| تقارير واحداث
عزيزتي الجزيرة:
القطاع المصرفي لدينا حقق قفزات متطورة وهي حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
ولا شك ان المناخ المصرفي في بلادنا قل أن يوجد له مثيل في ظل الاهتمام الذي يحظى به في حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ولعل النتائج المالية السنوية التي تصدرها البنوك السعودية تعكس النجاحات المتواصلة لها.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدمت بنوكنا لعملائها، وهل ما تقدمه يوازي ما يقدمه العميل لها بإيداعه لأمواله, وهذا كما يقال مربط الفرس.
ولو عقدنا مقارنة بين عملاء البنوك لدينا ونظرائهم خارج الحدود فلا وجود لمقارنة تذكر.
فغالبية العملاء في بنوكنا السعودية يحرصون على فتح حسابات جارية لاعتبارات دينية في حين نجد عملاء البنوك الأجنبية يصرون على وضع اموالهم كودائع بنكية بمدد مختلفة, ومن هنا نجد الميزة التي تتمتع بها البنوك المحلية فمن خلال تلك الحسابات الجارية تحققت مئات الملايين من الريالات.
ما دفعني لإيضاح هذه المعلومة التي أجزم ان الكثيرين يدركونها، موقف مررت به شخصياً مع أحد بنوكنا مما يطلق عليها مسمى بنوك سعودية ذات شراكة أجنبية .
فقد تسلمت خطاباً من البنك المعني يطلب من شخصي المتواضع بعض البيانات، وصادف ان التقيت بأحد الزملاء ولديه حساب في البنك المذكور ولكون الزميل من ميسوري الحال ويتجاوز رصيده المليون أو بمعنى آخر لديه ·أرنب اللهم زد وبارك, شجعني على تعبئة البيانات بل إنه ألح علي باختيار احدى الهدايا من خلال الاعلانات التي حرص البنك على نشرها في أكثر من صحيفة محلية.
وبعد أقل من اسبوع اتصل بي الزميل مستفسراً عن وصول هدية البنك, فأجبته لم تصل بعد وربما أن الكمية قد نفدت, فالموضوع لم يكن له أهمية بالنسبة لي, وبعد يومين فقط من اتصال الزميل ولدى مراجعتي لصندوق البريد وجدت بداخله مظروفا يحمل شعار البنك فقلت الهدية وصلت إلا أنني فوجئت بأن الهدية لم تكن سوى قلم لا يتجاوز سعره ·ريالين ومدموغ بضاعته ·china ولا أبالغ بأن الرسوم البريدية للمظروف تفوق قيمة الهدية!!
وفي اليوم التالي كان لي وبمحض الصدفة لقاء مع زميلي وبادرني هاشاً باشاً أكيد هديتك وصلت قلت له لا تسألني عنها الا انه اصر على منحي هديته من باب تطييب الخاطر، وفوجئت باخراج قلم من جيبه لا يختلف عن شقيقه ·وأعني به هديتي فهل ترون ان عميلا كزميلي يستحق هدية متواضعة وهو الذي يحصد البنك من أمواله آلاف الريالات, وهل يا ترى يجرؤ الشريك الأجنبي في تقديم هداياه لعملائه من خلال فروعه مثلاً في هونج كونج أو لندن أسوة بعملائه هنا؟ أشك في ذلك كثيراً.
بيت القصيد بأن على بنوكنا المحلية مراجعة حساباتها سريعاً من خلال تعاملها مع عملائها ولا سيما واننا في بداية الألفية الثالثة ودخولنا معمعة العولمة، هذا إلى جانب ان هناك اتجاهاً قوياً من قبل العديد من البنوك الخليجية المحلية لفتح فروع لها عن قريب في عدد من مناطق المملكة، وهو ما يعني فقدان البنوك المحلية للعديد من عملائها المميزين في حالة استمراريتها على نهجها الحالي.
عبدالله محمد الملحم مكتب الجزيرة بالأحساء
|
|
|
|
|