| متابعة
* لاهاي ْ نيويورك ْ د,ب,أ:
قد يبدو هدف توفير مياه صالحة للشرب للجميع الاشخاص بحلول عام 2025، متواضعا للذين لا تتوقف صنابير منازلهم عن مدهم بالمياه النظيفة، ولكنه سيظل هدفا بعيد المنال اذا استمر العالم في تبديد هذا المورد الحيوي.
هذه هي رسالة المنتدى الثاني العالمي للمياه الذي يعقد في مدينة لاهاي الهولندية حتى اليوم ·الاربعاء بهدف الحيلولة دون حدوث أزمة مياه في كثير من مناطق العالم.
وكانت الامم المتحدة قد اعلنت 22 آذار / مارس اليوم العالمي للمياه في عام 1992م، وفي رسالة بهذه المناسبة دعا الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الى ·ادخار المياه وضمان استمرار امدادات المياه في المستقبل.
الا ان احتمالات ذلك لا تبدو جيدة ولا تبشر بالخير اذ تشير تقديرات اللجنة الدولية للمياه في القرن الحادي والعشرين الى انه يوجد عجز يقدر بنحو 20 في المائة من المياه الضرورية لمد ثلاثة مليارات شخص بالمياه بحلول عام 2025.
وقال اسماعيل سراج الدين رئيس اللجنة انه اذا استمرت عملية تبديد المياه فسيكون هناك عجز في امدادات المياه بنسبة 50 في المائة وفي هذا الاجتماع الذي يأتي بعد منتدى عقد قبل ثلاث سنوات في مدينة مراكش بالمغرب يهدف ممثلو الحكومات وجماعات الضغط وخبراء التزويد بالمياه الى تطوير استراتيجيات للمستقبل.
ويقول احد المنظمين ان ·الهدف يكمن في اتخاذ خطوة جوهرية على طريق العملية المستمرة نحو ايجاد عالم افضل رغم ان لا احد يتوقع حدوث معجزات.
ويحذر خبراء منذ فترة طويلة من ان ازمة تلوح في الافق لاسيما في المناطق الجدباء القاحلة والمكتظة بالسكان مثل الشرق الاوسط حيث يزيد الصراع السياسي من المشكلة.
ويقول جان بيير سوييرز خبير المياه ·بالطبع يعتمد كل شيء على ما اذا كانت هذه القرارات تنفذ والى أي مدى يتم تنفيذها فيما بعد .
ومن المقرر ان يصدر مؤتمر وزاري يشارك فيه اكثر من مائة وزير يمثلون جميع انحاء العالم ويتزامن عقده مع المنتدى اعلانا نحو وضع خطوات محددة تنفذ خلال عامين لتخفيف حدة أزمة المياه.
ومن المقرر ان يجتمع الوزراء في مدينة بون الالمانية عام 2002 وفي مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2003 لمواصلة المنتدى الحالي.
ويقول الاعلان ان ·المياه لها ثمن ويعد ذلك هو الموضوع الرئيسي للاعلان وعلى مستهلكي المياه ان يدفعوا في مقابل الحصول على هذا المورد الحيوي حتى في الدول التي لم يمارس فيها ذلك في الماضي.
ويذكر ان ما لا يقل عن 4,1 مليار شخص ·اي ما يساوي عدد سكان الصين يفتقرون الى مياه نظيفة صالحة للشرب، و3,2 مليار شخص على الاقل يفتقرون الى مرافق الصرف الصحي.
ويموت اكثر من سبعة ملايين شخص كل عام نتيجة الامراض الناجمة عن نقص أو تلوث المياه.
وتشير تقديرات كوفي عنان الى ان 80 في المائة من كافة الامراض والوفيات في العالم الثالث ترجع الى ضعف امدادات المياه.
ويتنبأ خبراء المياه في الامم المتحدة بحدوث مشكلات في المياه في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط وفي شمال افريقيا والشرق الاوسط والهند ومناطق في الصين ومناطق في شبه الصحراء الافريقية وامريكا الجنوبية.
حتى دول شمال اوروبا يمكن ان تواجه صعوبات لان نصف عدد بحيراتها التي تعد موردا هاما للمياه العذبة قد تأثرت بسبب التسميد المغالي فيه للاراضي الزراعية.
وتعتقد اللجنة الدولية للمياه ان نقص المياه وليس الارض يمثل المشكلة الرئيسية التي تواجه الزراعة لاسيما في الدول النامية، وتواصل بعض الدول تبديدها للمياه بدون ان تتوخى الحذر.
وتستْْْْْْْْْخدم ليبيا اربعة اضعاف مواردها من المياه تقريبا وتستهلك الهند ضعفي مواردها من المياه وقد تفقد الهند 25 في المائة من انتاجها من المواد الغذائية بحلول عام 2025.
وقارة آسيا هي اكثر القارات تعرضا للمخاطر اذ تستخدم الصين 87 في المائة من مياهها للزراعة بينما تستخدم الهند 93 في المائة من مياهها.
ويصاحب ذلك ارتفاع ·متصاعد على طلب المياه الصالحة للشرب في المناطق الحضرية حيث سيرتفع عدد سكان الحضر في الدول النامية ثلاثة اضعاف بحلول عام 2030.
ويوجد في العالم في الوقت الراهن 23 مدينة يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة 18 مدينة منها في العالم الثالث.
|
|
|
|
|