يا جاثما بالكبرياء تسر بلا
هلا ابتغيت مدى الزمان تحولا
شاب الغراب وانت جلد يافع
ما ضعضعت منك الحوادث كاهلا
ترنو الى الاجيال حولك لاتني
تترى على مر العصور فصائلا
واراك معتدل المناكب سامقا
تبدو بك الشم الرعان موائلا
وكأن عمرا خالها اذا اعرضت
مثل السيوف المصلتات نواحلا
بالامس لم تمض القرون ولم تبد
في سفحها للقاطنين عقائلا
يا ايها العملاق زدنا خبرة
عمن اقاموا في ذراك معاقلا
واقصص علينا اليوم من اخبارهم
ما ثم من احد يجيب السائلا
عن طسم حدثنا وعن جبروتها
لما استباحت من جديس عقائلا
وجديس اذ هبت لتثأر منهم
تخفي تحت الرغام مناصلا
واذكر عن الزرقاء ما فاهت به
عن نظرة تطوي الحزون مراحلا
وعن الحمائم اذ مررن خواطفا
هل كان ذاك الحكم منها باطلا
واذكر حديثا عن حنيفة مسهبا
واذكر ربيعة في حماك ووائلا
واقصص عن الاعشى وهوذه والالى
من بعدهم ملأوا الحياة فضائلا
حيث انبرى وادي حنيفة صارخا
في امة تدعو القبور وسائلا
زدنا حديثا عن اؤلئك شائقا
اضحت بطون الكتب منه عواطلا
واشهد لعصر المعجزات عجائبا
تترى وكان العلم عنها غافلا
اذ كنت لا تحنو لحي قمة
وتصر الا ان ترى متطاولا
وتحمل الركب المغذ مصاعبا
متجشما تلك النجاد مراحلا
ويؤمك الباغون اخوة جحدر
يجدون في تلك الهضاب معاقلا
واليوم ترمقك العيون مطأطئا
تبدو صغيرا تحتها متضائلا
والسفر تمرح في رحابك امنا
ويشق منك مناكبا وجنادلا
ولسوف تشهد ما اقمت غرائبا
وترى امورا في حماك جلائلا
وتمد ايدي العلم فيك سواعدا
تضفي عليك من الجمال نمائلا
وترى شعابك بالمعين مليئة
تسقي جنانا تحتها وخمائلا