|
| الاخيــرة
خيراً فعلت وزارة الاعلام بعرضها الفيلم الذي يمثل مبنى المسجد الحرام قبل نصف قرن من الزمان، أي قبل التوسعات التاريخية الكبرى في العهد السعودي، حتى بلغ ماهو عليه الآن.
وكذلك هي الحال بالنسبة للمسجد النبوي الشريف واظهار الوجه الجديد مقابل الوجه القديم، بحيث لم تعد المقارنة واردة بين ما كان عليه الحرمان الشريفان في القرون السابقة,, وما صارا عليه في العهد الحاضر,.
فكل شيء في مكة المكرمة والمدينة المنورة تحول ·تاريخياً الى ما هو أعظم وأشمل وأجمل بحمد الله وتوفيقه.
هذا التطور والتحول التاريخي الفريد من نوعه وجلاله وجماله عبر آلاف السنين، بالنسبة للبيت العتيق، من عهد أبينا ابراهيم وابنه أبينا اسماعيل ْ عليهما الصلاة والسلام ْ الى يومنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز, أقول ان هذا التطور العظيم يجب ان يأخذ حقه وقدره من العالم الاسلامي,, ليس بكلمات تُلقى من رؤساء وفود الحجيج,, أو وصف خبري في صحيفة أو مجلة او اذاعة أو تلفاز,, ثم تذهب مع الرياح,, بل الواجب ان يقوم العلماء والأدباء والشعراء والمؤرخون في العالم الاسلامي على امتداداته الجغرافية برصد هذا التطور المدهش للحرمين الشريفين في أعمال ذات بُعد معرفي على مستوى البقاء والخلود.
نريد أن نرى الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على هذه الأعمال والانجازات التي تعد في عداد المعجزات,, ليس لذات الشكر,, فالشكر لله تعالى الذي وفقها وأقدرها على خدمة بيت الله الحرام ومسجد سيد الأنام ,, وإنما الشكر الذي يتمثل في تخليد هذا التطور التاريخي العظيم ليبقى معلماً من معالم الزمان لأقدس بقعتين في الارض وهما مكة المكرمة والمدينة المنورة, نريدها كتباً أدبية تاريخية، ودواوين شعرية، وروايات ومسرحيات ,, إلخ.
***
كما أننا نتمنى ْ وربما يجب ان يكون ْ وهو أن ينعتق العرب والمسلمون من وصف باريس ·بمدينة النور لما لها من مكانة ثقافية لا ننكرها ولا نجفوها,, ولكن مكة المكرمة هي ·مدينة النور النور الالهي الأشرف والأسمى.
ففيها نزل آخر كتاب من السماء لهداية البشرية ومنها بُعث آخر رسل الله الى الارض وهو محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي سيد ولد آدم، عليه صلاة الله وسلامه، وفيها أول بيت وضع للناس,, أي لعبادتهم,, وهي الكعبة الشريفة التي يستقبلها كل مسلم في الارض أيّاً كان موقعه كل يوم خمس مرات، ·إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين, فيه آيات بيّنات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً, ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا .
ألا تستحق مدينة هذه قدسيتها، وشرفها، ومكانتها، التي لا يزاحمها عليها أية مدينة أو بقعة من الارض ْ ان يطلق عليها لقب ·مدينة النور الإلهي ,؟
إنني أريد بهذا ان أذكر اخواني المسلمين بأن المدينة الأحق والأجدر بوصفها ·مدينة النور
هي مكة المكرمة ,, لا غيرها,. من مكة شمس الهداية أشرقت ·بمحمد المختار من سرواتها وتنزل القرآن وحياً خالداً يجلو به الأكوان من ظلماتها |
ع,أ
|
|
|
|
|
