| متابعة
* القاهرة أ,ش,أ
اعتبر بيتر هين وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية المسئول عن ملف الشرق الاوسط في حكومة حزب العمال الحاكم في بريطانيا ان منطقة الشرق الاوسط تمر حاليا بمنعطف حرج وان الفرصة الوحيدة امام شعوبها هي نجاح عملية السلام وان هذه الفرصة ليست بعيدة المنال.وتبدي بريطانيا التي تحرص على الاطلاع على ادق تفاصيل الاحداث في منطقة الشرق الاوسط عدم تفاؤلها ازاء امكانية تحقيق السلام الشامل في ظل الادارة الامريكية الحالية,, واوضح بيتر هين في كلمته امام جمعية الشرق الاوسط في العاصمة البريطانية الاسبوع الماضي ان عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط لها تأثير فعال على حياة شعوب منطقة الشرق الاوسط والشعوب الاوروبية المتوسطية وغير المتوسطية كما ان لها تأثيرها المباشر على مصالح المجتمع الدولي كافة.واشار هين في كلمته التي وزعتها السفارة البريطانية بالقاهرة امس والتي اوضح فيها سياسة بلاده الخارجية تجاه منطقة الشرق الاوسط الى الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تربط بريطانيا ودول اوروبا بهذه المنطقة والتي تعود الى قرون طويلة مضت خاصة من منطلق ان هذه الدول المتجاورة جميعا شركاء في التجارة منذ امد بعيد.وذكر هين الذي سيرافق روبين كوك وزير الخارجية البريطاني في زيارة لمصر للمشاركة ضمن الوفد البريطاني في اجتماعات المؤتمر الاوروبي الافريقي الذي يبدأ في القاهرة في الثالث من ابريل المقبل وفي جولة في المنطقة انه لاتزال هناك امكانات ضخمة لم يتم استثمارها بعد وهي ما اكدت عليها عملية برشلونة وان هذه الامكانات تمثلت في الشراكة المتوسطية الأوروبية والتي تضم 15 دولة اوروبية بالاضافة الى 12 دولة متوسطية والممتدة من المغرب في الغرب الى الاردن في الشرق.واكد بيتر هين وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية ان عملية برشلونة تستهدف اقامة منطقة تجارة حرة بحلول عام 2010 وباضافة الثلاث عشرة دولة المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي فان الاتحاد الاوروبي والدول المتوسطية ستشكل حينئذ منطقة تجارة حرة لاكثر من 700 مليون نسمة وهو ما يشكل اكثر من واحد من عشرة من سكان العالم وهي في حد ذاتها مساهمة اكبر في اجمالي الناتج المحلي على المستوى العالمي.والشراكة الاوروبية المتوسطة تذهب الى ابعد من كونها تشكل منطقة تجارة حرة لما يعود بالنفع على اكثر من 700 مليون نسمة فهي تستهدف اقامة اطار سياسي امني لكل دول المتوسط وبالتالي اقامة دوائر قوية تسهم في تعميق التجارة والعلاقات السياسية بين دول حوض البحر المتوسط والشرق الاوسط.واعتبر هين ان البطء الشديد في تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط قد يحد من سرعة انجاز تقدم على صعيد تحقيق هذه الاهداف وان كانت بريطانيا حريصة على استمرارية الاتصالات بالاطراف المعنية في عملية السلام في المنطقة.ويرى وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية ان الصلات التاريخية التي تربط بريطانيا بمنطقة الشرق الاوسط والثقة التي تتمتع بها لدى جميع اطراف عملية السلام وتبوء بريطانيا موقع القلب من اوروبا وفوق هذا تمتعها بعلاقات جيدة عبر الاطلنطي مع الولايات المتحدة وعلاقات قوية مع دول الشرق الاوسط كل ذلك يؤهلها لان تعلب دورا مهما وحيويا في دفع الجهود لانجاح عملية السلام,, وبريطانيا على قناعة بان سوريا ولبنان واسرائيل اقتربت من تحقيق السلام.واكد وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية بيتر هين رغبة بلاده في التركيز ايضا على المسار السوري اللبناني بهدف تحقيق سلام سريع الخطى حيث الفرصة جيدة الآن وان كان هين متخوفا من ألا تستمر هذه الفرصة طويلا فامكانية الانسحاب الاسرائيلي الاحادي من جنوب لبنان غير موكدة,, وقد لا يتحقق السلام قبل الانسحاب اذ لا تزال بريطانيا تستبعد امكانية تحقق السلام في الشرق الاوسط تحت رعاية الرئاسة الحالية للولايات المتحدة الامريكية وربما لا تلوح فرص اخرى جديدة وبريطانيا معنية بالتأكيد لدى كل الاطراف على ضرورة اقتناص الفرصة السانحة الآن لتحقيق السلام في المنطقة.وترى بريطانيا ان التركيز على المسار السوري/ اللبناني يجب الا يعني تجاهل المسار الفلسطيني/ الاسرائيلي فهناك حاجة ملحة لبناء الثقة على هذا المسار خاصة وهناك التزام محدد لتحقيق اتفاق دائم باطار زمني كما حدده الاتحاد الاوروبي في برلين في العام الماضي وكما وافقت عليه الاطراف المعنية في شرم الشيخ.وتعترف بريطانيا بمدى صعوبة القرارات التي يجب ان تتخذ وهو ما يؤكد الحاجة الملحة لكل الدعم البريطاني الاوروبي والدولي دون اغفال للدور الكبير الذي تقوم به جامعة الدول العربية في دعم الاطراف المعنية وفي تشجيع قيام علاقات افضل بين اسرائيل والدول العربية بأسرع وقت ممكن.وتقوم رؤية بريطانيا على ان فوائد السلام لن تتأتى الا من خلال المصالحة الكاملة وتطبيع العلاقات,, وهي ترى ان هذا سيأخذ وقتا، فعلاقات الصداقة البسيطة لن تستطيع بسهولة ان تحل محل سنوات من الصراع ولابد ان تحل محلها صداقة تمثل في حد ذاتها الضمانات الاسمى لتحقيق السلام الذي لن يحل بربوع الشرق الاوسط الا من خلال التفهم المشترك والاحترام المتبادل تدعمهما روابط عمل اجتماعية وشراكة عمل بين شعوب المنطقة.وترى بريطانيا ان الوضع في العراق يتركز على الدعوة الى تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1284 الذي صدر للتأكيد على ضمان فاعلية التفتيش على برنامج العراق للتسلح ولاعطاء فرصة حقيقية للحكومة العراقية للتخفيف من معاناة شعب العراق الذي يعيش المعاناة نتيجة لتطورات الاوضاع هناك.ويؤكد الموقف البريطاني ضرورة مواصلة العمل في مجلس الامن الدولي من اجل تحقيق هدفين,, اولهما ضمان عدم مقدرة العراق على العودة الى تهديد جيرانه باسلحة الدمار الشامل,, وثانيهما التخفيف من معاناة الشعب العراقي والذي فشلت في تحقيقه حكومة العراق.وتتطلع بريطانيا التي بذلت جهودا في العام الماضي ليتبنى مجلس الامن الدولي القرار رقم 1284 وهو قرار من الممكن تحقيقه الى نجاح هانز بليكس رئيس لجنة التفتيش على برنامج اسلحة العراق في مهمته وان تساعده الحكومة العراقية وتسمح له بممارسة مهامه بالكشف عن برنامج التسلح العراقي.وفيما يتعلق بالجانب الانساني فان بريطانيا ترى انه ليس هناك حدود بالنسبة لكمية النفط التي من المملكن للعراق ان يصدرها في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء وهي في نفس الوقت تأمل في ان تحظى بنصيب في التعاقدات الخاصة بالبنية الاساسية العراقية.وتحرص بريطانيا في نفس الوقت على عودة العراق ليتبوأ موقعه الصحيح في المجتمع الدولي كما تتطلع الى تحسين علاقاتها مع العراق,, وكما يقول وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين فان الكرة اصبحت الآن في ملعب العراق وقرار مجلس الامن الدولي رقم 1284 يطرح فكرة تعطيل العقوبات قبل رفعها تماما في مقابل التعاون مع المفتشين الدوليين.واوضح بيتر هين وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية الذي اعطى في كلمته نظرة شاملة لعلاقات بلاده مع الشرق الاوسط لاتنسى بقية الشركاء في المنطقة فالمملكة العربية السعودية تشكل اكبر سوق لتصريف المنتجات البريطانية على الرغم من ان العام الماضي شهد انخفاضا في حجم التبادل التجاري كان لاسعار النفط تأثيره السلبي على صادرات بريطانيا الى السعودية.وبريطانيا لاتزال متفائلة بمستقبل التعاون مع دول الخليج كما انها مستفيدة ايضا من تقارب الرياض وطهران ومن الاصلاح الاقتصادي في السعودية وهي تتطلع الى تحقيق تطور ايجابي في هذا الصدد.كما تعتبر بريطانيا مصر اكبر شريك تجاري في المنطقة والتي تعتبرها بريطانيا من اكبر مواقع التجارة والتنمية في المنطقة وترى فيها واحدة من عشرة اسواق واعدة في العالم,, وتشجع بريطانيا برنامج الاصلاح الاقتصادي والسياسي في المغرب الذي يسهم بايجابية في تحويل المغرب الى مركز للانفتاح السياسي والفرص الاقتصادية المتاحة.واشار وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية باهتمام الى اعادة علاقات بلاده الدبلوماسية مع ليبيا واكد رغبتها في تدعيم العلاقات لصالح الشعبين,, كما عبر عن رؤيته بان الجزائر بصدد الخروج من محنته التي عانى منها شعبها وان كان هذا يحدث ببطء.واوضح ان بلاده معنية بالتطورات السياسية التي تشهدها السودان والتي تتيح فرصة جيدة لتسوية النزاع فيما تتطلع بريطانيا لعودة السفير السوداني الى لندن حيث ترى في عودته اسهاما في العمل المكثف من اجل ايجاد حلول للمشكلات في السودان.وترى بريطانيا في نتائج الانتخابات في ايران مؤشرا مشجعا قد يسهم في تحقيق التغيير المنشود في ايران,, وفيما يتعلق بتركيا رحبت بريطانيا بقرار مجلس الاتحاد الاوروبي الصادر في هلسنكي في ديسمبر الماضي كما ترحب بتركيا كمرشح لعضوية الاتحاد الاوروبي,, وقال بيتر هين ان التقارب الاخير بين تركيا واليونان يعكس تفاؤلا بامكانية تحسن الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وزيادة التعاون التقني والعلمي والسياحي والاقتصادي والسياسي من شأنه ان يحقق مستقبلا اكثر اشراقا في المنطقة باسرها.
|
|
|
|
|