| الاخيــرة
* الطائف عليان آل سعدان:
شيعت محافظة الطائف مؤخرا جنازة ثلاثة شباب اشقاء ابناء العميد متقاعد احمد الازوري اثر حادث مؤسف عندما هوت السيارة التي كانوا يستقلونها في طريقهم للافطار يوم التاسع من ذي الحجة من مرتفع شاهق على طريق الطائف الجنوب ولقي الشباب الثلاثة مصرعهم ونجا شقيقهم الرابع من الموت.
وبرغم ان الموت قضاء وقدر ومكتوب على الانسان الا ان فقدان صديق او عزيز يترك ألماً وحسرة وكيف سيكون الحال عندما يفقد الانسان ثلاثة من فلذات كبده مرة واحدة.
الجزيرة تعزي:
الجزيرة شهدت تلك الواقعة الحزينة وشاطرت اسرة الشباب الثلاثة مأساتهم وبرغم هول الحادثة والمصاب الجلل الا ان العائلة بصورة عامة ووالد الشباب الثلاثة بصورة خاصة العميد احمد الازوري قد اعطوا صورة نموذجية للمؤمن القوي والصبور على قضاء الله وقدره بالدعاء والرحمة والاكثار من الصلاة في البيت والمسجد.
قضاء وقدر
تحدث والد الشباب الثلاثة وهم علي 18 سنة وعبدالعزيز 15 سنة وعبدالرحمن 16 سنة العميد احمد الازوري ل·الجزيرة : في مثل هذا الموقف الحزين لا يجد الانسان المؤمن الصبور سوى الدعاء وطلب الرحمة والتسبيح لله جلت قدرته وحمده على القضاء والقدر وجميع افراد الاسرة ليلهم ونهارهم يرددون الآيات الكريمة ·يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين, ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون, ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين, الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .
كانوا صائمين وقت الحادث
ويؤكد والدهم ان ابناءه الاربعة كانوا في ذلك اليوم صائمين مع كافة افراد الاسرة وكنا جميعا في المنزل ننتظر عودتهم للافطار معنا وعندما تأخروا على موعد الافطار خرجت للبحث عنهم والسؤال عليهم فقد ظننت انهم سوف يفطرون في ذلك اليوم عند صديق او قريب لهم.
ويضيف: صحيح انني قلقت نوعا ما عليهم لكني لم اتصور الامر بهذه الفاجعة الكبيرة وخلال قيامي بالبحث عنهم رن الهاتف الجوال وقبل ان ارد عليه شعرت بشيء يقبض قلبي, وكان المتصل ينقل الخبر بأن الاولاد تعرضوا لحادث بالطريق وهم حاليا بالمستشفى ولم يخبرني المتصل بالوفاة ظنا منه انني قد اصيب بشيء ما وعندما توجهت للمستشفى وجدت ثلاثة من ابنائي قد لقوا وجه ربهم وهم صائمون ومتوضئون لصلاة العصر ولم يسلم منهم سوى الابن الرابع ·عادل .
واستعنت على هذه الفاجعة بالصبر والدعاء والتسبيح لله جلت قدرته على القضاء والقدر.
ماذا قالت الوالدة؟
ومن المستشفى اتصلت بوالدتهم بالمنزل هاتفيا والتي اعرف انها انسانة مؤمنة وقوية بالايمان وكان ردها لي بقولها ·إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله والحمد لله هذا هو حال العائلة كلها الصبر والدعاء وطلب الرحمة للأموات, وهم السابقون ونحن اللاحقون.
لماذا كانوا معا؟
وعن وجود ابنائه الاربعة في سيارة واحدة في ذلك الوقت قال والدهم, لدينا محلات تجارية ويمارس الاولاد العمل فيها بأنفسهم دون الاعتماد على الغير, ويذهبون مع بعضهم بوسيلة نقل واحدة, وقد اقفلوا المحلات قبل صلاة العصر وقاموا بتأدية صلاة العصر بالمسجد وخرجوا منه وهم صائمون وتوضأوا يستعدون للعودة للافطار معنا بالمنزل الذي يبعد عن موقع الحادث بحوالي 20 كيلا.
الوحيد يروي الحادثة
ويقول عادل احمد الازوري الابن الرابع للعميد احمد الازوري الناجي الوحيد من الحادث: بعد ان قمنا باغلاق المحلات توجهنا للمسجد لصلاة العصر وكنا جميعا صائمين في ذلك اليوم ونستعد للعودة للمنزل للفطور مع الوالد والوالدة وجميع الاخوان بالمنزل وفي الطريق كان البعض من اخواني وهما علي وعبدالرحمن يقرآن ما تيسر لهما من القرآن الكريم, وفجأة بالطريق المرتفع شعرت بانحراف شديد للسيارة وبعدها لم اشعر بنفسي سوى وأنا راقد داخل المستشفى وبمجرد شعوري سألت عن اخواني الذين كانوا معي ومصيرهم وظل هذا السؤال قائما حتى خرجت من المستشفى وعند عودتي للمنزل استقبلتني والدتي والدموع تنهمر من عيوني ومسحت دموعي بيدها الكريمة وهي تقول: لا تبك يا عادل فإخوانك اخذهم ربك وهم صائمون لا تبك عليهم وادع لهم بالرحمة.
|
|
|
|
|