أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 23rd March,2000العدد:10038الطبعةالاولـيالخميس 17 ,ذو الحجة 1420

عزيزتـي الجزيرة

الانسجام الأسري يؤدي لتميز الأبناء
على الزوجة السعي للوصول إلى قلب زوجها
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
الأسرة هي النواة الاولى في تكوين الحياة البشرية واللبنة الاساسية لبناء المجتمع الإنساني وقد فطر الإنسان على التزاوج جعل الله ذلك جبلة خلقية في تركيبه ومطلبا ضروريا من مطالب عضويته وسببا في امتداد وجوده واستمرار نوعه، ولن يقدر احد كائنا من كان ان يغير في الإنسان هذه الفطرة مهما سعى لأن في ذلك فناء البشرية وحرمان الإنسان من مظاهر السكينة وعواطف المودة والرحمة، ان استمرار بنيان الاسرة يعني اتصال موكب الحياة على ظهر المعمورة ولهذا كله شرع الإسلام الزواج وحث عليه ورغب فيه في الكتاب والسنة بل وعدّه قربة يتقرب بها العبد الى خالقه عز وجل.
هذا البنيان الاسري يظل شامخا بعون الله تعالى متى ما توفرت له الأسس والقواعد الكفيلة باستمراره وعطائه من المودة والرحمة والتقارب الفكري والتفاعل الروحي والثقافي ويبقى دون ذلك في حالة اختلال تلك القوى والروابط ليصل احيانا الى درجة الجدب العاطفي والتصحر الوجداني ان البعض من الناس - للأسف - لا يرى في التعدد الا ضربا من ضروب الترف والتقليد والتجديد ولا يجد مبررا لذلك الا في حدود ضيقة كمرض الزوجة وعدم قدرتها على الانجاب متأثرا بعواطف وثقافات لا تخدم المجتمع، ولا المصلحة العامة للرجل والمرأة على حد سواء حتى وان بدرت بعض السلبيات في واقع بعض المتعددين كما يشير اليها البعض كاهمال في التربية والرعاية فهذه ايضا تنطبق على بعض المقتصرين وليس من الحكمة والعدل ان نربط بين هذه المشاكل والمنغصات وبين التعدد كتشريع إلهي له من الضوابط والاحكام ما يكفل الحقوق والواجبات لكل الاطراف ولا ابالغ اذا ما قلت بأن حاجة بعض المتزوجين للتعدد لا تقل عن حاجة بعض العزاب للزواج فالأعزب قد يكون في مقتبل عمره منشغلا في دراسته وبناء مستقبله وأمامه الفرص لاختيار شريكة حياته، اما البعض من المتزوجين فقد عانى الامرين فلا هو اعزب متحرر من الهموم والقيود الاسرية ولم يحظ من خلال زواجه بالاستقرار النفسي والامن العاطفي وان بدا على بعضهم خلاف ذلك.
قال الشاعر:


ومهما تكن عند امرىء من خليقة
وان خالها تخفى على الناس تعلم

لذا تتفاوت ردود افعال هؤلاء الازواج ازاء هذا الواقع حسب امكاناتهم المادية وقدراتهم الشخصية ومدى قوة الوازع الديني في نفوسهم فمنهم من يقول لعلني افضل من غيري ويصبر ويحتسب وأمره الى الله ثم ينشغل في تربية اولاده ورعاية اسرته ناصحا وموجها ومؤملا.
قال الشاعر:


اعلل النفس بالآمال ارقبها
ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل

هذا وان كانت الدراسات تشير الى تلازم نجاح الابناء وتميزهم بالانسجام والاستقرار الاسري، ومن الازواج من اصيب بشيء من الاحباط والتشاؤم فهو يقول لن اصلح وضعا مرا بوضع قد يكون اشد مرارة وتأزما فتراه يقضي جل وقته خارج منزله وفي العطل والاجازات يهيم على وجهه شرقا وغربا معرضا نفسه للأخطار والامراض والافلاس معا ومنهم من يملك من الثقة والقدرة ما يجعله يقدم على التعدد واضعا نصب عينيه العدل والمساواة بين الطرفين قال تعالى ·وما جعل عليكم في الدين من حرج ,من هنا ادعو كل زوجة ان كانت فعلا حريصة على زوجها بأن تعالج مواطن ضعفها وان تسلك اقصر الطرق للوصول الى قلب زوجها ولا يمنعها ذلك من الاستشارة والاستعانة بمن هن اكثر حكمة ونجاحا مع ازواجهن فإن نجحت فبها وان اخفقت فعليها ان تتفهم اوضاع زوجها وتهتم بتربية اولادها وان تكف عن اساليب التهديد والوعيد وان تتعامل مع ضرتها على انها شريكة لا منافسة لها فقد حلت لتشاركها همومها واعباء لم تتمكن هي من حملها وان كان لابد من المنافسة بينهما فأرجو ان تكون منافسة شريفة لا تتجاوز حدود حسن اختيار الازياء والعطورات والتفنن في الطهي والمقبلات.
محمد عبدالله الداود ـ بريدة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved