أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd March,2000العدد:10037الطبعةالاولـيالاربعاء 16 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

شيء من الحق
على دربالشيرة والحرير
د, خالد محمد باطرفي*
عندما يتوقف الأزيز تعرف ان المكينة في اجازة, ولقد كانت إجازة عيدنا السعيد جميلة كطلّة القمر، وصافية من كوادر الزمان كليلة اشتعلت فيها الكواكب وتوارت السحب، وهادئة كسكون ليل حالم، ناعم، وحيد.
ولعل سرا من اسرار هذا السكون الجميل أنني لم اعد اقرأ الصحف فأكثرها في إجازة، وبعضها صدر ولكن في صفحات قليلة تحت نظام غذائي متقشف وقاس خفف من وطأة (السكر) المغدق في حلاوته والتي باتت كثير من صحفنا (تطفح) به من (قرون) الصفحة الاولى الى (شحمة) المؤخرة.
وسألني صاحبي (القارىء) متى تتوقفون عن (البكش)؟
قلت: أي (بكش) تعني
قال: أقرأ الصحف وكأنما أقرأ صحيفة واحدة, الأخبار هي الأخبار، والآراء نفسها تتكرر فوق كل توقيع وتحت كل عنوان, فلماذا اذاً نقرأ الصحف، ولما يكتب اصحاب الفكر والأقلام؟
قلت: يا صاحبي، ماكلنا ذاك الغلام، ثم استدركت أننا وإن حلا منا الكلام، نقول (أحياناً) شيئا يستحق حبر المطبعة وعرق الأقلام, وبعضنا كالفوزان، والفايدي، والحساني، وباهيثم، ومصلح، ونورة الخريجي، ومشعل السديري يقول قولا يختلف، ويسبح ضد تيار (الشيرة) (والشيرة لمن لا يعرفها، مسحوق السكر بالسمن الحار), وبعضنا الآخر كالوهيبي واليمني (أين هما الآن)، والخنيفر والصايل وماضي يرسمون القول (المختلف)، ويقدمونه على طبق من (ابتسامة ساخرة).
قال: والبقية؟ هل تخصصوا في كتابة المعاريض، وتكرار الكلام فيما ليس عليه ملام, وحديث النفس والذكريات، ومدائح الذات، والجدليات والغزليات وتصفية الحسابات,.
قلت: كفى يا صاحبي، كنت أظنني في إجازة من هذا الهم كله, ثم يا أخي الصحافة اليوم صحافة الخبر والمعلومة، دعك من (بكش البكّاشين) و(خليك) في أخبار العالم والناس الحلوين.
قال: ما ترك (الدش) والمذياع خبرا عالميا لكم.
ثم قال: يا سيدي، جميل أن نختلف, من فم الاختلاف تنطق الحقيقة، وفي سوق الرأي والرأي المعارض تتكشف الحقائق, ولكن المشكلة أن الاختلاف يأتي فقط في (الكورة) والفن والشعر الشعبي، إضافة الى الخلافات الشخصية بين أصحاب الرأي والقلم، بالطبع, ولكن عندما تطرح القضايا على طاولة الحوار وينشدنا ولاة الأمر رأينا فيها، نتفق على أن (نغرد) بدلاً من أن نتحاور، و(ننشد) بدلا من أن نعبر.
قلت: يا أخي، مشكلتك أنك (تعمم) بلا عمامة, اقرأ بعقل منفتح على السالب والموجب ستجد أن في الأمر سعة، وفي الأمة خيرا، وفينا كما في كل صحافة في الدنيا، الصالح والطالح، الفاضي والمليان، (المفطح) و(المسطح).
قال وقد (فاض) به، مشكلتي مع الصحافة تلخصها مشكلتي معك، (لكاعة) (ومجاغة) وعن بجحة, (لا داعي هنا للتعريب).


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved