| عزيزتـي الجزيرة
عندما شرّف الله هذا البلد الطيب، ملكا وحكومة وشعبا بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن فقد قيّض الله له حكومة أمينة مخلصة لم تأل جهدا، ولم تدخر وسعا ولم تتردد في بذل وتجنيد كافة الامكانات في سبيل خدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسكهم في يسر وسهولة,, والمملكة وقد شرفها الله بخدمة حجاج بيته الحرام، تستشعر عظم هذه المسؤولية وتبعاتها، حيث يلتقي مئات الآلاف من المسلمين من مشارق الارض ومغاربها في رحاب مكة المكرمة وبقية المشاعر المقدسة يلتقون في ظلال الأمن والأمان والإخوة الصادقة في إطار مبادئ إسلامية تهدف إلى توثيق مايجمع بين المسلمين ويؤلف بين قلوبهم وعدم تمكين أي من كان بأن يعكر صفو هذا التجمع او ينال من تماسكه وترابطه,, لكم يسعد المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة ضيوفه، ان ترى حجاج بيت الله الحرام يؤدون الفريضة في أمن وطمأنينة وهي تحرص على ذلك كل الحرص وتوليه جل اهتمامها، ولقد تجسد حرصها هذا في مشروعات عملاقة لا يتسع المجال لوصف تفصيلاتها، فمن انفاق شقت في اشد الجبال صلابة، الى طرق وجسور وخدمات صحية ممتازة وتوفير للمياه و,, و,, الى ماشئت من جهود خيرة لا يستوفى ثناؤها, ولقد تميز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله بتعلقه بخدمة الحرمين الشريفين واولاهما عناية فائقة لم ير مثلها من قبل اذ ان حبهما والاهتمام بهما اخذ بمجاميع قلبه ولم يكفه ان يرصد الاموال ويكلف المخلصين بالمشروعات المختلفة لتوسعة الحرمين والنهوض بخدماتهما بل كان يذهب بنفسه ليكون عن قرب ويشرف على كل الاعمال المتعلقة بالحرمين الشريفين يستفسر ويناقش ويقترح, وفي اطار اهتمامه الشخصي المتجدد بكل جزئية مهما صغر شأنها تتعلق بخدمات الدولة لضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة والزيارة فقد وجه خادم الحرمين -حفظه الله- مختلف الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن بضرورة توحيد جهودها وتنسيقها وحشد طاقاتها البشرية وامكاناتها المادية للاضطلاع بتلك الخدمات والوصل بها الى الهدف الاسمى الذي يسعى اليه الجميع لراحة ضيوف الرحمن وتسهيل مناسك حجهم بيسر وامن وامان,, ولئن كان يحفظه الله قد اعلن في المدينة المنورة في رحاب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 1407ه انه يحب ويفضل مسمى خادم الحرمين الشريفين على مسمى صاحب الجلالة، فانه قد مارس هذا المسمى سولكا وعملا مجسدا، فالسلوك سابق والمسمى لاحق وصادق وهي ليست تسمية لفظية فحسب بل تستند الى شواهد عملية تجسدت في مشروعات عملاقة جعلت حج البيت سهلا وميسورا, واشير هنا الى بعض نماذج عامة لما قامت به المملكة لخدمة ضيوف الرحمن فلقد شهدت منطقة منى، وهي التي يقيم بها الحجيج ايام التشريق مشروعات جبارة اشتملت على تنفيذ شبكة متكاملة من الطرق والانفاق والجسور وانشئت بها شبكات جديدة للمياه والصرف الصحي ودورات مياه وخيام مقاومة للحريق ومجهزة ومكيفة، ولم تقف مشروعات تطوير منى امام سفوح الجبال عاجزة بل عملت على تهذيبها وتسويتها حتى تزيد من الرقعة الصالحة لسكنى الحجاج، ولقد تضاعفت مساحتها عدة مرات, ان ما أنجزته المملكة خدمة لضيوف الرحمن، سيظل سطورا مضيئة في تاريخ هذه الدولة الكريمة، تحكي بأمانة وصدق جهودها المخلصة وتثبت انها ما ادخرت وسعا بل انفقت مئات البلايين من الريالات في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام الذين يتزايد عددهم عاما بعد عام على الرغم من ان اماكن المشاعر المقدسة محدودة المساحة ولها حدودها الشرعية، فعرفة هي بحدودها الشرعية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومازالت حدود مزدلفة وحدود منى كما هي منذ ظهور الإسلام وتنقلات الحجيج مرتبطة بمواقيت حددها الله سبحانه وتعالى، ومع ازدياد اعداد الحجاج عاما بعد عام اصبحت تحركات الحجيج وازدحامهم تشكل صعوبة كبرى لكن المملكة بعون من الله ثم بما جندته من امكانات وما اكتسبته من خبرات تواجه هذه المواقف وتجتازها بكل ثقة بعون الله وتوفيقه, وفي اطار اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين بتوفير المياه الصالحة للشرب للحجاج قام حفظه الله بإنشاء مبرته بتعبئة المياه المبردة وتوزيعها على حجاج بيت الله الحرام وكذلك توجيهه الكريم بالاستفادة من لحوم الهدي والاضاحي الذي بدأ منذ عام 1403ه وتوزيع هذه الذبائح على فقراء المسلمين في اقطار العالم الاسلامي المختلفة ويؤكد خادم الحرمين الشريفين على ان المملكة حريصة على اقامة اية منشآت تحقق نقلة نوعية ممتازة في خدمات المملكة للحجاج مشيرا الى ان المملكة تقوم بهذه الخدمات وتعد ذلك واجبا نحو قاصدي بيت الله وضيوفه وهي سعيدة بهذا الأداء الذي لا تبتغي به الا وجه الله واكساب حجاج بيت الله الحرام المزيد من المرونة والسهولة والفعالية في كافة الخدمات التي تقدم لهم ومع كل ما تم انجازه فان خادم الحرمين الشريفين يقول: ان ما تم دون طموحنا! ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الذي انجز اضخم توسعتين عملاقتين في تاريخ الحرمين الشريفين لاستيعاب الاعداد المتزايدة في الاقبال عليهما لأداء فريضة الحج او شعيرتي العمرة والزيارة يريد حفظه الله ان تكون الخدمات في الاراضي المقدسة في مستوى التحديات التي يمثلها تزاحم ما يزيد على اكثر من مليونين من الحجاج في مساحة محدودة من الاراضي تحتاج رعايتهم فيها وتنظيم وتسهيل حركتهم وتأمين سلامتهم وراحتهم الى قدرات وطاقات غير عادية, وكم هو رائع ان ترى المملكة ان كل ما تم انجازه من مشروعات بمناطق المشاعر المقدسة هو من واجباتها التي شرفها الله بها والتي يفرضها ديننا الحنيف، لذلك تم ما تم انجازه في سكينة ودون احداث اي ضجيج او صخب اعلامي كما هو مألوف عالميا عند تنفيذ المشروعات العملاقة, فالى الارادة القوية والعزيمة الصادقة التي انطلقت منها هذه المشروعات الجبارة والى الجهود الدؤوبة المخلصة التي واصلت المسيرة، الى خادم الحرمين الشريفين الذي أحال الافكار والمخططات الى حقيقة واقعة وملموسة أسوق التحية يشاركني فيها ملايين من حجاج بيت الله نعموا بهذه المشروعات ماءً يروي ظمأهم، وظلاً يقيهم حرارة الشمس وطرقاً تقرب لهم المسافات وامناً يساعد على اداء المناسك في طمأنينة وسلام, وبعد فما ألمحت اليه والذي حرصت ان يتصف بأمانة العرض وصراحة القول لا يعدو ان يكون اطلالة سريعة لواقع خدمة حجاج بيت الله الحرام والذي يحمل في طياته آمالاً مشرقة وجنوداً مخلصة وانجازات جادة طموحة على طريق الخير والعطاء لخدمة ديننا الحنيف ومليكنا المفدى ووطننا الغالي، والله أسأل ان يحفظ لهذه الامة قائدها ورائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وأعظم له بذلك اجراً ورفع له في الدارين ذكرا وان يكلل جهود المسؤولين المخلصين بالتوفق والنجاح وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
حمد عبدالرحمن العبودي محافظة المذنب
|
|
|
|
|