| الفنيــة
* محمد عبده فنان لكل عصر,, لا ينتهي بانتهاء ظهوره بل ينتقل الى مرحلة أكثر تألقا وتميزاً.
محمد عبده,, هل هو ظاهرة عابرة؟ ام حقيقة إبداعية قائمة؟,, سؤال كبير,, والإجابة اكبر,, وقبل هذا وذاك يجب ان نقول ان هذا الإنسان تعامل مع فنه وجمهوره باحترام تام متمسكا بسبل النجاح وفي مقدمتها رقي التعامل ورقي الأخلاق,, فكان له خصوصية تميزه في كيفية الوصول الى أهم وأكبر وايضا اخطر من يقيّم الابداع,, وهي الآذان العربية عامة والسعودية على وجه الخصوص,, ولهذا فهو فنان بدأ بذكاء في كسب الجمهور بالثقة والاحترام، ثم قدم لهم طبقه الفني البعيد عن الاسفاف او خدش الحياء، او التلاعب بالعواطف، فحقق بأسلوبه هذا ارتقاء بالذائقة كهدف هام من أهدافه,, عند اختياره للكلمة او اللحن.
* من هنا يأتي السؤال الآخر لماذا لا يزال محمد عبده باقيا في قمة هرم الاغنية؟,, وللإجابة يلزمنا عودة طويلة وبعيدة المدى وعبر سلسلة من الاغاني مرتبطة ارتباطا وثيقا بالزمن وهو بيت القصيد,, فالزمن اهم عوامل نجاح الابداع والفنان خصوصا ما يتعلق بالعمل الفني المعتمد على السماع كالمقطوعة الموسيقية أو الاغنية او القصيدة, وفي استمرار تواصل اصحابها مع جمهورهم يعني بقاء هذه العلاقة مؤكدين تواصل حلقات تلك السلسلة,, اذاً محمد عبده عارف لأهمية هذا التواصل,, وحريص على ألّا تنقطع صلة المستمع بأي جديد له,,ولهذا رسم خط سير منتظم الحلقات للأخذ بجمهوره حتى وقف معهم وبهم على قمْْْْْْْْْْْْة الوجدان محاطين بمختلف الأزاهير والشموع التي تمثلْْْْْْها أغْْْْْْانيه التي قدمها طوال اكثر من عشرين عاما.
* اذاً ,, كيف حقق محمد عبده هذا التوازن؟ وكيف وصل بجمهوره من جيل الى جيل ممتدا منذ البداية وحتى يومنا هذا الذي ازدحمت فيه الاسواق الغنائية بالاسفاف والطرب الضبابي الذي ما ان تشرق الشمس الا وتبدده، إضافة لوجود اصوات حاولت قدر الامكان ان تقدم ما يمكن ان ينسي الجمهور ما قدمه هذا العملاق؟,, ورغم ذلك بقي محمد عبده فناناً يطاول المنافسة.
هنا نكون اكثر قربا لمعرفة ذلك التواصل اذ لم ينقطع هذا الفنان طوال هذه الفترة من تقديم اجمل الكلمات والالحان والاداء الذي يعتبر في مقدمة اسباب النجاح,, فالاداء عند محمد عبده موهبة صادقة وقوية، فطرية النشأة لم تكن تقليدا او محاكاة, وهذا امر في غاية الاهمية بأن يستمر هذا الصوت من مرحلة الى اخرى دون ان يشيب او يضعف,, ويقدم ما يماثل بداياته وشبابه للأجيال الشابة مع احتفاظه بجمهوره السابق,, فكثير ممن اصطنعوا الصوت تراجعوا من منتصف الطريق,من يتابع ما يقدمه عملاق الاغنية السعودية والعربية محمد عبده خلال حفْْْْْْْْْْلاته الاخيرة يعرف تماما حجم هذا التميز وسيخرج بقناعة تامة بأن ما نقوله حقيقة,, وفي مقدمة ما نستشهد به تنوع جمهور حفلاته من اعمار مختلفة ورغم ذلك يجمعون على روعة ما يقدمه,, بجانب مطالبة الجمهور من الشباب رغم معاصرته وعلاقته بالطرب الحديث، إلا انهم يطالبون محمد عبده بإعادة العديد من اغانيه التي غناها قبل عشرين عاما فأثبت بذلك أنه مطرب لكل الاجيال.
وان جديده لا يمكن منافسته وان في قديمه ما ينافس جديد ما يطرح حاليا من اغان تأتي وتذهب دون ان تبقي في الذاكرة غير الصراع.
|
|
|
|
|