| الاقتصادية
ويأبى رجال السياسة في السنغال الا ان يكونوا قدوة للممتهنين للسياسة في افريقيا وخارج افريقيا.
قبل عقدين من الزمن أقدم رئيس جمهورية السنغال ليبولد سنجور على التنحي عن (كرسي) الرئاسة في السنغال وتنازل عن السلطة ودعا الى انتخابات رئاسية أوصلت رئيس الحكومة آنذاك الرئيس عبدو ديوف,, مبادرة سنجور تلك كانت الأولى في افريقيا، ومع أن الرئيس السوداني السابق الجنرال عبدالرحمن سوار الذهب قد كرر فعلته الحميدة هذه الا ان المبادرة الاولى تسجل لسنجور ولساسة السنغال.
الآن يكرر خليفة (سنجور) عبدو ديوف مبادرة اخرى بقبوله بْ(روح رياضية) بل بأفضل بكثير من تقبل الرياضيين للهزيمة، فالرئيس ديوف الذي ظل يحكم السنغال منذ عام 1981 تقبل بشجاعة خيار السنغاليين الذين فضلوا عليه منافسه المعارض الليبرالي عبد الله واد، ولم يكتف ديوف بالإقرار بالهزيمة وتقبلها بصدر رحب بل بادر بتهنئة غريمه الذي أزاحه عن كرسي الرئاسة.
ايضا يسجل للرئيس عبدو ديوف وادارته وأجهزة الدولة السنغالية نزاهة الانتخابات التي جرت بهدوء، فرغم كل المؤشرات التي بانت منذ الجولة الاولى، والتي أشارت الى ان (الرئيس) سيهزم، إلا اذا جرى تدخل لصالح الرئيس، يعني تزوير كما يحصل في كثير من الدول الافريقية والنامية، إلا أن مثل هذه الأعمال التي قد تكون معتادة في بعض البلدان الافريقية، لم تحصل، وقبل ديوف بخيار شعبه مجسدا أسلوباً نظيفاً وسلوكاً سياسياً لا يقل أهمية عما أرساه سلفه سنجور، ليكون السياسي السنغالي الثاني الذي تفخر به بلده، وليكون قدوة سياسية، في قارة تعاني من تشبث الكثير من زعمائها السياسيين بكراسي الحكم حتى وإن أدى بقاؤهم الى زهق مئات الآلاف من البشر وسفك الدماء.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|