| مقـالات
نجلاء أحمد السويل
دائما نتحدث عن وعي المجتمع وأهميته بالنسبة للعديد من المواضيع التي تستدعي ذلك ولكن الحديث وحده لا يكفي فالتوعية الإعلامية اذا لم تتكاتف معها جهود الافراد فعلياً جنباً إلى جنب فإن اثرها الايجابي لن يذكر ومن المواضيع التي لا نزال لم نساهم فيها بايجابية سلوكية لنا كأفراد هوموضوع تقبل العلاج النفسي أو حتى الارشاد النفسي ولو ضمن اطار ضيق أو ميدان محدود ومما يبرهن هذا الأمر هو رفض وجود الأخصائي النفسي داخل المدارس رفضاً غير مباشر حتى لو كان ياهم هذا الاحصائي بشكل فعال في غل الحديد من المشكلات الدراسية أو الأسرية التي ترتبط الى حد ما بالجانب النفسي فمثلاً,, قد يعاني أخذ الطلاب في المدرسة من تقصير معيد في مادة ما أو أي سلوك يستدعي ان يلتفت المجتمع له على أنه أمر أو سلوك يحتاج إما التعديل أو التطوير وفعلاً قد يفرض الطالب على الأخصائي النفسي لمناقشة المشكلة والنصر فيها من جميع الزوايا للتوصل إلى ما يمكن أن يرعى هذا الطالب وتكون المفاجأة بعد ذلك!! نعم المفاجعة تكون باتصال سريع من أسرة هذا الطالب ويكون هذا الاتصال حامداً مشاعر اللوم والعتاب والغضب أحياناً فيتكيف يعرض الابن على الأخصائي النفسي؟! وهل ذلك الابن مريض نفسياً أم هل هو مختل عقلياً حتى يعرض على العيادة النفسية!! بدل الأدهى من ذلك ان مجرد دخول الطالب لتلك العيادة فإن هذا الامر يهز ويزعزع مكانته الاجتماعية ويجعل الجميع ينظرون له بالدونية والانهزامية والنقص وانه فرد مشكوك في آرائه واتجاهاته وسلوكه,, اعتقد أن مثل هذه النظرة ينقصها الوعي العلمي والعملي لحاجة الفرد والمجتمع فنحن نصفق لكل ما يشجع على التوعية للاخصائي النفسي إلا أننا قد لا نطبق ذلك فعلياً اذا حصل وتعرضنا لأي موقف يجعلنا نجرب أثر تلك التوعية عن قرب فنحن لا نريد أن نعرض أنفسنا ولا أبناءنا ولا أقاربنا على العيادة النفسية,, فقد يكون فهمنا لحقيقة العيادة النفسية فهماً خاطئاً فقد يظن البعض ان الذي يدخل بوابة العيادة النفسية هو فرد لابد وان يحدث نفسه ويصدر حركات أو سلوكيات جنونية وغير منطقية ويكون كما يقول الأخصائيون النفسيون شخص غير سوي ولكن في الحقيقة ليس كل فرد غير سوي يتعالج نفسياً وليس كل فرد سوي بعيد عن العلاج النفسي فليس من الضرورة ان يكون الفرد مريضاً نفسياً حتى يعرض على الأخصائي النفسية فأحياناً يختلج الانسان الى حل لمشكلة معينة يمر بها وتؤرق نفسيته فكل منا معرض للضيق والاكتئاب والقلق بل والأحلام المزعجة التي نحتاج من الاخصائي النفسي ان يفسرها في ضوء الحالة النفسية للفرد ولا ننسى أيضاً تطوير القدرات الفردية والمهارات وقياس الذكاء والكشف عن ايجابيات وسلبيات الشخصية وقياس الفروق الفردية وعلاج بعض حالات الأطفال مثل التبول اللاإرادي والمساهمة في مساعدة الطالب على الاستذكار أيضاً للمعلومات وغير ذلك,, إذاً هل من الضروري أن يكون الفرد مختلاً عقلياً حتى يطور ما فيه من مواهب!! أو يعالج ما فيه من عيوب!! يظل الأمر محتاجاً للوعي الفكري والتفتح الذهني لتقبل ما يمكن أن يكون لصالح الفرد وبالتالي لصالح المجتمع فيجب هنا ألا نغضب عندما يُعرض أبناؤنا على العيادة النفسية داخل المدرسة ولا ننسى ان الأمر لا يحتمل ما نحمّله اياه,.والله ولي التوفيق
|
|
|
|
|