أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th March,2000العدد:10041الطبعةالاولـيالأحد 20 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

موقف
أين تكمن السعادة؟
متعب السيف
السعادة مطلب انساني، ومطمح بشري، يسعى الجميع لبلوغه, وتتنوع الوسائل التي يتخذها الناس لبلوغ هذا الهدف، فهناك من يرى أن المال هو الطريق لبلوغ السعادة الحقة فتجده يعمل جهده ويكرس حياته من اجل اكتناز الاموال واكتسابها والحفاظ عليها، حتى انه قد يصبح خادماً لذلك المال بدلاً من ان يكون سيداً عليه، فينطبق عليه المثل القائل ·ومطعم محروم ، اذ يتصاعد رصيده المالي، ويظل حاله على ما هو عليه من شظف وتقتير على نفسه وعلى اسرته.
والشخص الذي تتملكه شهوة المال الى درجة العمى وحرمان النفس والاهل من الانفاق ينقاد لمطامع الدنيا، فيقصر في واجبات مفروضه عليه، كأداء الزكاة، ليقع اخيراً في التعاسة والندم من حيث يظن انه يجني السعادة يقول الله تعالى: ·,, والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم .
ومن الناس من يرى ان السعادة تنحصر في الصحة والعافية دون سواهما، فتجده دائم الاهتمام بصحته، مشغولاً بكل ما يحفظ له العافية في دنياه، ولا جدال ان العافية نعمة كبرى من نعم الله سبحانه وتعالى يسبغها على من يشاء من عباده، فمن شكر الله عليها وامتثل لطاعته فقد أعطي خيراً كثيراً.
كما ان من الناس من يرى ان منبع السعادة يكمن في الزواج والابناء، وهي وسيلة صحيحة لتحقيق السعادة، خصوصاً اذا وفق الله الانسان في اختيار الزوج الصالح، وتم اعداد الابناء ليكونوا بذرة صالحة لإنتاج الغرس الطيب.
وهناك ايضاً من يرى السعادة في القناعة بما أعطاه الله، حيث جاء في الأثر ان ·القناعة كنز لا يفنى , ويمكن ان تكون القناعة وسيلة فعالة لتحقيق السعادة، اذا اقترنت بعدم الركون للكسل والخمول، فلابد ان ترتبط القناعة بالسعي، ولا بد أن يظل الطموح موجوداً مع القناعة بما يكتسبه الانسان من رزق وما يحققه من نجاح.
ومن الناس من يرى السعادة في الثقافة والاطلاع، فتجده منكباً على العلوم والمعارف، حريصاً على متابعة كل جديد في مجالات العلم والاختراع مواكباً في معرفته لكل احداث العالم, ومثل هذه النوعية قد تحقق مبتغاها في السعادة اذا تم توظيف الرغبة في المعرفة بالتركيز على العلوم المفيدة، والمعلومات التي تنفع الانسان في دينه ودنياه.
كما ان هناك من يرى ان سعادته تكمن في ممارسة الهوايات مثل الرياضة وغيرها، فتجده شديد الاهتمام بهذه الهوايات، وقد يحقق مثل هؤلاء قدراً كبيراً من السعادة اذا جعلوا هذه الهوايات نوعاً من الترويح عن النفس، وليس شاغلاً يشغلهم عن السعي لكسب الرزق واداء العبادات المفروضة على الانسان.
واخيراً يرى احد شعراء العربية ان السعادة الحقيقية الكاملة تكمن في التقى، فهو يقول:
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
ولعل هذا البيت قد جمع الحكمة من اطرافها، واصاب الحقيقة في كبدها، فالتقوى وسيلة فعالة للاطمئنان النفسي، والطمأنينة النفسية هي قمة السعادة التي يسعى الكل لتحقيقها,.
حقاً ان التقي هو السعيد.


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved