أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st March,2000العدد:10036الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,ذو الحجة 1420

العالم اليوم

أضواء
العراقيل الإسرائيلية أمام مسيرة السلام
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد مضي أربعة أيام على استئناف مفاوضات الوضع النهائي للفلسطينيين التي تبدأ اليوم في قاعدة بولينج العسكرية الجوية القريبة من واشنطن يلتقي الرئيسان الامريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الاسد في جنيف يوم الاحد القادم كما أعلن ذلك امس الرئيس الامريكي إبان زيارته القصيرة للعاصمة البنغلاديشية دكا وذلك من أجل تحريك مفاوضات المسار السوري / اللبناني مع إسرائيل وهي المفاوضات المتوقفة منذ العاشر من شهر يناير الماضي بسبب الخلافات الجوهرية بين السوريين واللبنانيين مع اسرائيل.والملاحظة الجديرة بالاهتمام هي ان القاسم المشترك بين المسارين الفلسطيني / الإسرائيلي والسوري / اللبناني الاسرائيلي هو الجهد الامريكي الذي يسعى للتوصل الى السلام الشامل في الشرق الاوسط خلال الشهور المتبقية على رئاسة بيل كلينتون وقبل مغادرته للبيت الابيض في واشنطن، على ان هذا الجهد الامريكي يمكن أن يضيع هباءً كما حصل في السابق بسبب التعنت الإسرائيلي وعدم تجاوب الاسرائيليين مع ما هو مطلوب منهم عربيا ودوليا وهو باختصار ووضوح شديدين القبول بتنفيذ الاتفاقات المبرمة، وقرارات مجلس الامن الدولي بدون شروط مسبقة تتنافى مع أحكام تلك القرارات والاتفاقات.وحتى الآن فإن الاسرائيليين لم يتخلوا عن هذا التعنت الذي يمارسونه عند كل فرصة للتفاوض في المسارين بأسلوب المراوغة حينا والمزايدة حينا آخر أو الرفض الصريح عندما توصلهم مراوغتهم ومزايدتهم الى طريق مسدودة!.وكمثال لهذا التعنت ولهذه المراوغة والمزايدة لإحباط اي امل في نجاح المفاوضات التي يفترض ان تبدأ اليوم بينهم وبين الفلسطينيين قرب واشنطن ما أعلنته صحيفة هآرتس امس من انه يتم الآن في اسرائيل النظر في مخطط لإنشاء حي يهودي جديد في قرية فلسطينية ضمت اسرائيل نصفها عقب عدوان 1967م!.والمخطط الجديد ينص على إنشاء )5( آلاف وحدة سكنية في قرية الوجه التي يقع نصفها في القسم الشرقي من القدس العربية المحتلة فيما يقع النصف الثاني للقرية في المنطقة ج بالضفة الغربية الخاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية لإسرائيل!.وقد استبق الإعلان امس عن هذا المخطط استئناف مفاوضات الوضع النهائي للفلسطينيين اليوم في واشنطن!!.الجدير بالذكر ان باراك سبق أن وعد عرفات في احد اجتماعاتهما السرية التي تمت بينهما في الشهر الماضي، وعد باتخاذ إجراءات لوقف النشاطات الاستيطانية اليهودية في المناطق الفلسطينية.وقالت المصادر الفلسطينية التي كشفت هذا الوعد امس في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت: ان باراك لم يقرن هذا الوعد بأي تعهد باتخاذ إجراءات عملية للالتزام بوقف النشاط الاستيطاني!.وعلى صعيد المسار الواحد للسوريين واللبنانيين فإن باراك فضّل ان يقرر الانسحاب الأحادي من جنوب لبنان في موعد أقصاه يوليو القادم بدلا من تحقيق هذا الانسحاب بموجب احكام قرار مجلس الامن رقم )425(,, لأنه باراك يدرك ان الانسحاب الأحادي بدون اتفاق مع لبنان وسوريا قد يؤدي الى مضاعفات امنية خطيرة غير محسوبة من أي طرف سوى انها تهدد الأمن والسلام في المنطقة.وبالنسبة للتفاوض مع الجانب السوري فإن باراك مازال حتى الآن يرفض تطبيق الانسحاب من هضبة الجولان طبقا لمبدأ الارض مقابل السلام وهو المبدأ الذي قامت عليه وانطلقت لأجله عملية السلام من مؤتمر مدريد في اكتوبر عام 1991م.فباراك يريد أن يفرض شروطا تناقض هذا المبدأ خصوصا عندما يطالب سوريا بالتطبيع الكامل مع إسرائيل قبل ان تنسحب اسرائيل من الجولان,, وتارة اخرى يعلن باراك انه لن ينسحب من كل الجولان ويريد ان يحتفظ بمناطق في الهضبة خصوصا بحيرة طبرية وهكذا نرى كيف ان باراك وصقور اسرائيل يضعون العراقيل أمام مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكترونيJaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved