| العالم اليوم
ان يسعى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الى إنهاء فترتي حكمه كرجل صانع للسلام، وانه أكثر الرؤساء الامريكيين حلا للأزمات الدولية، بدءا بقضية البوسنة والهرسك وكوسوفا وايرلندا، مرورا بتحقيق اتفاقات السلام بين الاسرائيليين والاردنيين والفلسطينيين وصولا الى الهدف النهائي بتحقيق سلام كامل في الشرق الأوسط بإكمال حلقات اتفاقيات السلام التي يبرمها الاسرائيليون مع العرب والتي يتبقى منها مع السوريين واللبنانيين.
نقول ان يسعى الرئيس الامريكي لهذا العمل الجيد الذي سيرفع من مكانته التاريخية ويغطي بعضا مما علق بسيرته الشخصية جراء مغامراته النسائية إبان وجوده في البيت الابيض، وتحقيقه سلاما كاملا في الشرق الاوسط ينصف الجميع فيعيد الحقوق لأهلها، والارض لابنائها ويوقف الحروب بتصفية الاحتلال يكون حقا يستحق ان ينسى الجميع (مغامراته) ويصبح واحدا من الرؤساء التاريخيين، وجهوده التي ظل يبذلها لتحريك محادثات السلام بين الاسرائيليين والسوريين من جهة وبين الاسرائيليين والفلسطينيين في آن واحد.
واذ نجح عن طريق مبعوثه للمنطقة دنيس روس في إعادة التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين ·ونفذوا بعضا مما اتفقوا عليه مع الفلسطينيين مما اتاح تحريك التفاوض وتسريع وتيرته من خلال جمع فريقي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي، في واشنطن لبحث قضايا الوضع النهائي مما يمهد لانجاز تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين,.
وبعد نجاح كلنتون وادارته في جمع الفلسطينيين والاسرائيليين مرة اخرى يسعى بجد لاعادة التفاوض بين السوريين والاسرائيليين، ولهذا فقد نجح في ترتيب لقاء مع الرئيس الاسد في جنيف بعد ان ينهي جولته في جنوب آسيا.
لقاء كلنتون ْ الاسد خطوة متقدمة في حد ذاته ويعد انجازا في حال اتمامه يسجل للرئيس كلينتون الذي استطاع اقناع الرئيس حافظ الاسد بالسفر الى سويسرا للالتقاء به رغم خيبة الأمل التي لا يزال السوريون يعانون منها بعد فشل المفاوضات السابقة مع الاسرائيليين، واقتناع السوريين بأن حكام تل أبيب ومفاوضيهم يقولون ما لا يضمرون وانهم يماطلون ويسوفون.
والرئيس كلينتون يعرف تماما وكل رجال ادارته متيقنون من ان الرئيس السوري قد جعل من السلام خيارا استراتيجيا منذ ان وافقت سوريا على الاشتراك في مؤتمر مدريد للسلام، إلا ان كلينتون ومستشاريه يعرفون او يجب ان يعرفوا بأن السلام الذي يسعى اليه حافظ الاسد ولا يتزحزح عنه، هو السلام الذي ينهي الاحتلال وآثاره,.
وهنا يجب ان يضع الامريكيون خطوطا عديدة تحت ·آثاره لأن السوريين الذين ظلوا صامدين طوال ثلاثة وثلاثين عاما، لا يمكن ان يتنازلوا عن حق شرعي تكفله كل المواثيق، ومطلبهم باستعادة ارضهم التي احتلتها اسرائيل الى الحدود التي كانت عليها عشية العدوان الاسرائيلي في الرابع من حزيران عام 1967م.
هذا المطلب السوري اذا كان لدى الرئيس كلينتون اخبار بالالتزام الاسرائيلي بتحقيق هذا المطلب السوري العادل يكون قد وضع فعلا اسس السلام الحقيقي في المنطقة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|