أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st March,2000العدد:10036الطبعةالاولـيالثلاثاء 15 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

مكاشفة تسكع
شبابنا في الطرقات والأسواق )2(
بعض العلاج
أنس حسن زارع إن كثيرا من المؤسسات الاجتماعية والثقافية والأهلية تستطيع ان تساند رسالة المدارس، وتقوم بدور فعال في رعاية الناشئة واصلاح شؤونهم,, ولو من باب رد الجميل لهذا الوطن المعطاء، أو أداء الواجب نحو فلذات أكبادنا الذين تتقاذفهم مغريات الحياة,, ويترصد لهم رفقاء السوء,, ويكيد لهم أعداء الأمة,, ويكاد الفراغ أن يقتلهم.هناك عدد من الأمثلة لمبادرات لا تعجز تلك المراكز عن القيام بها لمصلحة الوطن، وهي لن تكلفها الكثير,, وربما عادت عليها بفوائد مادية جمة,, زيادة على الثمرات المعنوية المتحققة.1 النوادي الرياضية لها مساهمات لا يستهان بها في جذب الشباب من البنين وتدريبهم على جميع الألعاب الرياضية المسلية لامتصاص الفائض من طاقاتهم البدنية وحماسهم فيما يعود على وطنهم بالمنفعة، ولعل هذه النوادي تعيد تعريف رسالتها وتجديد أسمائها، فلا تكون الرياضة نشاطها الأوحد,, ولا تظل كرة القدم خبزها اليومي, فإن كان العقل السليم في الجسم السليم فإن الوطن يتقدم وينمو بالعقول والأجسام معا، والعقول أكثر أهمية وأولى بالابتداء.2 النوادي الأدبية والثقافية في كل منطقة أو مدينة كبرى، ولا ينبغي أن تكون مواسمها فصلية ونشاطاتها حكراعلى فئة أو فريق,, بل لعلها تعمل على مدار العام، وتجتذب الصغار والكبار معا، وتخصص قاعات للنصف الآخر مع تجهيزها بشبكات للنقل التلفازي, وليس ثمة ما يمنع من أن تكون هناك نواد نسائية مغلقة أو ملحقة بالنوادي الأم مع وجود الضوابط الشرعية, إن تلك النوادي هي قلاع الفكر وحصون الثقافة لأي مجتمع,, وهي مقياس لثرائه الحضاري، والتوسع فيها وانتشارها في أرجاء المملكة ليس ترفا أو اهدارا.3 مراكز العلوم والتقنية التي بدأت في جدة وافتتحت فروعا في الدمام أو الرياض,, لعلها تشمل بقية المناطق والمحافظات ذات الكثافة العالية, فهذه المراكز نقطة انطلاق لا يستهان بها لأنها تنقل البراعم الى آخر معطيات التقنية من أوسع أبوابها، وتثري نضوجهم العلمي، وتتيح للمجتمع أن يتعرف على ذوي المواهب الواعدة لاشباع طموحهم واحتضانهم في بيئات مناسبة ومهيأة, واغداق شخصيات مثل سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز أو الشيخ صالح كامل على تلك المراكز بالهبات الجزيلة والعطايا الوفيرة,, دليل على أريحية تلك الشخصيات وصدق حسها الوطني وبعد نظرتها, هذه المراكز لا ينبغي أن تظل بمنأى عن الجامعات والمصانع الوطنية وما في حكمها، لأن الثمار المتوقعة ستؤول الى كل من يساهمون في تشغيل المراكز، والمحصلة ستصب في صالح تقدم المملكة واستمرار نهضتها العلمية, ولو جاد كل مركز بطفل موهوب أو مخترع في السنة الواحدة، وظفرت المملكة بعشرة من هؤلاء كل سنة، لغدونا مجتمعا علميا بمقدوره أن يتطلع الى مضاهاة الدول المتقدمة أو ذات التقنيات العالية.4 الجامعات والمدارس بشتى مراحلها لا تعجز أن تفتح فصولا مسائية يفد اليها الشباب وكذلك الشابات في أقسام البنات ، وتنشأ لديها نواد علمية وثقافية مصغرة لخدمة الأحياء المكتظة على أقل تقدير, ويمكنها أن تعمل كفروع أو ملاحق للنوادي العلمية والثقافية القائمة، وتسير وفق خططها وتحت اشرافها, ويكفينا أن تنجح كل مدرسة في استقبال نسبة الربع من طلابها الصباحيين في فترة المساء، فذاك خير عميم وعمل مبارك واستثمار رابح, أما الحركة الكشفية فهي تجربة تربوية نجحت مدارسنا في الأخذ بها وتطويعها وفق ظروفنا المحلية، ولعلها تلقي مزيدا من الدعم والعناية.5 مراكز التدريب المهني والكليات التقنية التي تستطيع أن تحقق هدفين نبيلين بفتح أبوابها للناشئة بعد ساعات الدوام الرسمي,, فهي ستشغل وقت هؤلاء الطلاب بالمفيد من الحرف أو المهن أو التقنيات الدقيقة، وهي كذلك ستوجه نسبة من قاصديها الصغار ليتخصصوا في المجالات الفنية والمهنية التي تتطلبها خطط التنمية الوطنية,, إذ ليس التعليم الجامعي هو الخيار الوحيد أمام الشباب, ولابد للجيل الصاعد من ادراك القيمة المعنوية ومعرفة الفرص المادية التي تتيحها تلك المجالات.6 نواد اجتماعية على مستوى الأحياء، خاصة في ضواحي المدن الكبرى وفي المناطق النائية,, وهنا يقع على عاتق البلديات تخصيص مواقع مناسبة لمثل تلك النوادي ودعمها بالعناصر الكافية للصيانة والتشغيل, ويمكن أن يديرها مجلس يختاره أهل الحي من بينهم، ولكن لابد ان يشترك المستفيدون من تلك النوادي برسوم أو خدمات أو هبات عينية تضمن استمرار العمل وتحقيق الأهداف المرجوة,, وميزة تلك النوادي أنها يمكن أن تفيد الجنسين في مرافق مستقلة، وأن تجمع مختلف الأعمار,, فالآباء مع الأشقاء والأبناء والأصدقاء، والأمهات مع الأخوات والبنات والصديقات.7 الغرف التجارية والصناعية لها اسهامات كثيرة، وبمقدورها أن تتعاون مع المراكز الأخرى، أو تعمل مستقلة لتنظيم الدورات وورش العمل للصغار والكبار، في أماكن مناسبة,, وفي مجالات مطلوبة للتنمية الاجتماعية, وهذه الاسهامات تخدم سوق العمل وتشغل أوقات الشباب معا، فيقل الهدر وتزداد الانتاجية.8 جمعية الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، مثال مشرف لسمو التفكير ونبل المقصد في هذه الدولة,, على مستوى القيادة والشعب, فهذه الجمعية مشروع وطني حضاري تنموي ترعاه القيادة العليا للدولة ممثلة في شخص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني, وقد جعلته الدولة استثمارا أهليا بفتحها لباب التبرعات والهبات، فكل من يساهم أو يبذل من أجل هذا المشروع,, هو انسان يحب وطنه وأهله، ويرجو الخير لأبناء جلدته، وما الاهتمام بفئة الموهوبين إلا مؤشر لمنسوب التحضر الذي حققته هذه الدولة النامية، وتأمل من خلاله ان تنضم الى قائمة الدول المتقدمة، وهل يقاس تقدم الأمم إلا بما يحققه أفرادها من نبوغ وتفوق؟ فالقيادة خير قدوة لشعبها، والشعب الذي يثق في قيادته يتفهم مقاصدها ويتفاءل بمبادراتها.9 جمعيات تحفيظ القرآن ومدارسها التي انتشرت بحمد الله في أرجاء المملكة,, حتى غطت كل محافظة أو مدينة، وتكاد تعم جميع القرى والأرياف، وهي لعمري من أنجح الوسائل لحفظ القرآن وتواتره بين الأجيال، وأفضل ما يمكن ان نشغل به أبناءنا وبناتنا في هذا الزمن وفي أي زمن آخر الى أن تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومن عليها, تصور لو أن كل بيت ألحق طفلا واحدا من أطفاله في مدرسة أو جمعية لتحفيظ القرآن,, أي خير عميم سيبلغه مجتمعنا، وأي بركة سخية ستصيبنا؟10 الجمعيات الخيرية من نسائية ورجالية لديها كثير من الأعمال التي يمكن ان تسندها الى الناشئة من مختلف الأعمار، وبدون مقابل مادي,, اللهم إلا بعض المكافآت الرمزية,, أو مقابل تلقينهم بعض المهارات كاستخدام الحاسوب أو تعلم اللغات الأجنبية، أو تلقي دروس تقوية في المناهج الرسمية، أو غير ذلك مما يفيد هؤلاء التلاميذ ويسعد أهليهم, وأخال هذا الجانب من أوجب ما يفترض أن تضطلع به تلك الجمعيات، لأنه يختص بفئة أو شريحة هي الأهم والأخطر في المجتمع,, ولابد من اعطاء الأمر أولويته التي يستحقها.11 صالات البلياردو والتنس وما في حكمها تنتشر في كثير من المدن، ويرتادها الشباب من مختلف الأعمار, وهي قابلة للتطوير والتنظيم,, إما باضافة ألعاب أخرى اليها، أو اعادة تصميمها وتجهيزها، أو تكرار نماذجها في المناطق التي تفتقر اليها.ولو رغب القطاع الخاص في انشاء مرافق ترفيهية كهذه، فلا أظن أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو البلديات ستبخل عليه بالمواصفات المناسبة والخبرة المطلوبة, وأرجو أن تكون لدينا مجمعات من هذا القبيل,, تضم قاعات للبولينج وميادين للدراجات الهوائية والبخارية وملاعب للاسكواش والريشة الطائرة وغيرها, وحبذا أن تتوسط هذه المجمعات الأحياء السكنية والمراكز التجارية,, إذ ليس الهدف منها عزل الشباب عن بقية فئات المجتمع, إن أغلب الأباء يتمنى ظهور مشاريع ترفيهية تستقطب الأبناء,, دون أن تنأى بهم بعيدا عن أهليهم, وربما تشجع الأباء والإخوة الكبار على مشاركة صغارهم في بعض الأنشطة الترفيهية والرياضية.12 متاحف التراث والقرى الشعبية,, أخذت كثير من المحافظات تحرص على حماية آثارها وحفظ تراثها واحياء صناعاتها اليدوية والتقليدية, ولنا في مهرجان الجنادرية أكبر تجربة واصدق مثال على نجاح هذا الاتجاه، ووصوله الى بؤرة الاقبال الشعبي والتشجيع الجماهيري, فهو قد لامس شغاف قلوب الناس وأثرى أواصر ارتباطهم بتاريخهم، وجدد علاقتهم بتقاليدهم, ولعل كل منطقة وكل مدينة أو قرية تنشىء بيتا شعبيا على مساحة كافية، وتتخذ منه صورة حية لمجتمعها القديم ونموذجا متجددا لحياة الأجداد بأنماطها وعاداتها ومشاهدها,, فيظل مفتوحا طوال العام، ويقصده الزوار والضيوف للمشاهدة وشراء الألوان التراثية من طعام وتحف وقطع فنية ومشغولات وملابس, ما أتطلع اليه هنا أن تخدم هذه المراكز التراثية وظيفتين هامتين,, فيرتادها الشباب كأحد الخيارات المتاحة أمامهم بكل مزاياها وفوائدها، وتظل رافدا لمهرجان الجنادرية تنتقل اليه في موعده السنوي بكل طاقمها ومعداتها,, وهذا التواصل المثمر مطلب اجتماعي يستحق التفاتة من مختلف القطاعات المعنية والأهالي وهواة التراث.
يتبع

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved