| الفنيــة
مع تطور التقنية وتعدد البدائل الحتمية في حياتنا المعاصرة صار المذياع او (الراديو) من اكثر هذه البدائل تأخرا في الأهمية بالرغم من تمتعه بمميزات قد لا تتوفر في غيره من وسائط التقنية الحديثة فهو ما زال الارخص من حيث السعر وفي متناول الجميع وما زال الاسرع بين اقرانه من البدائل الاخرى وكذلك الاوسع انتشارا ومع هذه القوة في المميزات والمرونة والحيوية في العطاء إلا انه في وقتنا الحالي ما زال بعيدا عن الانظار، ولنتأمل او بالاصح ليستمع المرء منا على اذاعة الرياض فهي مع احترامي وتقديري اللامتناهي للعاملين فيها ما زالت تراوح في مكانها من حيث الاسلوب والامكانات وعناصر الجذب,, فالأولى ما زالت تعتمد على الفواصل الموسيقية وبشكل قد يضعف من قوة الاذاعة ومكانتها وشخصيتها المتميزة، والثانية ضعف البث وتفاوت مستوى الصوت بين الفقرات وعدم وجود التنسيق المتقن بين فقرات الربط، أما الاخيرة فهي الأهم بل تكاد تكون المهم والمشغل الرئيسي في عمل المذياع (الراديو) وروح الابداع فيه، وهي المذيعون ومقدمو البرامج، فهم يعتمدون على الصوت والموهبة دون تطويرها ورفع المستوى الثقافي والفكري واذا كان في هذا الجانب يشاركهم بعض مقدمي البرامج في شقيقهم الاكبر التلفاز؟!! فالارتجال وضعف اللغة وركاكة الاسلوب وضعف المنطق قد يكون سببا رئيسيا لبعد المستمعين والمشاهدين عن سماع هذه الاذاعة ومتابعة برامجها، وقد يكون سبب ذلك قلة المذيعين المتمكنين وضعف البرامج التدريبية وندرة معدي البرامج والمخرجين مما يجعل من بعض الاسماء القديمة اكثر لمعانا واغزر علما واقدر كفاءة حتى اولئك الذين فقدهم المذياع.
فهل نسمع اصواتاً جديدة؟ وبرامج متميزة؟! وهل نرى ذلك الظهور والتواجد القوي لاذاعتنا الحبيبة؟! وهل نسمع قريبا عن دراسة استطلاعية للتعرف على حجم المتابعين؟ وعدد ساعات المتابعة؟ والبرامج المطلوبة؟ وكفاءة البث؟,, نأمل ان نرى مثل هذه الدراسات الاحصائية التي تعتبر من أهم عناصر تطوير وتحديث العمل أيا كان ومؤشرات قد تعطي دلائل واضحة على توجهات المتسمعين وانماطهم.
صلاح الحسن
|
|
|
|
|