أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th March,2000العدد:10035الطبعةالاولـيالأثنين 14 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

دقات الثواني
أثر المصطلحات في الرأي العام
د , عائض الردادي
حضرت يوم الاثنين 22/11/1420هْ المحاضرة القيمة التي ألقاها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان ·المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة والرأي العام وقد جمعت بين المتعة والفائدة حين طوفت في اطلالة سريعة على المصطلحات العلمية في مختلف العلوم، وابرزت جهد كل اهل علم او فن في تحديد مصطلحاته ليستقل بنفسه، ولئلا يتداخل مع العلوم الاخرى وإن اتفق اللفظ فمثلا ·الضرب عند الرياضيين ·علماء الرياضيات هو حاصل تكرار عدد من الأعداد عدة مرات، وهو عند ·العروضيين آخر تفعيلة في الشطر الثاني من بيت الشعر والأمر أوسع من ان تتناوله سطور محدودة بل إن المحاضر الكريم كان يقفز من علم الى علم مراعاة لقصر الزمن، ومع نفاسة معلومات هذا الجزء من المحاضرة إلا انني تمنيت لو قلبت المحاضرة فقدم آخرها قبل قبل أولها اي تقديم المصطلحات المعاصرة على المصطلحات الماضية لما فيها من فوائد في زماننا وبخاصة ان المحاضرة اختصر فيها لظروف الوقت,
المصطلحات المعاصرة اصبحت ذات اثر كبير في تغيير الرأي العام وتوجيهه خدمة لأهداف دينية او سياسية، واثرها اكثر في العالم الثالث الذي تتلقف وسائل إعلامه المصطلح دون وعي لما وراءه من اثر اراده الذي صنعه حتى اذا ما كشف أمر المصطلح لجأ الصانع إلى تغييره الى آخر، فيغير اللفظ دون المدلول ولأدلل على ذلك اضرب امثلة من المصطلحات التي اريد بها التنفير من مدلولها، فلفظ ·الحنفيين أطلق اولا على من يتمسك بدينه من المسلمين وبخاصة في امريكا فلما نفر منه الناس وعرفوا ان المقصود به خلاف لفظه غير الى ·السلفيين فلما عرف المتلقون ان المقصود منها التنفير من السلفية غيرت الى ·الاصوليين لما للفظ من نفور منه في المسيحية حتى اذا تعرت دلالة الكلمة غيرت الى ·الارهابيين حتى وصل مفهوم الغرب للارهاب الى ان كل مسلم يؤدي شعائر دينية يوصف بأنه ارهابي مع مزج في كل ذلك بين من يرتكب اعمالا اجرامية ومن يقوم بجهاد وطني ضد معتد او محتل لبلاده، لولا تنبه اهل الخبرة وإعلانهم ان الفرق شاسع بين من يسفك الدماء ايا كان معتقده ومن يكافح كفاحا مشروعا ضد محتل او مغتصب لأرضه فانقلب مفهوم الارهاب من تخويف للعدو كما قال تعالى ·ترهبون به عدو الله وعدوكم ، الى ضده,
وقس على ذلك مشكلة فلسطين التي تحولت الى مشكلة الشرق الاوسط ثم الشرق اوسطية ثم البحث عن السلام فتتبع منابع الارهاب فالقمم الاقتصادية وصولا لسوق شرق أوسطية وكل ذلك لاخفاء موضوع احتلال فلسطين واستلاب القدس الشريف واخراج اليهود من دائرة الارهاب,
وجاءت ألفاظ مثل ·الهرولة و·الشفافية وغيرها من ألفاظ ضمن مصطلح الخطوة خطوة الذي بدأ قبل كل ذلك وكلها ألفاظ تأخذ جانب التنفير او تكون الفاظا جذابة المظهر مطاطة المفهوم كهذه الالفاظ الاخيرة,
أعرف ان هناك وسائل إعلامية غربية تتابع المصطلحات اولا بأول وتبلغها لمنسوبيها وبخاصة في حقل الاخبار في حين نلاحظ ان هناك ما يشبه الغفلة في العالم الثالث الذي يتلقى المصطلحات كما يتلقى المخترعات فيستخدمها دون تدبر لمراميها البعيدة,
ما احوج زماننا للنظر في كل مصطلح تتداوله وسائل الإعلام الاجنبية فهذه المصطلحات يفكر صانعها في اثرها في الرأي العام ويتابعها حتى إذا ما هزلت وبان عوارها بادر الى لفظ آخر يؤدي الغرض ويطرح اللفظ الذي نفر منه الجمهور,

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved