أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st March,2000العدد:10036الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,ذو الحجة 1420

محليــات

لن تبكي وحيداً؟!
عبدالعزيز العبدالله التويجري
تكبر المصيبة,, وتتضخم الفجيعة,, وتتسع رقعة الحزن,, وتتحجر الدموع في المآقي,, وتنكسر العبرات في الصدور,, بقدر ما يحتله الفقيد من مساحة في قلوب الناس,, وبقدر ما كان يحتله من مكانة اجتماعية، وعلمية، وثقافية,, وبقدر ما كان يقدمه للوطن من عطاءات فاعلة ومؤثرة,, وما يساهم فيه من خدمات مشرقة مخلصة من خلال مركزه الوظيفي,, أو الاجتماعي.وفقيد الأمس معالي الأستاذ عبدالوهاب العيسى نائب رئيس الديوان الملكي يرحمه الله تجتمع فيه كل تلك الصفات,, ويمتلك بمواهبه وقدراته كل تلك الامكانيات,, فهو ابن الوزير السفير، وهو ابن الشاعر الأديب الأستاذ محمد الفهد العيسى الغني عن التعريف وهو ابن العائلة الشهيرة المشهورة,, والمشهود لها بالاصالة والثقافة والعلم مع الاخلاص والولاء للدين والمليك والوطن ثم هو نائب رئيس الديوان الملكي الكريم,, وهذا المركز الوظيفي المرموق، وتلك الثقة الغالية,, وهذا الوسام الرفيع,, الذي تقلّده في عزِّ شبابه,, من قائد هذه الأمة، ورائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين,, أكبر دليل على صدق الرؤية فيه، ومحبة الناس له.ولهذا فإن وفاته يرحمه الله كانت خسارة وطنية أكثر وأكبر من أن تكون خسارة أسرية,, وخسارة عامة قبل أن تكون خسارة خاصة,, فهو من الجيل الذي كانت تُعَلَّق عليهم الآمال,, وينظر اليهم كطلائع للريادة الفكرية، والعملية، والعلمية,, التي بدأ زراعتها خادم الحرمين الشريفين,, مع بدايته حفظه الله كأول وزير للمعارف,, ثم هو قد احتل مساحة حب كبير بين الناس,, وأخذ ذكرا طيبا,, وسمعة حسنة في المجتمع,, ومبادرة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض,, في الصلاة على جنازته، وتشييع جثمانه أكبر دليل على ذلك.ولهذا فلا عجب,, أن يبكيه الكثيرون، وأن يحزن لفقده الكثيرون، وأن يتقاطر الى بيته وأسرته المعزون، فهو رجل دين ودولة,, منحه الله القدرة، والكفاءة، والثقة,, ولكنه,, وهو )الحكيم العليم( لم يمنحه الحياة الأطول,, لمسيرة العمل والعطاء,, للدين، والمليك، والوطن,, فلله ما أعطى,, ولله ما أخذ,, وليس علينا إلا الصبر والاحتساب والدعاء للفقيد بالمغفرة والرحمة والرضوان.عرفته يرحمه الله برفقة والده الأستاذ محمد الفهد العيسى في زياراته المتعددة والمتتابعة لصديقه أستاذ الجيل,, الشيخ حمد الجاسر في مكتبه مجلة العربي ,, وكنت يومها أعمل في ادارة المجلة,, في أوائل التسعينات الهجرية,, وكان هو,, طالبا متميزا في الثانوية العامة,, ملازما لوالده في جلساته، مرافقا له في زياراته، مشاركا له في ندواته، تلمح في عينيه بريق الذكاء,, وفي شخصيته جدية الأخذ والعطاء,, وفي حديثه عذوبة الأدب والأدباء,, ولهذا فلم تكن الثقة فيه رغم صغر سنه,, نائبا لرئيس الديوان الملكي مفاجأة,, بقدر ما كانت أملا منتظرا,, وحلما يتحقق,, فرحم الله الفقيد الغالي عبدالوهاب بن محمد الفهد العيسى وغفر له مغفرة واسعة وأسكنه فسيح جناته,, وألهم أستاذنا الشاعر المرهف والده العزيز خاصة وآل العيسى عامة الصبر والسلوان,, وعوضهم في اخوة الفقيد,, وأبنائه ياسر ومعتز خيرا كثيرا,, و)إنا لله وإنا إليه راجعون(.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved