وحولته إلى هزيمة وأعطت إسرائيل من التسيد والقوة ما لم تعطه الحروب التي انتصرت فيها على العرب فما نفع تلك الحرب ونصرها إذا كانت النتيجة استجداء السلام واستعادة صحراء سيناء واعتبار ذلك كله حكمة وبعد نظر، ولو ان الدول العربية قد دخلت معركتها مع الدولة الصهيونية أساساً على مبدأ انه يجوز لكل دولة التفاوض على اراضيها المحتلة مع تل أبيب لما كان هناك من داع لدخول حروب مع إسرائيل أصلاً ولما حدث احتلال لاجزاء من دول عربية مثل مصر وسوريا والأردن ولبنان ولكن الأمة دخلت حروبها من أجل تحرير فلسطين فوقعت بسبب عدم الاعداد الكافي وقلة الاخلاص لهزائم متواصلة وكان العلاج ان يشخص الداء وان يتمسك العرب بوحدة قضيتهم لا ان يتشرذموا أكثر ويبحث كل واحد منهم عن مصلحته الخاصة وينسى القضية الأساسية، ثم يصبح بعد ذلك حكيم الأمة وبطل السلام!
لقد بقيت القدس في أيدي الصليبين تسعين عاماً وأحوال الأمة يومها اشد تمزقاً منها في هذه الأيام ولكن أحداً لم يجرؤ على إسقاط القدس من ذاكرته ونسيانها، حتى قيض الله لها صلاح الدين فطهرها من رجس النصارى.
ومع ذلك يرى هؤلاء المعجبون بالتجربة الساداتية ان العرب لايتعلمون من اخطاء الماضي ولذلك فهم مازالوا يقاومون وينددون بأعمال إسرائيل ضد لبنان، وانه كان يجب على العرب ان يقدموا كل التنازلات المطلوبة منهم وأن ينسوا القدس وفلسطين تماماً وأن تكتفي كل دولة عربية أرضها محتلةباسترداد أرضها والتفاهم مع اسرائيل كل على حدة على شروط السلام والتطبيع من أجل ان يظهروا بمظهر من يفهم الواقع ويقدره ويتعامل معه لأنه لا فائدة في نظرهم من القيام بأية محاولة لتغييره ضاربين الأمثال بما وقع للعرب من هزائم سابقة عند محاولتهم تغيير الواقع وانه يكفي ما جرى لهم حتى الآن ولابد لهم من الاستسلام والتنازل عن كل شيء حتى ينعموا بالسلام!
وقد بلغ الحد بهؤلاء المعجبين انهم يقرأون مافعلته المقاومة اللبنانية العظيمة بالعدو الصهيوني حتى أجبرته على إعلان الانسحاب من الجنوب دون قيد أو شرط صاغراً ذليلاً، يقرأون هذه البطولات قراءة ثكلى فهم يولولون على أعمال رجال المقاومة الشريفة الذين قدموا أنفسهم فداء لله ثم الوطن ويعتبرونهم ضحايا لمن دفعهم للمقاومة ويرجون منهم ان يلقوا السلاح ويلحقوا بغيرهم فيما يسمى بعملية السلام ويستحلفون العرب بالله ألا يشجعوا اعمال المقاومة وألا يدعموا صمود لبنان وسورية لأن ذلك الدعم يبعدهم عن مسيرة السلام ويديم أمد المقاومة التي يرون انه لا طائل ايضا من ورائها، فهم بذلك يقرأون التاريخ بالمقلوب ويزيدون أمتهم ضعفاً ويوضعون خلالهم الفتنة ولا سيما ان هناك من قد يسمع لهم ويغتر برأيهم ويحسب ان ما يقولونه هو الحكمة في ظل ظروف اقليمية ودولية بائسة!
والواقع ان هذه الأقلام والافكار الصدئة ماهي الا نتاج مراحل من التخبط السياسي العربي والوأد المستمر لحقوقها ولكن ذلك كله لايعني بأي حال من الأحوال ان يتحول الكتاب والمفكرون ومن شايعهم الى دعاة للاستسلام والحض على التنازل عن المقدسات بحجة أنه لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وكان الواجب عليهم ان يشخصوا الأسباب التي أودت بالأمة العربية الى سلسلة من الهزائم ويطالبوا بازالتها حتى تعود قوية عزيزة الجانب لا ان يقوموا بتمجيد تجارب وأعمال الخونة والمستسلمين الخارجين على أمتهم، فان تكاثر عدد المستسلمين والمهرولين الى الأحضان الصهيونية، فسروا ذلك بانه دليل على حكمة وبعد نظر من سنَّ السنة السيئة فالخطأ لايتحول إلى صواب وارتفاع صوت الاستسلام في فترة من الزمن لايمكن ان يحوله الى حق والأمم تمر بالهزائم وحالات من الضعف ولكنها لاتستسلم وتسلم وتفرط وتتنازل عن اقدس مقدساتها، والاصلاح لايكون بالقبول بالأمر الواقع مهما كان سيئاً ولكنه يكون بالدعوة إلى مقاومة الفساد الذي نخر في جسد الأمة حتى جعلها تتهاوى مهزومة امام الاعداء في معركتها مع الباطل والمغتصب، وعلى الذين يدعون امتهم الى الاستسلام ويحسِّنون لها ما فعله المستسلمون من قبل ومن بعد ان يتقوا الله في هذه الأمة ويعلموا انهم محاسبون على هذه الدعوات أما ولولتهم على لبنان وأهله وادعائهم الشفقة على اللبنانيين وعلى أبطال المقاومة وتنديدهم بالموقف العربي الداعم لصمْْْْْْْْْود لبنان فان فعلهم ذلك يُعد سذاجة في احسن الأحوال حتى لا نقول انه نفاق تشربت به قلوبهم وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
فالذكر للإنسان عمر ثانِ
تابعت ما كتب في الصحف والمجلات المحلية من نعي ورثاء وذكر حسن وحديث عن مناقب جميلة وخصال حميدة اختص الله بها عبده الراحل الاستاذ عبد الوهاب محمد الفهد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي فتذكرت قول الشاعر!
