أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th March,2000العدد:10035الطبعةالاولـيالأثنين 14 ,ذو الحجة 1420

الاقتصادية

عولمة الإدارة
د, صنهات بدر العتيبي
من لزوميات الثقافة وتمشياً مع التيار الذي يتحدث عن العولمة، أجدني اليوم في سبيل الكتابة عن عولمة الإدارة, سواء كانت العولمة بدعة ثقافية أو ·وسيلة سياسية أو فكرة امبريالية فإنها في كل الأحوال حقيقة مادية ملموسة خصوصا في الجانب التقني وقوة مؤثرة على المستويين الاقتصادي والاداري، لذلك تصبح عولمة الادارة موضوعاً جديراً بالطرح, قد يكون من نافلة القول: ان الإدارة وخصوصا إدارة الأعمال تتأثر بالمتغيرات والتقلبات المحيطة بما في ذلك تيار العولمة وما اندرج تحتها من مصطلحات وتقنيات ومفاهيم, ويتبلور هذا التأثير على المستويين النظري والتطبيقي,
في المجال النظري ستنقشع مع العولمة الحدود الجغرافية وهي ·أي الحدود التي ولدت النظرية الموقفية في فكر ما يسمى بالاستراتيجية الدولية للمنشآت متعددة الجنسيات أو شركات التصدير, فعلى سبيل المثال يقال: انه في نظرية التسويق الدولي لابد ان يحاكي المسوق الدول والمجتمعات بمزيج تسويقي ·متكيف ولكنه مع العولمة يصبح أمام عالم واحد في قرية صغيرة ليس بين شوارعها وأزقتها فواصل وفوارق لغوية أو حضارية ذات قيمة تذكر,
من ناحية أخرى ستنقشع من امام نظريات السلوك التنظيمي الفروقات التي خلقت مفهوم ·الادارة حسب المواقف حيث إن الإدارة التي بنيت على أساسيات من الاختلاف في البيئة ومناخ العمل ونفسيات الأفراد عبر الدول والمناطق أصبحت الآن قائمة على قواعد هشة، أو هي من خيوط العنكبوت, والسبب الظاهر يشير بالأصابع العشر إلى الانترنت واللغة العالمية وقدرات وتقنيات الاتصال والمواصلات التي جعلت من التفاهم والتقارب بين غرباء الأمس حقيقة ممكنة فلم تعد تستدعي تكوين نظريات مختلفة ومتفاوتة لتفسير هموم ادارية أصبحت بقدرة قادر مشتركة ومشتركة بشكل حميمي وعالمية بحكم عولمة التقارب لا بحكم عولمة التفاوت والاختلاف,
نظريات الادارة التي تقدس الهيكلة الحرفية ·بمعنى حرف ومهني آلي وتصميم العمل كتابة والدوافع المادية والأسلوب العلمي الفيزيائي والبقرطة وغيرها سوف تتنحى لتبرز نظريات عولمية جديدة تنظر بتركيز شديد إلى أثر المعلومات والاتصال والاتصالات والعمل من بعد والمرونة المبنية على التقنية، وبدلاً من المصطلحات الجامدة مثل الإدارة العليا والمركزية والأوامر والتقارير والتحكم والمراقبة سوف تطغى على علم الادارة مفاهيم عولمية من شاكلة التجارة الالكترونية والمعلوماتية و·المنظمة الافتراضية Virtua Organization، والاتصال الديناميكي والوب والشبكة والمواقع وغيرها من خصوصيات الثقافة الانترنتية,
في الجانب التطبيقي، المسألة أدهى وأمر، فالمدير ·نفسه، بلحمه ودمه وبشته الأنيق أصبح مهدداً بالاحلال ليس بالرجل الآلي، ولكن بتقنيات معلوماتية مدهشة تتيح جمع المعلومات وتحليل كم هائل من البيانات بضغطة زر وعرضها بأسلوب تشكيلي ممتع وربما ·اتخاذ القرار المناسب آلياً وهنا مربط المدير!! وينبع سؤال محرج جداً يقول: هل تتمكن التقنية وخصوصا الذكاء الاصطناعي ونظم الخبر من احلال عقل ومزاج ونفسية المدير اضافة إلى القدرات الابتكارية والخيالية لدي القائد وهي أمور يستخدمها المديرون عادة عند اتخاذ القرارات؟! اذا تم هذا ·خلاص أصبحت الإدارة عالمية لأنها تتم بأسلوب علمي وتقني موحد، وليحال المديرون على التقاعد المبكر مثلهم مثل الآلة الكاتبة ومطاعم البخاري بعد هجمة المثلوثة!!
يقال: ان العولمة ابتدأت بأطروحة ·موت التاريخ فهل تنتهي بْ·موت المدير ؟
Sunotaibi @ Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved