|
| العالم اليوم
* موسكو ق,ن,أ :
عندما اعلن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في اخر يوم من العام الماضي عن تقديم استقالته وتنازله عن الحكم لرئيس وزرائه لم يكن احد يتوقع آنذاك ان فلاديمير بوتين رجل المخابرات السابق الذي كان في الظل يمكن ان يحظى بكل تلك الشعبية التي يتمتع بها الآن.واذا كان المحللون يخمنون من تولي فلاديمير بوتين منصب القائم باعمال الرئيس هل سيتمكن خليفة بوريس يلتسين من الانتقال الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 26 مارس فانهم يحسبون الآن فرص فوزه من الدور الاول.وتشير اخر استطلاعات للرأي العام في روسيا ان فلاديمير بوتين يحظى بتأييد 45 الى 60 بالمائة من الناخبين اما منافسه الرئيسي زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف فبوسعه ان يعول على تأييد 15 الى 18 بالمائة من الناخبين.ويحاول المراقبون كشف سر شعبية فلاديمير بوتين الذي لم يكن معروفا معرفة جيدة من قبل وفي رأيهم فان احد اسباب هذه الشعبية يعود تحديدا الى قلة معرفة الناخب الروسي بالقائم باعمال الرئيس.وعلى ما يبدو ان العامل النفسي للمواطن الروسي لعب لعبته لصالح فلاديمير بوتين حيث سئم رجل الشارع من تكرار الوجوه واذا بوجه جديد يخرج الى الساحة السياسية بلياقة بدنية وبلغة بسيطة وفي بعض الاحيان وضيعة يخاطب بها الانسان العادي الذي لم يعد يحتمل العيش في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.وقد خدمت فلاديمير بوتين ايضا الظروف التي تولى فيها زمام الامور في البلاد وينبغي على الزعيم الروسي ان يكون شاكرا لرئيس الوزراء الاسبق يفغيني بريماكوف ولمنظمة )الاوبيك( فقد جنى فلاديمير بوتين ثمار الاصلاحات الاقتصادية التي اجرتها حكومة بريماكوف بعد الافلاس الذي اعلنته موسكو في عهد حكومة سيرغي كيريتيكو وباتت ميزانية الدولة تحصل على ضعف ما كانت تحصل عليه قبل ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية وراح فلاديمير بوتين الى ابعد من ذلك حيث جاءت الحرب الشيشانية المتسترة بشعار )الرجل الحديدي( الذي يقارع الارهاب ويمسك البلاد بقبضة حديدية في ظل تفشي الاجرام والفساد الاداري والانحلال الاجتماعي, الا ان تجربة تفشي الحرب الشيشانية الاولى وغيرها من الحروب المماثلة في بلدان اخرى اثبتت عقم الخيار العسكري في القضاء على النزعات الانفصالية وعلى ما يبدو ان فلاديمير بوتين يفهم ذلك جيدا ولذلك سيستعجل في الاعلان عن النصر بالرغم من ان الوضع الحقيقي في الشيشان يقول العكس.فقد انتقل المقاتلون الشيشان الى تكتيك حرب العصابات التي ستكلف روسيا ثمنا مرتفعا وستضطرها لابقاء مجموعة عسكرية كبيرة في الجمهوريات المتمردة الامر الذي يعني زيادة عدد الضحايا في صفوف القوات الروسية وهذا بدوره سيفقد الحرب شعبيتها وعليه فان فلاديمير بوتين معنى بالفوز في الانتخابات من الدور الاول.وفي هذه الظروف تبدو فرص المنافس الرئيسي غينادي زوغانوف للفوز في الانتخابات ضئيلة للغاية وحتى ان لم يتمكن فلاديمير بوتين من الفوز في الدور الاول فانه بامكانه ان يعول على اصوات معظم ناخبي المرشحين الاخرين اللهم باستثناء يوري سكوراتوف المدعي العام السابق الذي اقاله بوريس يلتسين وتجاهله فلاديمير بوتين بالاضافة الى قسم من ناخبي المرشح اماز توليف حليف غينادي زوغانوف في الانتخابات الرئاسية السابقة.وعلى هذا الاساس فان غينادي زوغانوف الذي بنى حملته الانتخابية على اساس ان فلاديمير بوتين خليفة بوريس يلتسين ومتهم لنهجه الهدام وعلى زيادة المعاشات التقاعدية والرواتب للعاملين في مؤسسات الدولة بوسعه ان يعول على ثلث اصوات الناخبين كحد اقصى.وبناء على ذلك لا يتوقع المراقبون ان تقع اية مفاجأة تقود الى التشكيك في نزاهة اجراء الانتخابات لاسيما ان فلاديمير بوتين الواثق في الفوز لن يجازف في التلاعب بنتائج الاقتراع اللهم الا اذا ارادت حاشيته فوزا مؤكدا في الدور الاول وفي كل الاحوال هناك قاعدة ثابتة تفترض التلاعب بنتائج الانتخابات بنسبة تصل الى خمسة في المائة لصالح من يتواجد في السلطة.وثمة كلمة اخيرة,, يقول المثل الروسي )ان لم يكن فلان لاختلقوه( وعليه فان لم يكن فلاديمير بوتين لاختلقوه.
|
|
|
|
|
