أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th March,2000العدد:10039الطبعةالاولـيالجمعة 18 ,ذو الحجة 1420

عزيزتـي الجزيرة

أسلوب إداري يستحق الإشادة
هذه تجاربنا,, وتلك هي خدماتنا
عزيزتي الجزيرة الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الادارة علم قائم بذاته واصبحت له مدارس وطرق,, ولم يعد الامر يعتمد على الفهلوة,, او عدم الخبرة,, وصارت الدولة الناجحة في العالم التي حققت اهدافها تعلن ان السبب هو دقة التنظيم والتطبيق الكامل لعلم الادارة.
والدول العربية احيانا تستقدم خبراء من الدول المتقدمة اصحاب المدارس المتميزة في الادارة مثل اليابان او المانيا,, او الولايات المتحدة الامريكية,, او توفد المبعوثين الى تلك الدول، في الوقت الذي تغفل وتتجاهل الدور الرائع لدولة عربية تفوقت الى اقصى الحدود في فن الادارة,, وفن البشر وقت الازمات وهي الادارة السعودية,, وانني اعتقد انه لا توجد حكومة في العالم تستطيع ان تدير هذا الحشد من البشر,, ويتكرر حدوثه كل عام وبصورة متزايدة مثل نجاح حكومة المملكة العربية السعودية.
وقد اراد لها الله سبحانه وتعالى ان تخدم موسم الحج الذي فرضه الله على المسلمين والركن الخامس من اركان الاسلام وحتى قيام الساعة.
والواقع ان الحج كان يمثل في الماضي بالنسبة للمسلمين امرا بالغ الصعوبة فقد كان الحاج يكتب وصيته قبل ان يغادر موطنه,, واذا عاد يحتفى به وكأنه مولود جديد,, وقد كنا نقرأ ونسمع من اجدادنا وابائنا او من ذوينا ما كان يعانيه الحجيج للوصول الى بيت الله الحرام والوقوف بعرفات,, واليوم فقد من الله على المسلمين بنعمته الكبرى بالحج الى بيته العتيق واداء مناسك هذا الركن العظيم من اركان الاسلام بكل يسر وامان واطمئنان,, واعتقد ان هذا يعد قمة النجاح الاداري,, ولم يكن يتحقق كل ذلك لولا الاهتمام البالغ بتوجيه البشر القائمين على خدمة ضيوف الرحمن والخبرة التي تحققت لهم لم تأت من فراغ فقد انشئت المدارس والجامعات ومعاهد التدريب,, مع انفاق مالي هائل على البنية الاساسية التي تمثل الارضية اللازمة للبداية الناجحة لاي مشروع, واذا اردنا تقييم العمل الذي انجزه الملك فهد بن عبدالعزيز لخدمة ضيوف الرحمن لعجزنا عن ذلك,, وتصوروا اي مشروع في الدنيا يبدأ ويستمر العمل به بلا انقطاع لمدة حوالي ثماني سنوات في الوقت الذي لا ينقطع فيه الزوار سواء لاداء فريضة الحج او اداء مناسك العمرة.
ان الجهود التي بذلت في توسعة الحرمين الشريفين سبقها اعلان الملك فهد عن رغبته استبدال لقب ملك السعودية بخادم الحرمين الشريفين,, وان اللقب الجديد يسعد به ويقدر تبعاته,, واطلق شعارا جديدا من نوعه وهو شعار خدمة الحاج شرف للسعودية, وكما سمعته يقول مرة ان العظمة والجلالة القاب قد تجد من يفرح لها ولكنه اي الملك فهد يفرح اكثر ان يحمل شرف خدمة الحرمين الشريفين.
والاموال التي انفقت من اجل توسعة الحرمين تناهز ميزانيات بعض الدول,, بل تزيد ,, فقد تمت ازالة جبال باكملها وتم شق الانفاق في بطون بعضها, وما كان للفكر البشري ان يدور بخلده يوما ان ذلك مما يمكن حدوثه، وتشعبت الطرق الواسعة المعبدة وتقاربت المسافات وتعددت المسارات فساعد كل ذلك على سرعة الحركة المرورية والتقليل من اختناقاتها التي هي لازمة من لوازم مثل هذا الجمع الهائل القادم من كل اركان الدنيا باكملها, والقاصدين الى بقعة جغرافية لاحيلة في تمديدها او توسيعها الا بمثل ما انفق عليها سواء جهدا بشريا او ماديا لتقديم ارقى انواع الخدمات فحسب.
ان البنية الاساسية التي اقيمت في شتى انحاء المملكة بقصد تيسير مناسك الحج مثل تعبيد الطرق واقامة محطات توليد الكهرباء وشبكات ايصالها وتوزيعها ومحطات تحلية المياه وخزاناتها وشبكات ايصالها وتوزيعها والمستشفيات وشبكة الاتصالات الدولية وغير ذلك مما يصعب حصره بالاضافة الى الخدمات الامنية بمختلف انواعها كان وراءها اداء اداري فذ, بالاضافة الى قرار خادم الحرمين الشريفين في اتمام مشروع اكبر واعظم توسعة لمسجد الرسول عليه الصلاة والسلام,, حيث بلغت تكاليفها ثلاثين مليار ريال حوال عشرة مليارات دولار امريكي واصبح المسجد النبوي يتسع لما يقرب من مليون مصل,, وطبيعي ان ذلك يحتاج الى خطط ادارية ومتابعة دقيقة اثناء التنفيذ.
لقد منحني الله سبحانه وتعالى شرف زيارة بيته بمكة المكرمة ويشرفني ان اقول بكل صدق,, انني افخر بان اجد رجالا استطاعوا ان يشكلوا فريقا ادى عمله بتنسيق رائع فيما بينهم قدموا لضيوف الرحمن ارقى انواع الخدمة.
وبعد ذلك اريد ان أسأل اصحاب المدارس الادارية عن السبب الذي يجعلهم يتجاهلون تجربة المملكة التي نجحت في ادارة اكبر حشد بشري حيث لا يقل في كل عام عن ثلاثة ملايين مسلم يحضرون لزيارتها في فترة قصيرة لا تزيد على ثلاثة اسابيع ويعيشون في مكان صغير ويتحدثون باكثر من مائة لغة ولهجة,, ويقدم لهم الامن بكل اشكاله, وفي المملكة يوجد رجال متميزون في فن الاعلام تنحصر اهتماماتهم في نقل صورة حية لاداء المشاعر لكافة دول العالم,, وليعيش كل المسلمين في جو ديني مخلص والفضل يعود الى الله ثم الى رجال من امثال معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد الفارسي, لقد وضعوا نصب اعينهم خدمة الاعلام الاسلامي والدعوة اليه.
حفظ الله لهذه الامة خادم الحرمين ورجاله المخلصين,وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الامين.
مالك ناصر درار ـ المدينة المنورة

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved