أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 23rd March,2000العدد:10038الطبعةالاولـيالخميس 17 ,ذو الحجة 1420

الثقافية

فجْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْر الألْفَيْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْن
بديعة كشغري
العالم يستعد لتعمير لغة جديدة
يؤرخ بها الساعات الاولى من الالفية الثالثة
رقم جديد يطل بألسنة اصفاره الثلاثة تؤجج في كل شفة تمتمتة مبهمة
وفي كل قلب توقا الى ما هو ليس يأت
شتاء كندا يعصف في الداخل والخارج كأنها ذات الريح التي تعصف بسنابل اعمارنا
هناك على ضفاف الساعة الاولى من عام ألفين
كنت وحيدة
التقي الارض اذ يحتفي سكان كوكبها بانتقالهم من قرن الى آخر
بينما غابات الكون تنحب تصحّرها، وهواؤها يتوق لنقاء الايام الغابرة
كانت روحي المضطربة تفتش عن ترانيم صلصالها
كعطش ما بعد النبع
عيون كثيرة التقتها عيناي وهي تفتش عن بشير او نذير
النساء يطرزن وجوههن بسحابات ذاكرة (الميثولوجيا)
خلفهن ايضا هناك على هضبة البرلمان كانت الاعين تموج مع اسئلة اللهب والضوء
مأخوذة بمهرجان الالعاب النارية!
ناديت بصوت مستعار من أزلية العناصر:
من يجرؤ على انتزاع عام من اعمارنا! فكيف بقرن أو ألفية
ها نحن عراة الا من عصف احداث تبرق اسنانها بمرارة سلطة
الآلة وهديرها المحتضر في انتحارية انسانيتنا.
هي لحظة مهيبة كأني بها تؤرخ لجوع كوني في ظل صرعة جديدة
لعلها ما يسمونه (عولمة)!
شاشات الاقمار الصناعية تسجرنا ببحور مدن العالم وعواصمه
وهي تتبارى في احتفالية توديع قرن يغيب
هل يجسر الوقت ان (يتعولم) ايضا كي نخرج
من مقبرة نوار فيها شتات (انواتنا)
التي نتقمصها خلال رحلة اعمارنا
في مثل هذه اللحظة قبل الف عام كتب (بيولف) ملحمته التي استقى منها الشعراء والمغنون اعمالهم البطولية كما صارع (بيولف) في تلك المنطقة الاسكندنافية النائية ضد التنين.
لم يكن له من الحياة الا رماد جسده رمزا تذكاريا على قبة الجرف
في هذه اللحظة التي يستعصي توثيقها الا بديمومة ثنائية الحياة والموت
لك ان تمارس اناشيد الرغبة،
ولي ان اعتذر السكون امتدادا لشطحات روحي.
لهم ان يمارسوا العصف بأضلعي العصية على الصلب،
ولي في وطأة الافول ان ابعث كل يوم
اصير الحقل والنصل الذي لا يئن
من باطن الارض استوي
على شاطىء يقتات من مرتجع جروحي
سوف ابقى في ديجور العتمة أتجذر من دفقات لازوردية لا ينطفىء لها اوار.
لن أذهب
لا لسماع العويل ولا الموسيقى
أنا الشجرة المعتكفة في غربتها
وستظل واقفة في كل عام وفي كل قرن وفي كل ألفية
لها المجد
ولكم ان تبدّلوا هيناتكم كيفما شاء جموح الوعي او جنوح اللاوعي
وليس لي في عشب خلوتي
الا ان أنتظر انبثاق شبيهي.
أوتاوا1/1/2000م

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved