أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th March,2000العدد:10039الطبعةالاولـيالجمعة 18 ,ذو الحجة 1420

أفاق اسلامية

رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا ل ·الجزيرة :
محاربة الفتيات المحجبات تظهر روح الحقد الدفين للإفرنج!!
اهتمام المملكة بالمراكز الإسلامية يدعم العمل الدعوي في أوساط الجاليات
* حوار:
سَلمان العُمري
اكد رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا محمد البشاري ان المشكلة الخطيرة التي تعاني منها الجالية المسلمة في فرنسا هي الحفاظ على هويتها الدينية واصالتها وعقيدتها، كما وكيفا، وخصوصا مع ابنائها من الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا فوق التراب الفرنسي.
وقال البشاري في حواره مع ·الجزيرة ان هناك جهودا جيدة تقام مع المسلمين الجديد وذلك بفتح باب الحوار معهم وتأطيرهم بأطر ذات كفاءة في الميدان العملي الديني.
كما تطرق الحوار الى قضايا المسلمين كمشكلة حجاب الفتيات المسلمات، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والشباب وغير ذلك من القضايا.
وفيما يلي نص اللقاء:
* هل بالامكان ان تعطونا نبذة موجزة عن الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا ؟ وهل بالامكان ان تحدثونا عن المناشط التي تقوم بها الفيدرالية لخدمة المسلمين في فرنسا؟
تعتبر الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا، ضمن المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية، التي تسعى الى توحيد صف المسلمين، والوقوف بجانبهم من اجل ادماج مقبول واعطائهم حقوقهم الاجتماعية والثقافية، وتمثيلهم لدى السلطة الفرنسية, ولها جهود طيبة لانزكيها على الله عز وجل، وهذا يرجع الى فضل كل من المنخرطين المتطوعين من الاطر الفعالة الشغالة، وكذا ممن لهم تجربة في الميدان الدعوي والحقل الاسلامي.
تم تأسيسها في عام 1985م في مؤتمر اسلامي عام عقد في مدينة باريس تحت رعاية مكتب رابطة العالم الاسلامي في فرنسا، وبحضور اكثر من 150 جمعية اسلامية ممثلة لكل الجنسيات، ويبلغ عدد الاعضاء اليوم وبعد اكثر من عشر سنوات 530 جمعية تدير اكثرها مراكز اسلامية وتشرف على مساجد، وقاعات صغيرة خصصت للصلاة، ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية.
وفيما يتعلق بمناشط الفيدرالية فانها تمارس، كهيئة تنسيق وتمثيل وناطق رسمي باسم المسلمين النشاطات التالية:
تمثيل المسلمين لدى السلطة الفرنسية، على مستوى مؤسسات الدولة الرسمية، من وزارات ومحافظات ومصالح حكومية مختلفة، فضلا عن بلديات المدن والمجالس المحلية والاقليمية.
التدخل لدى السلطات الفرنسية لحل المشاكل المتعلقة بحياة المسلمين وممارستهم شعائرهم، والتوسط في القضايا الفردية (بشأن اوضاع الائمة مثلا، وتسوية اوضاعهم القانونية والحصول على التراخيص لهم للعمل في فرنسا.
الاشراف على اقامة المراكز الاسلامية، وذلك بمساعدة الجمعيات الاسلامية على الحصول على التراخيص الادارية او ازالة العقبات القانونية وتدبير جمع الاموال وتنظيم حملات التبرعات المالية، مثل: الاعياد، وتدافع عن حقوق المسلمين في احياء سنتهم واقامة شعائر دينهم بحرية، بخصوص شهر رمضان والعيدين.
ممارسة النشاط الاعلامي والثقافي مثل المشاركة في المحاضرات والندوات التي تعقد حول الاسلام وقضايا المسلمين في فرنسا واوروبا.
اصدار نشرة شهرية بالفرنسية، اسمها (لوميير) اي نور، من 10 صفحات وهي نشرة موجهة للفرنسيين اساسا، هدفها مخاطبة الرأي العام الفرنسي وشرح وجهات النظر الاسلامي للمسؤولين والسياسيين، ويتم توزيع النشرة على نطاق واسع: البرلمان الفرنسي ، والوزارات، وسائل الاعلام، رؤساء الحافظات، رؤساء البلديات في المدن الكبرى التي يقيم فيها المسلمون، الشخصيات السياسية والفكرية والجامعية للمؤتمر، الخ,.
كما يتم توزيع النشرة على الجمعيات الاسلامية التي توزعها بدورها على المسلمين.
وبالنسبة للنشاط الاجتماعي الاقتصادي تدافع الفيدرالية عن حقوق المسلمين في تأسيس المدارس الخاصة ، مثل غيرهم، وتعليم اللغة العربية ونشر التربية الاسلامية بين ابناء المسلمين، وحق الفتيات المسلمات المحجبات في المدارس والعمل, كما تندب مرشدين ووعاظا لزيارة مرضى المسلمين في المستشفيات ، والمساجين، وتنصح شباب المسلمين بالابتعاد عن الموبقات بكل انواعها، وبخاصة منها المخدرات والعربدة، وتدعوهم الى الاستقامة ومكارم الاخلاق.
كما تسعى الفيدرالية الى تكوين كوادر اسلامية كفئة لرعاية شباب المسلمين وتوجيههم ونصحهم، لكي يتجنوا الوقوع في المزالق والآفات التي لا تحمد عقباها.
اما الجانب الاخير من حياة المسلمين، الذي تهتم به الفدرالية فهو الجانب الاقتصادي في وقت يتزايد فيه عدد المسلمين الراغبين في تنمية العمل التجاري القائم على الحلال في الكسب والعيش، وتجنب كل ما هو حرام, وتنمية قطاع الاقتصاد الحلال من شأنه ان يعطي المسلمين امكانيات تحقيق الكسب المالي، الذي ساعدهم على اقامة مؤسساتهم الاسلامية بفضل التمويل الذاتي، مادام القانون الفرنسي يمنع على الدولة تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية، وبخاصة منها الاسلامية.
وعلما ان المشكل الخطير، التي تعاني منه الجالية هو الحفاظ على هويتها الدينية واصالتها وعقيدتها، كما وكيفا فان لغز المشكل في ابنائها من الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا فوق التراب الفرنسي، وتلقوا مبادىء اللة الفرنسية، وكذا طريقة التعبير والتفكير والتقدير، فهذه الطبقة تعاني من فراغ روحي وفكري، مما يجعل منهم اتباع هؤلاء في كل احوالهم وعقلياتهم، وقد يصل الامر لامحالة الى العقيدة، وهي صلب المشكل، فهناك حركات ودعوات وايديولوجيات هادمة، تسعى في الخفاء والعلن لافساد هؤلاء الشباب وصدهم عن الحق والحفاظ على هويتهم, والغريب العجيب انه في ظروف هذا الفراغ، هناك حركات دينية تنسب الى الاسلام، وهو منها براء، تعمل بكل وسائلها وادواتها لابعاد الشباب عن العقيدة الصحيحة، وهذه الحركات منها الدينية، من جهات كفرية ومن جهات دينية باسم الاسلام.
* يقال ان المد الاسلامي اظهر ثماره في المجتمعات الغربية خاصة مع الشباب الذين يعانون من الضياع الاجتماعي والاخلاق والخواء الديني والفكري، ما مدى تطابق هذا الأمر في المجتمع المحيط بكم؟ وما عمل الفيدرالية في ذلك؟
عملت الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا على تأطير الشباب، وذلك بالتعليم الاولي داخل المساجد والمراكز، مبادىء اللغة العربية وكذا مبادىء الدين الاسلامي الحنيف، من فقه وتحفيظ للقرآن وتصور عقائدي، اتباعا للسلف الصالح اهل السنة والجماعة، وكذا القيام برحلات للشباب، وكذا دروس باللغة الفرنسية داخل المراكز الدينية او المساجد او الملتقيات العامة بالمناطق الحساسة بفرنسا.
ولنا بحول الله وقوته، برنامج عمل بتنسيق مع مجموعة من الاطراف ذات الكفاءة والتجربة العالمية، وتعمل الفيدرالية على تتبع خطوات الشباب، والتوصل لكل مهمة تلحق بحياتهم الثقافية والاجتماعية والدينية.
* علمنا أن للفيدرالية جهودا مكثفة في اثبات أحقية الفتيات المسلمات المحجبات في الدراسة بالجامعات والمدارس الفرنسية، هل كشفتم لنا عن شيء من ذلك،ونتائجه؟.
عملت الادارة الفرنسية بكل جهودها وخاصة وزارة التعليم على ايقاف كثير من الفتيات المسلمات المحجبات من جنسيات مختلفة, علما ان هذا المظهر هو صورة قاتلة لروح الحقد الدفين في نفوس هؤلاء الفرنسيين الافرنج، فكان من الفيدرالية، المساعدة والوقوف بجانبها مما جعل القضية ترفع الى المحاكم الفرنسية لتبدي فيها بقضائها الجائر.
والحمد لله, بفضل جهود الفضلاء، عملنا على ايجاد البنود التي تخول الصلاحية لهن بارتداء حجابهن داخل المدارس.
* كيف تنظرون للجهود التي تقوم بها المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين بصفة عامة، ولمسلمي فرنسا على وجه الخصوص,, وما الذي لفت نظركم في هذا المجال؟.
الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة المسلمين، فالواقع ان هناك غير شاهد يعلل ذلك من جهود طيبة تعتز بها الجالية، ويتمثل ذلك في المراكز التي شيدتها والتأطير الذي يتمثل كذلك في البعثات العلمية وكذا المطبوعات والكتب والنشرات التي توزع بين صفوف هذه الجالية.
والذي لفت نظرنا هي المراكز التي تسهر عليها المملكة والتي لها دور كبير في دعم العمل الدعوي في اوساط الجالية.
* ماهي جهودكم بالنسبة للمسلمين الجدد حتى تتمكنوا من المحافظة عليهم ونشر التوعية الدينية بينهم؟
الجهود التي نقوم بها بالنسبة للمسلمين الجدد، فنحن نعمل على فتح باب الحوار معهم وتأطيرهم بأطر ذات كفاءة عالية في الميدان العلمي الديني، ونحاول ان ندفعهم الى عقد ندوات ولقاءات ورحلات الى البلدان الاسلامية.
* ما هو تصوركم لمستقبل الاسلام في أوروبا في ظل الظروف التي يعيش فيها المسلمون هناك؟
فيما يتعلق بمستقبل الاسلام، فنرى انه لابد من التضحيات وتضاعف الجهود حتى نتمكن من المعرفة الدقيقة لما يجري حولنا من الاوضاع، نحن نعرف موقفنا ونحدد دورنا لكي نحظى بالمصداقية لدى السلطات الفرنسية، ويكون لنا وجود ذو قوة وسند، وما علينا كذلك الا الاهتمام بالجيل الثاني والثالث، وهذا هو الدور الخطير الذي لا نقول باننا متشائمون منه، ولكن الامل في الله كبير، فالدور منوط بالمساجد والمراكز والدعاة والمؤطرين من اجل ذلك، ولعل نور الامل يكون مشرقا باذن الله في ايجاد المسلم الصالح المحافظ على هويته المندمج في هذا الوسط بعقلية متيقظة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved