أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st March,2000العدد:10036الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,ذو الحجة 1420

محليــات

حمد عبدالله القاضي
** رحم الله الفقيد عبدالوهاب العيسى,,!
لم تكن له بي معرفة شخصية وثيقة,.لكن كانت لي معرفة كبيرة وقوية به من خلال ما اسمع عنه واستمع الى مواقف شهامته وحبه للخير ومساعدته للآخرين,,!وهذه لعمري أقوى معرفة وأرسخها.لقد كنت ألتقي به على فترات متباعدة في منزل والده شاعرنا الكبير محمد الفهد العيسى جبر الله مصيبته في فقيده وفلذة كبده.وكنت أتصل به واكتب له في بعض الأحايين حول أمور خير ان شاء الله وكنت - لا أقول - أفاجأ باهتمامه - رحمه الله - لكنني كنت أسعد كثيرا عندما يقضي الله على يديه أمرا شفعت فيه,.لقد كان رحمه الله من حرصه على مساعدة الآخرين ومن كريم مروءته ونبله المبادرة في الاتصال فيما كتبت له عنه.لقد كان الفقيد مخلصا في عمله متفانيا في أدائه, ولقد كان وزير صدق ان شاء الله لولاة الأمر، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: اذا اراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق، ان ذكر أعانه وان نسي ذكره , رحمه الله رحمة واسعة.**** * *** انني لأذكر له مثل هذه المواقف لسببين:أولا: الترحم عليه عند ذكر محاسنه من منطلق التوجيه النبوي الكريم اذكروا محاسن موتاكم .والسبب الثاني ليكون قدوة لنا وللآخرين عندما ندرك أننا سوف ننتهي من هذه الدنيا وندع الكراسي حيث لا يبقى لنا في الدنيا الا ما أبقيناه من ذكر، ولا يبقى لنا في الآخرة الا ما ادخرناه من أجر.لقد فجعت بخبر رحيل الأستاذ عبدالوهاب العيسى مثل الكثيرين من محبيه عندما أبلغني الصديق المهندس أحمد التويجري بهذا النبأ,, لقد كان الخبر مفاجأة حقا,, وزاد من ألمها مباغتتها لنا في أيام العيد ليكون المأتم فيها لحكمة يعلمها الله.ولا جرم ان فقد الأخيار مؤلم.ولكن فقدهم فجأة أكثر إيلاما,.ولكن عندما نتذكر قول الله تعالى ندرك ان الأنفاس معدودة وان لكل أجل كتابا وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا هنا يخف الألم.**** * *** ايها الشاعر الكبير محمد الفهد العيسى أعرف رقة مشاعرك ورهافة أحاسيسك وسطوة الألم في هذه الأيام عليك.ولكنني أعرف أكثر ايمانك بخالقك واطمئنانك الى رحمة ربك وهذا وحده يخفف الألم على قلبك الرقيق، وعلى قلوب أبناء وبنات وإخوة وأخوات الفقيد جميعا.إن خير ما أعزيك به وأعزي الأسرة الكريمة هو عزاء النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل معاذ بن جبل عندما فقد ابنه اذ كتب اليه الرسول صلى الله عليه وسلم في كلمات بليغة ومضامين معبرة وصادقة من محمد رسول الله الى معاذ بن جبل فاني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا واياك الصبر، فان أنفسنا وأموالنا وأولادنا وأهلينا من هبات الله الهنية، وعواديه المستودعة، يمتع بها لأجل معدود، ويضبطها لوقت معلوم، ثم فرض علينا الشكر اذا أعطى، والصبر اذا ابتلى، فان ابنك هذا كان من مواهب الله الهنية، وعواديه المستودعة، متعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كبير، فالصلاة والرحمة والهدى ان احتسبت، فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم، واعلم ان الجزع لا يرد شيئا، ولا يدفع حزنا، وما كان نازلا فقد كان .* * ****** غفر الله للفقيد الراحل عبدالوهاب العيسى وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجمعنا به وكل الغالين علينا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وألهمنا الله الصبر والاحتساب على مآسي هذه الدنيا,, وفجائع الموت لنكون بحول الله ممن تقول لهم الملائكة يوم القيامة وهم في جنات الخلود:والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .الآية 23 24 من سورة الرعد,اللهم اجعلنا وكل والدينا وكل الغالين علينا من الراحلين والباقين منهم آمين.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved