أبا ياسرٍ إن الحياة مناهلُ
وكلُّ امرىٍءٍ يوماً من الموت ناهلُ
وما دارنا إلا ظلال وسرحة
ونحن بها سَفر سريع وآجل
تُزَخرِف للفَدم المتيّم وجهها
وما الموت إلا للنفوس مناجل
مراحل في أقدارنا نستتمها
إذا ما انقضت منها أتتك مراحل
لقَد فزت بالأخرى وطيب خلودها
فما دارنا إلا متاع وزائل
سيبكي عليك الوالدان وآله
ويبكيك محتاج وتبكي أرامل
لقد كنت بَراً بالجميع ومحسناً
فما مُتّ يا من في الضمائر ماثل
وكنت بنا فعلاً مضيئاً سماءنا
حياءً وسمتاً فاعترتك العوامل
وإنّ المنايا تعشق البَرَ مثله
فللّه تُختار الرجالُ الأفاضل
لئن غاب عنّا مِشعل في خَلاقِه
فأعماله لو غاب عنّا مشاعل
وما العمر في طول الحياة وإنّما
بَقاء الفتى في البذل، إنك باذلُ