أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 23rd March,2000العدد:10038الطبعةالاولـيالخميس 17 ,ذو الحجة 1420

تحقيقات

الجزيرة تزور دار المسنين بالرياض وتنقل معانات النزلاء
نريد زيارات ابنائنا ونتعطش لحنانهم
تحقيق: عوض مانع القحطانى
كشفت الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية في مسح أجرته عن وجود اكثر من 500 حالة اعاقة بالجبيل وضواحيها، وكان اقرب مركز تأهيلي للمعاقين يبعد عن الجبيل مسافة 100 كم في الدمام والخبر الذي يعد سفراً لهؤلاء الاطفال المعاقين مما يجعلهم حبيسي بيوتهم والهم والحيرة تقلق آباءهم حتى جاء الفرج عندما تبلورت لدى احد اولياء امور هؤلاء الاطفال فكرة انشاء مركز التأهيل الخاص بالجبيل انقاذاً لحياة هؤلاء المعاقين الذي تم افتتاحه في 13/ 10/ 1418هْ الموافق 10/2/1998م ليقدم الدعم النفسي والاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم والتأهيل تحت اشراف مجموعة مختارة من الاطباء المتخصصين والمشرفين الاجتماعيين إلا ان عدداً كبيراً من الاطفال ما يزالون على الابواب ينتظرون قبولهم بالمركز.
·الجزيرة قامت بزيارة للمركز للاطلاع على البرامج الحالية والخدمات التي يقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة وخططه المستقبلية الحضارية التي تتناسب مع مكانة مدينة الجبيل الصناعية، حيث تحدث مدير المركز الأستاذ/ عبد الله محمد الدوسري في البداية عن فكرة نشأة المركز قائلاً:
فكرة نشأة المركز جاءت من معاناة شخصية بعد ان رزقني الله بالطفل الاول محتاجا الى تقوية النطق والتخاطب وصعوبة التعليم وكذلك معاناة احد الاصدقاء بعد ان رزقه الله بطفلين الاول والثاني لديهما اعاقة بسيطة، وعندما فكرنا في ادخالهم مراكز تأهيلية لم نجد سوى في الدمام والخبر التي تبعد مسافة 100 كم عن الجبيل الصناعية، وعندما راودتني الفكرة بانشاء المركز بحثت في الهيئة الملكية التي قامت بالمسح الاولي فوجدت ان هناك 147 حالة مما شجعني بان المنطقة بحاجة الى مركز فانشات هذا المركزبمساندة ودعم الهيئة الملكية بالرغم من التكاليف الباهظة، وتم تأسيس المركز عام 1418هْ بفصلين نموذيجين وبه 16 طفلاً ومن ثم ارتفع العدد ليصل 80 طفلاً حالياً ذكوراً واناثاً من اعمار 3 ْ 12 سنة من الفئات التالية: فئة الاعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة ْ فئة اضطرابات النطق ْ فئة الاعاقة السمعية ْ فئة صعوبات التعلم ْ فئة الاعاقة الحركية ْ فئة اعاقة التوحد وتقدم لهم الوسائل المحببة بشكل عام وبرامج تعليمية وتأهيلية بشكل خاص تخدم احتياج كل طفل وإعاقته.
خطط لاستيعاب بقية الأطفال
عقب ذلك وعند استجابة الكثير من الاهالي قمنا بافتتاح اول فصلين من سن 12 سنة فما فوق للبنات والاولاد معزولة عن بعضها البعض وتعاقدنا مع مدرسين متخصصين في التربية الخاصة ويعتبر هذا انجازا كبيرا بالنسبة لصغر المركز وحداثة تأسيسه وتكاليفه الباهظة.
وفي هذا الصدد يسعى المركز لوضع الخطط اللازمة لاستيعاب بقية الاطفال في السنوات القادمة بالتدريج، كما سيقوم باستقدام الخبراء والمختصين.
تشخيص مقنن
وعن كيفية تشخيص الحالات قال: ان الحالات يتم تشخيصها بالمرور على مجموعة من الاخصائيين والاخصائيات الاجتماعيات كي يتم تقسيمها بالاضافة الى احضار تقرير طبي شامل, بعدذلك تمر الحالات على المشرفة التربوية لوضع برنامج خاص وخطة تعليمية تعمل المعلمة في اطارها مع الاطفال ولذلك هيئت كافة المستلزمات الاساسية لتنفيذ اي برنامج يتطلب معلمين ومعلمات مؤهلين وورش عمل ومعامل واركان خاصة.
انجازات رائدة في 3 سنوات
وحول أهم انجازات المركز اوضح الدوسري قائلاً: خلال زياراتنا للمراكز المجاورة اكتشفنا انه لايوجد في المنطقة الشرقية مركز او فصول تخدم اعاقة التوحد كما ان احضار عدد من الاهالي أطفالا لديهم اعاقة التوحد كان سبباً لافتتاح فصول اعاقة التوحد فعملنا برامج وخططا اضافة الى اننا ارسلنا بعض المتدربات لمراكز الكويت للتوحد لاخذ دورات، كما استدعينا د/ سميرة السعد المتخصصة في هذه الاعاقة لعمل دورات بالمركز واقامة محاضرات وندوات وكذلك برنامج تأهيلي للمتدربات حتى يكون عندنا طاقم مدرب وجاهز للقيام بالاشراف على الفصول.
كما عملنا على زيادة قبول الاطفال فقد كان عندنا في السابق خمسة فصول فقط اما الان فيوجد عشرة فصول بالاضافة الى فتح عدة عيادات منها:عيادة العلاج الطبيعي كاملة بأجهزتها اللازمة عيادة (صعوبات النطق والتخاطب) ويشرف عليها متخصصون من دولة الاردن والسودان، كما تم افتتاح معمل كمبيوتر به عشرة اجهزة متكاملة تشمل برامج مغرية ومحببة ومدروسة على اساس تخدم اطفال المركز عموماً والطفل التوحدي على وجه الخصوص.
وبالنسبة للبنات فوق سن 12 سنة تم افتتاح معمل للخياطة وسوف يبدأ العمل به مع بداية السنة القادمة بعد ان تنتهي البرامج الحالية بالاضافة الى فتح مطبخ لتعليم الفتيات الطبخ واعتمادهم على انفسهن ومن ثم مساعدة اهاليهم باذن الله.
واضاف قائلاً: ومن ضمن التوسعات عملنا مكتبة عامة تخدم الموظفات والعاملات بالمركز لمتابعة الاحتياجات المعلوماتية والمراجع العلمية، كما ان المكتبة تفتح ابوابها للاهالي عامة لمن يرغب الاستعانة والاستفادة ومفتوحة لعموم المواطنين ايضاً.
وهناك ايضاً لدى المركز اخصائية النطق والتخاطب تحضر حالياً شهادة الماجستير في هذا التخصص ونحن ندعمها وسوف تواصل معنا باذن الله مما سيكون له مردود طيب وفائدة على اطفال المركز.
طموحات عالمية والتعاون مطلوب
ورداً على سؤال حول طموحات وآمال المركز قال الدوسري: ان فكرة انشاء المركز نبعت كما ذكرت سابقاً من الحاجة الماسة الشخصية ولحاجة العديد من الاسر التي وجدت صعوبة في إلحاق اطفالها بالمراكز المتخصصة وكان هدف المركز ان يكون مركزاً متخصصاً متكامل الخدمات وبرنامجاً رائداً يمكن الاحتذاء به في الدول العربية والإسلامية، لذا فان المركز حقيقة لم يصل الى 50% او 60% من الاشياء التي نطمح اليها فنحن مانزال بحاجة الى مبنى متكامل لان هذا مبنى مؤقت والخدمات يجب ان تكون متكاملة ومتميزة متناسبة مع احتياجات الاطفال كي يتم تعليمه وتأهيليه ولكي يتطور وينتقل من مرحلة لأخري , فهناك في القريب باذن الله برامج جديدة ومتطورة وحديثة سوف يسمع بها الاهالي بالجبيل خاصة والمنطقة عامة بما يتواكب مع تطورات العصر الحديث والتقنية المتقدمة، ولا أحب ان ابوح باشياء الا بعد ان تكتمل وفي وقتها وهذه بشرى للاهالي بشيء جديد كما عودناهم من قبل.
فنحن نطمح ان يكون مركز التأهيل الخاص بالجبيل نموذجاً ونواة اشعاع لبقية المراكز بالمملكة والخليج وعالمنا العربي وهذا يأتي بتعاون الجميع وبما يحقق الصالح العام وخدمة هذه الفئة.
واضاف قائلاً: المراكز عموماً قليلة ولم تقم بعد بالواجب عليها تجاه هذه الفئات الخاصة واعتبر هذه الخدمات متواضعة ولم ترق للمستوى المطلوب لان هؤلاء الاطفال يحتاجون لرعاية خاصة.
ويوضح مدير المركز ابرز الصعوبات التي تواجه المركز قائلاً:
لتحقيق اهداف المركز مجتمعة نحتاج الى كوادر معطاءة لديها القدرة على تحقيق الاهداف وتسعى لتقديم خدمة للوطن الغالي الا انه للاسف نواجه ندرة الكوادر المتخصصة بل ان جامعاتنا في الدول العربية والإسلامية ماتزال تخرج كوادر مؤهلة للتعامل مع كثير من تخصصات الفئات الخاصة ولكن بالعزيمة والرغبة في تقديم العون لهذا الطفل والرغبة في التدريب يمكن تحقيق ذلك مثلما ستحققه اخصائية النطق والتخاطب في شهادة الماجستير وكما استبشرنا خيراً بان جامعة الملك سعود بالرياض تتوجه حالياً لدراسة فتح اقسام لتدريس التربية الخاصة وكذلك التوحد.
