اهتمامنا بالمياه يأتي كأولوية لابد أن يترسخ الوعي بها على كل صعيد,, فالماء نعمة لا تقوم الحياة دونها,, ومصادر المياه محدودة قياسا بالنمو المتزايد للطلب عليها,, والأموال التي ترصد من أجل توفير الماء تتجاوز المليارات,, وكل ذلك يجعلنا أكثر من غيرنا حاجة للترشيد في هذه النعمة الكبرى,, لتبقى لنا وتبقى معها الحياة زاخرة زاهرة غنية ومزدهرة.
اليوم يحتفل العالم كله باليوم العالمي للمياه، وتتناغم دول الخليج مع المناسبة الدولية بأسبوع يستهدف المزيد من الحرص على ترشيد استهلاك المياه، والفرصة تبدو أكثر اتساعا في ظل القرية الكونية ْ لإيصال الرسالة المهمة لكل من يقطن في المعمورة,, فالماء عصب الحياة وشريانها الرئيسي، ومستقبل العالم كله رهن باستمرار وجود هذه النعمة الكبرى، بل ان الكثير من السيناريوهات السياسية والاستراتيجية ترجح أن تكون حروب المستقبل كلها بسبب المياه.
البشرية جمعاء أمامها خياران لا ثالث لهما,, فإما المحافظة على الماء وترشيد استهلاكه ليفي بحاجات البقاء دون اهدار,, أو الفناء بسبب التبذير واضاعة هذه النعمة فيما لا طائل وراءه.
نثق ْ هاهناْ ان البقاء هو خيار الانسان الذي لن يحيد عنه، وعليه فإن الترشيد والتعاون والسعي للحفاظ على الماء يظل هدفا محليا وإقليميا ودوليا لابد من تكاتف الكل لتحقيقه بأعلى درجة من النجاح.
ان المملكة وهي تستشعر الأهمية القصوى للمياه,, حيث عانت أكثر من غيرها في سنوات مضت من ندرة المياه بسبب عدم وجود الأنهار الجارية,, تعلم الآن ان النعمة التي أفاء الله بها عليها,, والتي حققت لها المداخيل المالية فأحالت الجدب الى رغد بعون الله وتوفيقه، هذه النعمة تحتاج الى المزيد والمزيد من السعي الدؤوب للمحافظة عليها,, بالترشيد,, وبث الوعي,, والتعاون مع كل الجهات ذات الاختصاص محلية وغيرها,, لأجل أن يظل الماء موجودا,, يروي ظمأ الانسان,, ويفي بحاجة الزرع والضرع,, لتظل الحياة في استمرارها ورقيها ورفاهيتها,, بما حققته المملكة من نهضة شاملة عمّت كل مظاهر الحياة,, ونقلت عبرها الانسان السعودي الى هذه الدرجة الرفيعة من المكانة بين ساكني المعمورة.
|