فأحفظ لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للانسان عمر ثانٍ .
وكان معظم المتحدثين عنه على معرفة مباشرة باعماله واخلاصه ومواقفه رحمه الله ولذلك فقد جاءت شهاداتهم حاملة لتفاصيل موجزة عن تلك المواقف الانسانية المؤثرة ومنها على سبيل المثال ماذكره الكاتب الصحفي الاستاذ ابراهيم عباس في جريدة المدينة المنورة عن موقف لمعالي الفقيد الراحل من رجل شريف عزيز النفس اجبرته ظروفه الصحية على عرض قطعة ارض يملكها لم يجد من يشتريها بقليل او كثير لسوء موقعها فلما اخبر العساس معاليه بالأمر فوجيء به يطلب شراء تلك الأرض مقدماً ثمناً يزيد عن قيمتها الفعلية فيما لو وجدت من يشتريها وعلى الرغم من اخباره بذلك وان المبلغ يفوق قيمة الارض الا ان معاليه صمم على الشراء وحرر شيكاً بالمبلغ ووجه باكمال اجراءات الافراغ وقد فعل معاليه ذلك بعد ان علم ان ذلك الرجل الشريف لا يقبل المساعدة المباشرة فرأى ان تكون بطريقة كريمة تليق برجل عزيز النفس يصدق عليه قول الشاعر:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
وقد اتفق المتحدثون عن الأستاذ العيسى على انه رجل متواضع محب للخير مسارع إليه يفرح بقضاء حوائج الناس ويحسن عرضها على ولي الأمر ويسره ان يصل ما عرضه الى نتيجة ايجابية ويطفح قلبه ووجهه بالبشرى تأكيداً لقول الشاعر
تراه اذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولعل هذا النموذج الرائع من الرجال يكون قدوة لمن يقيض الله لهم ان يكونوا محل المسئولية في أي موقع ولاسيما ان كانوا اقرب موقعاً لولى الأمر فيغتنموا الفرصة لخدمة الناس وقضاء حوائجهم عملاً بما تحملوه من أمانة ومسئولية وحتى يذكرهم الناس بالخير وقليل ماهم مع تعازينا لشاعرنا الكبير الأستاذ الرائد محمد الفهد العيسى واسرته الكريمة والبقاء لله الحي القيوم الذي لايموت!
مطبوعات وكتب مهداة
تفضل علينا سعادة الأخ الدكتور فهد بن عبدالله السماري امين عام دارة الملك عبد العزيز فأهدانا نسخة مما صدر عن الدارة من كتب ومؤلفات قيمة يسرنا ان نستعرض عناوينها شاكرين لسعادته لفتته الطبية، فهذه مختارات من الخطب الملكية في جزءين من اعداد دارة الملك عبدالعزيز، وللإستاذ اسماعيل حسين ابوزغونة كتاب في جزءين عن الملك عبدالعزيز في عيون شعراء صحيفة ام القرى، وقدمت الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي كتاباً يحمل عنوان: نساء شهيرات من نجد وهذا كتاب آخر يحمل عنوان مثير الوجد في انساب ملوك نجد للاستاذ راشد بن علي الحنبلي ابن جريس، ولماذا أحببت ابن سعود للأستاذ محمد أمين التميمي، وهذا بحث مشترك للدكتورين فهد السماري ومحمد الربيع اسمه الملك عبدالعزيز في مجلة الفتح، وللأستاذ عبد الواحد محمد راغب كتاب فجر الرياض ، والدكتور فان درموليه الملك ابن سعود والجزيرة العربية الناهضة وللباحث يوليوس او ينتج رحلة داخل الجزيرة العربية وللرحالة الياباني ايجيرو فاكانو الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية وللأديب الرائد فؤاد شاكر كتاب رحلة الربيع وكتاب يوميات الرياض من مذكرات الشيخ احمد بن علي الكاظمي وكتاب رحلة استكشافية في وسط الجزيرة لفليب ليبنز وبحث عن جوانب من سياسة الملك عبدالعزيز تجاه القضايا العربية للدكتورة خيرية قاسمية وصفحات من تاريخ مكة المكرمة في جزءين لشوك هو رخرونيه وكتاب بعنوان الملك عبدالعزيز في الصحافة العربية للدكتور ناصر الجهيمي والرحلات الملكية ليوسف ياسين وبحث عن خصائص التراث العمراني في المملكة العربية السعودية لمحمد بن عبد الله النويصر ومعجم الامكنة الوارد اسمها في صحيح البخاري للاستاذ سعد بن جنيدول.


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved