| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
في يوم السبت 6 من ذي القعدة 1420هْ وعلى الصفحة 13 من عدد الجزيرة ذات العدد 9998 وتحت عنوان (لفي يمين ولفي يسار هذا هو العنوان) كتبت الاخت منيرة احمد الغامدي مقالة (غزيرة) (مضغوطة) حوت العديد من الامور التي تحتاج الى مقالات وقفات وتحقيقات وتغطيات (ربما لو جمعت لاصبحت مؤلفات ومؤلفات) بدأت مقالتها تلك بقولها: (صديقتي,, اتصلت بي هاتفيا ودعتني لزيارتها,, وبدأت تصف لي عنوانها او بالاصح عناوينها!! قالت,,,) واخذت تسرد العنوان الذي ضم عددا كبيرا من الامور التي تحتاج الى وقفة بعد وقفة وجرعة علاج بعد جرعات ولا ادري أأرادت الاخت منيرة الغامدي تلك الامور ام لم تردها ام ارادت غيرها؟,, فكانت تلك الامور:
1ْ استخدام الهاتف بما لا طائل منه وعدم استخدامه الاستخدام الامثل وخصوصا عند النساء.
2ْ عدم قدرة الواحدة من نسائنا على معرفة عنوان بيتها.
3ْ تسمية الشوارع.
4ْ مخلفات البناء وعشوائية وضع مواد البناء عند المنازل تحت الانشاء.
5ْ وجود السيارات المتعطلة بأي نوع من انواع الاعطال في الشوارع ووسط الاحياء ولفترات طويلة وبقاؤها تالفة في مكانها دون حراك.
6ْ تعدد ألوان واشكال المنازل والبيوت بألوان واشكال متغايرة متباعدة لا تناسق بينها ولا تقارب.
7ْ وجود اراضي الفضاء وبكثرة وسط الاحياء سواء في ملكية البلديات او في ملكيات خاصة.
8ْ ضياع الشباب في الشوارع بين التسكع والتفحيط والدوران.
9ْ التكتلات التجارية واجتماع كل مجال من المجالات في مكان واحد,, فالشقق المفروشة في مكان والمدارس الاهلية في مكان والخياطون في مكان والمغاسل في مكان,.
10ْ كثرة العمالة الوافدة واستقدامهم دون حاجة.
11ْ تكسير لغتنا (لغة القرآن) ولي عنقها وقلب تراكيبها من اجل افهام تلك العمالة.
12ْ غزو العالم لنا عبر شاشات التلفاز والفضائيات والانترنت والبريد الالكتروني, عزيزتي الجزيرة ايها الاعزاء هذا ما توصلت اليه من أمور ضمها مقال الاخت (منيرة الغامدي) واستميحكم عذرا كي أتحدث عن هذه الامور باختصار وارجو ألا يكون مخلا فأقول:
اولا: دائماً وبالاغلبية اننا قوم مستهلكون نستهلك ما لنا به حاجة وما ليس لنا به حاجة سواء من الاجهزة او من الاغراض والكماليات او من الثروات كالهاتف والكهرباء والماء ووو,,,,,الخ ومازال الحديث عن الهاتف فأقولها وبحق ان كثيرا من المكالمات التي تجري في غالبها لا نفع فيها ولا طائل منها سواء في التحايا او في الكلام فالكثير منا جعل الهاتف وسيلة لتبادل اطراف الحديث ولساعات طويلة او ,, او,,, الخ وقد تأتي الفواتير بمبالغ كبيرة من جراء تلك المكالمات فهل ثمّنا ذلك وقدرنا قيمة استخدام الهاتف ومقدار حاجاتنا له اقل مثل هذا في بقية حاجاتنا كالسيارات والاجهزة واثاث ووو,,, الخ؟.
فهل من اقتصاد وتوفير؟؟! وهل نعي قيمة التدبير وحسن الاستهلاك؟!.
ثانيا: ربما يحدث في المنزل حادث طارىء وليس في المنزل غير النساء والاطفال وكان الحاجة ملحة لاحدى الخدمات الامنية اما الدوريات او الاطفاء او الاسعاف فمن سيصف عنوان المنزل اذا ما وضعنا الحسبان ان الكثير من النساء لا يعرفن عنوان البيت؟! فكيف ستصل تلك الخدمات الى المنزل؟!.
الاحياء كثيرة والشوارع اكثر والبيوت متزاحمة فكيف الوصول اذاً مع انه قد يصعب على الرجال احيانا وصف العنوان فكيف بالنساء اللاتي قد لا يثمّن قيمة معرفة عنوان المنزل؟؟؟! هذا يقودنا الى النقطة الثالثة وهي تسمية الشوارع.
ثالثا: ان من الامور التي شغلت البال هي تسمية الاحياء والشوارع باسماء رجال ونساء لهم مكانة وهذا بحد ذاته شيء جميل اذ اصبح لكل شارع اسم ولكن هل اسم الشارع سيكون طريقا سهلا للتوصيف؟؟ ربما يكون وقد لا يزيد اسم الشارع الا ضياعا,,!! اذاً فما الطريقة؟! الطريقة المثلى من وجهة نظري ان ترقم الشوارع بارقام مع بقاء الاسم ْ وترقم المنازل ايضا فتصبح سهلة التوصيف اذ لا يحتاج الى اكثر من اسم المدينة اسم الحي رقم الشارع رقم المنزل كما هو معمول في بعض الدول, اذ لكل بيت عنوان بريدي بالارقام فبمجرد ذكر ذلك العنوان يصبح معروفا وسهل الوصول اليه سواء من الفرق الامنية اوالخدمات او الزائرين وليس صعبا على النساء والاطفال معرفة ذلك العنوان او ذكره عند الحاجة.
رابعا: اعمال البلديات متعددة ومتشعبة وكبيرة وعظيمة من مراقبة ونظافة وخدمات ومرافق وو,, يجعل مهمتها صعبة عسيرة فمراقبة المباني التي لاتزال تحت الانشاء ومتابعتها من قبل المراقبين الفنيين فيها وتبليغ المخالفين وانذارهم يجري على قدم وساق ومع ذلك فقد نجد من المنشآت التي قد تغلق الشارع الذي يمر بجانبها لوجود مخلفات او مواد البناء فهل غاب مثل هذا الامر على اصحابها او مقاولي البناء فهم شركاء في وجود مثل تلك المخالفات فالحال مشتركة بين المواطن والمسؤول في حل مثل تلك الاشكالات وقل مثل ذلك في وجود سيارات تالفة وتكدسها في بعض المواقع او وجود اراض فضاء او التكتلات التجارية فالامر يحتاج الى تعاون من الجميع.
خامسا: وبدواعي الحاجة احيانا او الرفاهية في كثير من الاحيان تزيد العمالة الوافدة على مختلف مهنهم من سائقين وخادمين وخياطين ومزارعين وعمال,, فنجد في بعض البيوت عددا كبيرا من العمال,, فهذا سائق وهذا مزارع وهذه خادمة وهذه طباخة وهذه حاضنة وهذه وهذه وربما يكفي واحد عن تلك الاعداد الكبيرة بل ربما يستغنى عنهم جميعا في كثيرا من الاحيان,, فوجود العمال وبهذه الطريقة يشكل اخطارا كثيرة وكبيرة على الجميع ككل,, فهل نتنازل عن شيء من الرفاهية والمباهاة والمفاخرة لنبقي مجتمعنا سليما من اخطار العمال والخدم؟!.
سادسا: ومع وجود تلك العمالة فغالبونا يكسر لغته (اللغة العربية) من اجل افهام وتفهيم ذلك العامل او تلك الخادمة بتراكيب وجمل مختلطة ملويا عنقها فنخسر لغتنا من اجل رفاهية ومباهاة,, والعجيب اننا نظن ان اولئك العمال لن يفهموا الا بتلك الطريقة التي نستخدمها معهم في تكسير لغتنا (لغة القرآن) وهنا انبه بل احيي ذلك الرجل الكبير في السن وهو يوجه عامل مزرعته ولم يكسر لغته بل يتكلم مع عامله بل عماله وكأنه يكلم احد ابنائه او معارفه والعجيب ان اولئك العمال يفهمون توجيهاته بل ويحاولون التحدث معه بلهجة سليمة دون (قلب وتكسير).
فهل نحافظ على لغتنا ونجبر عمالنا على فهمها لا ان نتنازل عن لغتنا فنلوكها لوك اللبان؟؟!
سابعا: وفي ظل تقارب العالم حتى بدا وكأنه قرية صغيرة من فعل الفضائيات والانترنت والبريد الالكتروني,, علينا ان نعتز بهويتنا وان نكون مؤثرين لها متأثرين وهذا يحتاج الى الكثير من الاعتزاز بل ومن الثقة بأنفسنا واننا أمة عظيمة لها تاريخها ولها مجدها ولها عزها الذي نستمده من ديننا الاسلامي الحنيف، والمسؤولية ملقاة على عاتق الجميع وبالاخص كل من له قدرة على الاصلاح والتغيير مما يتطلب الى ان نقف وقفة رجل واحد فنسعى الى استخدام تلك الوسائل بما ينبغي منا ان نقدمه خدمة لديننا ونشراً له فنجعل تلك الوسائل مساعدة لنا على ايصال رسالتنا السامية وهي الدعوة الى الله على بصيرة,, فننشئ قنوات فضائية تدعو الى الفضيلة والى دين الله القويم ونكثر من المواقع على الانترنت في التوجيه والارشاد والدعوة والاصلاح.
في الختام شكرا لكم وتقبلوا فائق التحية والتقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالمحسن بن سليمان المنيع ـ الزلفي
|
|
|
|
|