فيما عبر عن اسفه وحزنه من التصرفات غير الإنسانية لدى البعض قائلاً: حقيقة هناك امور تزعج وتحزن في نفس الوقت عندما تعمل بجد واخلاص لهذه الفئات الخاصة وتشعر انك بحاجة إلى دعم من الجميع فتجد اللامبالاة من البعض وكأن الامر لايعني احدا خاصة ونحن نعيش في مجتمع يحثنا ديننا على التكاتف والتعاون.
كما عبر عن اسفه لعدم مساهمة بعض الاسر في مختلف الخدمات المجتمعية المقدمة للمعاق قائلاً: حقيقة الاسرة في هذا المجال مقصرة كثيراً ونحن نرى الاسر المتعاونة نجد ان اطفالهم متقدمين وفي تطور احسن من اقرانهم من الاطفال الآخرين الذين اسرهم غير متعاونة.
واضاف قائلاً:تعاون الاسرة يجب ان يكون جديا ومستمرا وغير منقطع لان هناك تسيبا واهمالا من بعض الاسرة في متابعة اطفالهم وسير البرامج التي يضعها المركز لاطفالهم وهذا الاهمال له اثر عكسي على الطفل ذاته نابع من يأس الاهالي للعلاج والتأهيل متناسيين ان دور المركز تاهيلي يعتمد على امكانات الطفل فاذا دربته ووعيته وهيأته كيف يستخدم امكاناته فعلى الاقل يقوم بخدمة نفسه ولايحتاج لمساعدة احد وبالامكان ان يكون افضل مما كان يتوقع بعض الاهالي، فالبيت والمركز مكملان لبعضهما في مساعدة هؤلاء الاطفال.
اليأس يؤخر تعليم الطفل
واحب ان اذكر الوالدين بانه يجب ان يؤمنوا بالقضاء والقدر وان ما اصابهم ليس الا لحكمة يعلمها الله وحده، ومما لاشك فيه ان الصدمة ليست سهلة حينما يعلمان بوجود طفل معاق بين ايديهم ويعتمد تقبل هذه الصدمة بقوة التحمل وطبيعة شخصيتهم وقدرتهم على الالتجاء الى الله خاصة انها كأي صدمة اخرى قد يمرون بمرحلة الانكار في البداية والهروب من مواجهة المشكلة ليصلوا الى مواجهة الواقع بعد مرحلة من العذاب في لقاء الاطباء والمتخصصين وغير المتخصصين لتبدأ بعدها مرحلة البحث عما يمكن ان يقدم للطفل من تدريب وعلاج واحساس الوالدين بوجود اماكن خاصة لتعليم الطفل خاصة مع الثقة بالبرامج المقدمة يعطي الوالدين احساسا بالامان والامل والشجاعة للبدء في تدريب الطفل في المنزل للوصول الي بر الامان لان الايمان الصادق بقدرة الطفل على التعلم والتقدم بتوفيق الله طبعاً هو الدافع الاول والاخير لهذا التقدم, اما الاحساس بالاحباط واليأس والقنوط من رحمة الله فهو سبب تأخر الطفل.
وفي تاثر تذوب فيه الكلمات وتسيل الدموع ويحزن لها القلب يسرد لنا الاستاذ/ عبد الله الدوسري بعض الحالات التي اثرت في نفسه فيقول: اكثر شيء اثر في نفسي حينما وجدنا اربعة أو خمسة اطفال معاقين في ظل اسرة واحدة وهذه حقيقة مأساة نسال الله ان يصبرهم ويؤجرهم والرضى بقضاء الله مفتاح السكينة والعون على اي مشكلة,, ونتمنى من الله ان نستطيع ان نعمل لهم شيئا وتقريباً 5% من اطفال المركز يتبناهم على حسابه الخاص بالرغم من الظروف المالية القاسية التي يمر بها,
شكر وتقدير للمحسنين
وفي الختام اوجه الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز على وقوفه ودعمه غير المنقطع والمتواصل وهذا لايعد غريباً على ولاة لامر حفظهم الله بهذا البلد المعطاء وللمواطنين عامة وللمعاقين خاصة.
كما اوجه شكري للهيئة الملكية بالجبيل الصناعية لما قدموه ومساهمتها في الوقوف مع المركز وتقديم المساعدات والاحتياجات التي يحتاجها المركز وآمل ان يتواصل هذا الدعم والمساعدة لكي نقدم خدمة لهذه الفئات المحتاجة بما يتناسب مع مدينة الجبيل.


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved