| الاقتصادية
قوة الدول لا تقاس بمساحة اراضيها او بما لديها من القوة العسكرية من جيوش وآليات حربية او بعدد سكانها ولكن بما تملكه من معرفة متطورة وثقافة متقدمة وثروة بشرية اخذت على عاتقها مبدأ ان العلم قادر على الانتاج والابداع والخصوصية السعودية التي تحكي عن حضارة عريقة وتراث وتاريخ مجيد تمتزج بالقيم والعادات الحميدة والتقاليد المتوارثة التي هي جزء من كينونة حياة الانسان السعودي داخل المجتمع المتفرد حتى في ممارساته وسلوكياته اليومية تتفاعل مع منظومة العلم والمعرفة من منطلق حضاري يؤثر ويتأثر بما يدور حوله من متغيرات تحتم عليه التجديد في مختلف المجالات لمشاركة حكومته الرشيدة لبناء دولته العصرية.
ومن هذا المنطلق كانت تجربة تدريب السعوديين في ميادين مختلفة والتي نعتبرها التحدي القوي لابناء المملكة العربية السعودية ومنها ولدت عملية (السعودة) التي نعتبرها ايضا المسلك الحضاري لرقي الشعوب في الاقبال على المهن في مختلف القطاعات وما يهمنا هنا في هذا الطرح هو القطاع الخاص الذي يضم بين جنباته اكثر من مليون وافد يتوزعون في قطاعات متعددة فهذا القطاع الحيوي فيه تناقضات غريبة خصوصا عندما نأتي الى قضية (توظيف السعوديين)نسمع ونقرأ من بعض رجال القطاع الخاص ان السعوديين ليسوا مؤهلين فنيا او اداريا او لغتهم الاجنبية دون المستوى للتفاهم مع الشركات الاجنبية.
نحن نعلم وهو يعلمون ان الدولة يحفظها الله تنفق الملايين من الريالات على قطاع التعليم بصورة عامة والتعليم الفني بالتحديد من خلال الكليات والمعاهد الفنية المتخصصة المنتشرة في البلاد ليرفد هذا القطاع السوق السعودي من الكوادر المؤهلة كل حسب قدراته وطاقاته بعد سنوات من التعليم النظري والتطبيقي ومن ثم يبدأ الخريج مشوار البحث عن العمل مع القطاع الخاص,, فتتعب قدماه من البحث والتنقيب,, ولا فائدة,, ولا وظيفة.
وهنا أتساءل ماذا يريد القطاع الخاص ورجالاته من ابناء هذا الوطن؟ هل يريدون من هذا الشاب ان يصل لدرجة الكمالية في كل شيء؟ (والكمال لله) والمشكلة تكمن في ان القطاع الخاص يفضل ان يتعامل باللغة الانجليزية كونها لغة عالمية او لغة التجارة او لاسباب اخرى هذا من جهة، وسيطرة القائمين عليه الذين يتعاملون بهذه اللغة من جهة اخرى.
اننا من خلال ما نسمعه نستنتج ان الانسان السعودي لا يصلح للعمل الجاد والمتدني وعليه فهو عالة ليس محليا فحسب بل حتى اقليميا فكيف تتم عملية التسويق؟ اننا امام تحد قوي سيتطلب من رجالات العمل الخاص العمل على خلق فرص عمل للسعوديين وعدم وضع الحجج الواهية لابعاد السعوديين عن القطاع الخاص وتعويضهم بالوافدين,, لانهم يجيدون اللغة الانجليزية فقط,, وبعضهم لا يجيدها.
اننا نطالب الجهة التي تشرف على عملية السعودة ان تشرع في التدخل حالا لوضع الدراسات والقوانين العلمية والعملية لمعرفة اين وصلت تجربة السعودة؟ ومن يسيطر على سوق القطاع الخاص هل هم السعوديون ام الوافدون؟ وهل صحيح ان كل ما يقال عن ان السعوديين لا يريدون العمل في وظائف القطاع الخاص صواب ام خطأ؟ ان نجاح تجربة عملية السعودة في المصارف التي تعمل داخل المملكة هي مدعاة للفخر والاعتزاز ومثال يحتذى به وثمرة جهد قامت بها هذه المصارف وكذلك بعض الاسواق المركزية,, واسواق الخضروات وغيرها.
كما نود ان نشير ان هناك نجاحا في بعض مواقع القطاع الخاص التي يعمل فيها السعوديون وقد حازوا إعجاب من تعامل معهم فنجدهم في مواقع مديرين,, ومحصلين للنقود (محاسبين) وفي بعض المراكز التجارية الكبيرة ومحلات التسوق وغيرها.
اعطْْْْوا السْْْعوديين فرصة في العمل وسترون ما يربحكم.
|
|
|
|
|