|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
أيام قلائل وتنتهي اجازة الحج وعيد الاضحى المبارك )بعد ايام مشهودة حافلة بالروحانية والايمان، فحجاج بيت الله تعالى اكملوا مناسك حجهم بيسر وخضوع وأمن وخشوع، واهل الأمصار ممن لم يكتب لهم الحج عاشوا افضل الايام، وتقربوا فيها لربهم بأنواع من العبادات والقربات(,, ففي يوم الجمعة القادم يطوي آخر ايام هذه الاجازة السعيدة ومع اشراقة يوم السبت ومع نسيم الصباح وزقزقة العصافير تدبّ الحياة مرة اخرى في جميع قطاعات الدولة وعلى رأسها معاقل العلم والمعرفة والتربية انها المدارس التي تسعد في ذلك اليوم باحتضان ابنائها الذين جاءوا اليها ينهلون من معين علمها وأدبها الذي لا ينضب، فياترى كيف استعدت المدارس لهذه العودة الميمونة؟,, من خلال القادم من السطور، وعلى بساط )عزيزتي الجزيرة( الاخضر المورق نتناول ذلك بشيء من الايضاح والتعليق داعين الله ان ينفع بذلك انه سميع مجيب,
اولا: صدرت التوجيهات من بعض ادارات التعليم بتخصيص الحصة الاولى من يوم السبت القادم لإقامة حفل معايدة يجمع الطلبة بمعلميهم وبزملائهم، وهذا توجه طيب ومشروع رائع، حيث يلتقي فيه الطالب بمعلميه فيشعر بقربهم منه ومحبتهم له، كما يشعر انه هو واياهم يعملون في خندق واحد، ولهدف واحد بعيدا عن الرسميات والتكرار الممل والبدايات الجليدية، كما انه يساعد في كسر الحاجز الذي بين الطالب والمعلم ان كان قد بقي منه شيء في وقتنا الحاضر!!,ايها الاحبة: ما ذكرته آنفا يعبر عن الهدف الأسمى والاساس لمثل هذه المعايدات ولكن هل سيتحقق هذا الهدف او بعضه في بحر الواقع؟؟ اتمنى ذلك مختتما الحديث عن هذه المعايدة بمسألتين:
الاولى: بعض المدارس قررت ان تجعل المعايدة في الفصول بين معلم الحصة الاولى وطلاب الفصل الذين يدرسهم، وفي نظري القاصر ان ذلك لا يفي بالغرض ولا يحقق المطلوب، اذ الاصل ان يكون هناك اجتماع لكافة الطلاب بجميع المعلمين من خلال حفل مصغر يفتتحه مدير المدرسة بكلمة قصيرة يرحب فيها بالمعلمين والطلبة وينقل تهاني ادارة المدرسة لكافة المعلمين والطلاب ويبين للطلاب الهدف من اقامة هذه المعايدة مجملا كلمته ببعض التوجيهات والنصائح الخفيفة ثم كلمة لاحد المعلمين نيابة عن زملائه يرحب فيها بابنائه الطلاب ويهنئهم بالعيد ويعطيهم بعض التوجيهات السريعة، ثم تلقى كلمة الطلاب بهذه المناسبة يلقيها احد الطلبة وتكون من اعداده حيث يذكر فيها مشاعره ومشاعر زملائه تجاه معلميهم ثم تكون هناك معايدة فعلية سريعة,
الثانية: كلفت بعض المدارس بعض الطلبة باحضار بعض الحلويات وبعض المشروبات بهذه المناسبة وفي نظري ان المدرسة هي التي يجب ان تؤمن كل ذلك، خصوصا وان الطالب يأتي بعد الاجازة كئيبا حزينا على انتهاء الاجازة فكيف سيأتي بذلك؟؟ ثم ان الحفل اقيم من اجله فكيف يتحمل تبعاته؟؟,
ثانيا: هدف المعلم ودوره الاساسي تربية الطالب وتعليمه لذا فعلى كل معلم ان يتعامل مع طلابه على هذا الاساس، ومع عودة الطالب بعد هذه الاجازة ينبغي ان يقف المعلم مع طلابه وقفة ايمانية اخوية تربوية,, ولعلي اجمل هذه الوقفة بالنقاط التالية:
1 ْ الترحيب الكامل بالطلاب وتهنئتهم بالعيد والعودة الى المدرسة، واشعارهم بمكانتهم وحرصهم على مقارنتهم مع اقرانهم الذين لا يدرسون البتة,
2 ْ توجيه كلمة تشجيعية مقرونة بالدعاء الخالص بقبول حج من حج من الطلاب واشعارهم بعظم العمل الذي قاموا به، فالحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة، ثم يعرج على من لم يؤدوا الحج ويحثهم على ذلك في المستقبل وخاصة طلاب المرحلة الثانوية,
3 ْ التطرق لأحوال الطلبة في هذه الايام والتعليق على كل حال بما يناسب وذلك ان الطلاب انقسموا فيها الى قسمين:
أ ْ منهم من استغل هذه الايام المباركة واجتهد فيها بالأعمال الصالحة من صيام وصدقة وذكر وتكبير وتهليل ونحو ذلك,
ب ْ ومنهم من قضى هذه الاجازة بالسهر واللعب واللهو والتسكع في الشوارع والاسواق, فالقسم الاول يحتاج الى تشجيع وثناء فهو بأمسّ الحاجة لمن يشد من ازره ويبين له ما يستحق من الفضل والاجر العظيم,, والقسم الآخر يحتاج لنصح وارشاد عله يستيقظ من غفلته ويفيق من سكرته,
4 ْ تذكر الطلاب بسرعة مرور الايام وانقضائها وان ذلك ينقص الاعمار ويدني الآجال فلا بد من الاعتبار بذلك وتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان,
5 ْ حث الطلاب على الجد والاجتهاد والحرص على الجمع بين خيري الدنيا والآخرة لتكون الاسابيع الثمانية الباقية مسك الختام,
ويجب ان يعلم ان كل ما ذكرناه آنفا هو واجب كل معلم وليس محصورا بمعلمي التربية الاسلامية او اللغة العربية، حتى يشعر الطالب بأهمية ذلك وانه واجب الجميع، وحتى يشعر أن المسألة ليست حشو معلومات بل تربية قبل كل شيء,
6 ْ فتح المجال لكل طالب يريد المشاركة بسؤال او توجيه او كلمة او ملحوظة او نحوها والتعليق على ذلك,
ثالثا: ستة عشر يوما عاشتها المدارس بعيدا عن أبنائها لذا فقد غطت الأتربة ساحاتها وممراتها وعلا الغبار فصولها وطاولاتها ، لذا فأجمل هدية يقدمها المدير او وكيله للمعلمين والطلاب في اول ايام العودة هو التبرع بتنظيف المدرسة وتنظيمها بالتعاون مع عمال المدرسة او بالتفاهم مع المؤسسات المتخصصة بهذا المجال ويكون الاجر من ريع المقصف المدرسي ويكون ذلك يوم الخميس او الجمعة اللذين يسبقان العودة مباشرة، ولكم ان تتصوروا سعادة المعلم والطالب عندما يرى كلٌ منهما مدرسته قد تزينت له وتنظفت لأجله؟؟ وكيف سيؤثر ذلك إيجابا على نشاطه وحيويته وزيادة حماسه فشكرا من القلب لكل مدير يعي ابعاد عمله ويتبرع بوقته الثمين لأجل تهيئة الجو الصحي الملائم لمنسوبي مدرسته من معلمين وطلاب، وختاما أسأل المولى عز وجل ان يوفقنا لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أحمد بن محمد البدر )الزلفي(
|
|
|
|
|
