| محليــات
ورحل تركي,, وغادرنا,, والكل غير مصدق,, شاب في مقتبل العمر، يضج بالحيوية والنشاط، يترك لنا كل شيء ويرحل,, لن نلمح قامة تركي مرة اخرى ولن نسمع صوته، ولن نشاهد ابتساماته الدائمة! إنه الموت,, وما اشد فجيعة الموت,
كل من يرحل عن حياتنا يجعلنا نغتسل بالدمع,
وكل من يرحل عن حياتنا يجعل افئدتنا تحترق,
وكل من يرحل عن حياتنا يغمر اعماقنا بالوجع,
فما بالك ان كان الفقيد شابا وبهي الطلعة كْ·تركي لا ريب في ان لوعة الفقد ستكون اشد لسعة وستكون آهات الحزن اشد إيلاما، ولحظات الالم اشد اعتصارا,
الموت حق,, ونهاية كل حي الموت، لكن اشد ما يؤلم في الموت هو عذاب الفقد، لاسيما لشاب يافع يُغادرك على حين غرة، لتستسلم لأوجاع الفقد ولوعات الرحيل,
التقيته قبل عامين في القاهرة، حيث كان مع والده الشيخ سليمان بن عثمان الفالح، كان تركي نشيطا وفاعلا,,
كان يحب الحياة ويحلم، ويحلم بالقادم من المستقبل، قال لي: انتظر لحظة تخرجي في الجامعة لألتحق بالعمل بهيئة التحقيق والادعاء العام، وكأنه يرنو الى المستقبل بتوهجٍ توانى قبل الأوان,
ولعل ما يزيد من مشقة التصديق وفجيعة الحدث، انه كان بريئا وقلبه ناصع البياض، لم اره متجهما ابدا، بل كان يضحك، لم تفارق الابتسامة شفتيه، فعاش متعة اللحظة وكأنه شعر بأنه ليس للحياة, كان تركي قريبا ورفيقا ومساعدا لوالده,,
وكلما زرت والده وحان وقت صلاة، كان صوت تركي يأتي مؤذنا لها قبل ان يؤمنا والده الشيخ سليمان الفالح,
هذه عائلة كريمة، تُنعي فقيدها, واعلم ما يعتصر قلب والده، هذا الرجل الذي انجز الكثير ومازال يعطي لهذا الوطن، وان كنت قد افتقدت تركي فإننا قد افتقدناه معك، إلا ان العزاء - ·وانت ، ذو الإيمان القوي ْ في بندر واخوانه الذين ما عُرف فيهم سوى الاستقامة والعطاء والنقاء,
قلبي معك ومع اخوانه وكل محبي تركي، ومالنا إلا الاحتساب والرضا بما عند الله والصبر على قضائه,
رحم الله الفقيد وادخله فسيح جناته وألهمك ووالدته الصبر والسلوان,, قال تعالى ·وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ,
زهير فهد الحارثي لندن
|
|
|
|
|