| مقـالات
بمبادرة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صدرت توجيهاته بتحمل حج مائة معاق على نفقة سموه الخاصة، فابتهج الزملاء في الوزارة وكالة الشؤون الاجتماعية منذ ان زف اليهم الخبر المبارك عن طريق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس جمعية المعاقين في المملكة العربية السعودية واختاروا مائة معاق من انحاء المملكة واختاروا من يرافقهم في المشاعر المقدسة وكانت بادرة طيبة من سموه الكريم لا يملك المرء معها إلا ان يدعو له بالقبول وان يخلف الله عليه خيرا مما انفق - وهو ينفق الكثير في سبيل راحة ضيوف الرحمن - وجعل جهوده ووقته وماله قربة الى الله تعالى كما جعل تذليل الصعاب أمام الحجاج القادمين من الداخل والخارج هدفا ساميا شرفه الله به، ثم كلفه ولاة الامر فيه.ويضيف الى هذا كله ورغم هذا كله، هذه اللفتة المباركة التي يدرك معناها جميع من اطلع عليها ويدرك مغزاها اكثر الزملاء في الشؤون الاجتماعية الذين جعلوا من رعاية المعاقين همهم الاول، ذلك ان الموقف له معانٍ كثيرة من ابرزها بالنسبة للزملاء ان ولاة الامر يولون هذه الفئة الغالية عناية خاصة من خلال الاسهام في خدمتهم في شتى مجالات الخدمة بدءا بتشييد مراكز التأهيل الشامل لهم والتي تستوعب المئات من الحالات بتجهيزاتها المختلفة فيضربون بذلك المثل والقدوة التي ادت الى ان يرى الافراد من اهل الخير يسهمون في هذا المجال الذي احسب ان الاسهام فيه يدخل في الصدقة الجارية الباقية النامية بإذن الله تعالى.وإذا قيل ان هذا الجهد من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لا يستغرب فإن الحق انه كذلك، فقد عودنا ولاة الامر على هذه المبادرات التي يضربون بها المثل ولعلهم لا يرغبون في تعدادها لأنهم يريدونها خالصة لوجه الله تعالى وبالتالي فإن هناك جهودا واسهامات غير معلنة ولن تعلن، ولا يعلمها الا القليل من الناس ممن لابد ان يعلموا بها بالضرورة لأنهم هم الذين يقومون بتنفيذها على من يراد ان تنفذ لهم، وهو عمل غير مستغرب على اسرة جعلت فعل الخير والقيام عليه ديدنا لها منذ ان انعم الله عليها بالخير والاستقرارا فجعلت هذا العمل من شكر النعم الذي تدوم به، لئن شكرتم لأزيدنكم .يعود مائة معاق الى مراكزهم بعد ان ادوا فريضة الحج على نفقة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وهم يلهجون له بالدعاء سواء تمكنوا من ذلك ام لم يكونوا قادرين على الافصاح عنه، والله اعلم بالسرائر وان لم يتمكنوا من ذلك تمكن ذووهم واهلوهم والمعنيون بهم من الزملاء في مراكز التأهيل الشامل على مستوى المملكة التي وصلت الى ثمانية عشر مركزا، وهي في ازدياد والحاجة ماسة الى المزيد.ومن منطلق ان اداء الفريضة لهذه الفئة كافٍ فإن مائة معاق يؤدون الفريضة هم من الفئة التي تدرك فرضيتها وليسوا من تلك الفئة التي سقط عنها القلم بسبب اعاقتها الفكرية، او من تلك الفئة شديدة الاعاقة التي سقطت عنها كذلك التكاليف وان يتولى إنسان مثل نايف بن عبدالعزيز هذا العدد في سنة واحدة فإنه يرجى له الخير بإذن الله تعالى بعدد ما يقدم من خير للمعاقين وغيرهم، وهذا نهج عودونا عليه وهم عليه قائمون.أما فرحة هذه الفئة بهذه اللفتة الكريمة وفرحة القائمين على خدمتهم فقد ترجمت الى الدعاء بأن يجزي الله تعالى الأمير )نايف( خير الجزاء وبهذا الدعاء تكون المكافأة من فئة لا تملك الا الدعاء لشخص لا يبحث من عمل هذا الا الدعاء، وتحية تقدير واحترام من جميع من نالهم هذا الخير الى من أنالهم هذا الخير، وأخلف الله عليه خيرا مما انفق وكان الله في عون الجميع.
|
|
|
|
|