|
| مدارات شعبية
معظم الشعراء ولا سيما الشباب منهم لديهم رغبة جامحة للدخول في عالم الغناء من باب كتّاب النصوص الغنائية ولهذا نجدهم يتطلعون بشكل لافت للنظر الى مطربين يشدون بأشعارهم
لتكون على كل لسان ونادرا ما نجد شاعرا لا يفكر بهذه التجربة وهم بلاشك معذورون في هذه المرحلة بالذات,, فالمبدع بحاجة الى جمهور يشعل لديه شمعة العطاء ويخلع عليه
ثوب التفاعل!
* وانتم تعلمون جيدا العلاقة القوية بين عزف المطربين ونزف المبدعين منذ مئات السنين لكن الشعر الشعبي في وقتنا الحاضر استحوذ على حناجر المغنين بصرف النظر عن كونه جيدا
ام ردئيا,, بل ان بعض الشعراء او مدعي الشعر يفاجؤون بأن قصائدهم التي لم يتوقعوا لها ان تصل الى مرحلة الحبو قد حلّقت دون الحاجة الى اجنحة في آفاق الفنون الرحبة والسبب
حنجرة هذا المطرب او ذاك!!وهذا ما ساهم في فساد الذائقة الابداعية لدى الجيل الطالع ومعهم احيانا بعض من اشرق الشيب في وجوههم من )ربعنا(!فالمطربون وان كانوا رافدا من روافد الابداعات الشعرية فانهم احيانا يمثلون بجدارة مفعول هدم في هذا المجال وهو
ما يظهر بوضوح في واقع الساحة الغنائية لدينا التي تعج بالمغنين الصاعدين والملحنين الماديين الذين يصنعون من )الحبة قبة( ومن الشاعر المبتدىء متنبي زمانه!!
* ولو تمعنا في بعض الابيات التي يشدو بها بعض كبار المطربين وكثير من صغارهم لأدركنا انها فقاعات صابون لا تعدو كونها صف كلمات كتبها صاحبها وهو يمارس التسكع في احد
الاسواق التجارية لكن الملحن الذي لا يفكر الا بجيبه سخر لها جميع ادواته الفنية فطارت في الافاق بمباركة من موضة الفيديو كليب التي ألهت المتلقي ب)ليلى( عن )ليلى(!!
* هذا العبث الفني للاسف الشديد اساء للكلمة الشعبية الجميلة حيث اصبح الرواج والانتشار من نصيب الكلمة الهزيلة التي )لا تودي ولا تجيب!!( المهم انها تهز الخصر وتدغدغ
مشاعر المراهقين والمراهقات وهذه الاشكالية المزعجة انعكست سلبا على مستوى النص الغنائي الشعبي الى درجة التسطيح والخواء!! الامر الذي حدا بعشاق الكلمة الفاتنة الى العزوف
عن شواطىء الشعر العذبة خوفا من الغرق في مستنقعات الشعر التجاري المفعم بالابتذال والنفعية وحب الظهور!!* ان النصوص الشعرية التي تجتاح الساحة حاليا بحاجة الى
وقفة صادقة ورقابة حازمة وخبرات فنية تملك القدرة على استعمال غربال الشعر الراقي لحماية متذوقي الفن والشعر من )كربون( كلمات عشاق الشهرة ومتسلقي سلم الشعر الذين دخلوا ساحة الابداع من ابوابها الخلفية وعندها يمكن ان نقول: ان
الشعر الشعبي بخير!!
لوحة عربية
غنّيت مجدك في عيون قصائدي ونقشت رسمك في الشفاف وفي اليد |
****
لوحة شعبية
ملّيت انا من لعبة الجزر والمد لاماسك التربة ولا طايل المي |
|
|
|
|
|
