أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th March,2000العدد:10034الطبعةالاولـيالأحد 13 ,ذو الحجة 1420

مدارات شعبية

من خارج المدار
فتح جديد في آفاق الكلمة,,
أم بداية انحدار فني قادم على مستوى اسْْْْْْْْْْْتخدام الألفاظ؟
يقول الشاعر فهد عافت:


رفرف الغصن واورق عندليبه
افتحو للشبابيك المحبة,,
ويقول الشاعر: ماجد الشاوي:
ومية شكر,, يا من تفتح الشمس للبيبان
لو احكيك للتاريخ,, ما ينتهي سردي

ابتداء:
ليس هناك في الحقيقة اطار نهائي للاشياء والقضايا,, فما نصفه او نراه او نلمسه من اطار ما هو في الحقيقة الا اطار يصف الحد الذي وصل اليه فكرنا,, وليس هو بالضرورة حد ذلك الشيء او تلك القضية,
وبما ان الشاعر المبدع فهد عافت والشاعر المبدع الاخر ماجد الشاوي من الاسماء المؤثرة والفاعلة في صياغة تاريخ الشعر الشعبي في المرحلة الحالية المعاصرة,, لذا يجب علينا ان نتوقف عند نتاجهما وقفات نقدية فاحصة لبيان قيمة هذا النتاج واتجاهه سلبا او ايجابا,, وما وقفتنا هذه الا دعوة فقط لاعمال الفكر النقدي لبيان حقيقة فحوى واسلوب الابيات المذكورة اعلاه الفنية,
ولا يغيب عن اذهاننا ْ في هذه المناسبة ْ ان الادراك العميق لمداخل الكلام واسراره,, والوصول الى مناطق جديدة على مستوى استخدام الكلمة,, وفتح مسارات وطرق لتصوير المعنى بأوضح لفظ واوجزه,, لا يتم الا عن طريق الشعراء والكتاب والمفكرين الرواد,, لانهم سلاطين الكلمة، وهم الذين باستطاعتهم ان يروضوها ويهيئوها للتحليق في فضاءات جديدة قد كانت )الكلمة( في السابق قاصرة عن امكانية الوصول اليها,, فهم الذين يبتكرون الاساليب الجديدة التي لم تكن معروفة قبلهم وهم الذين يأتون بالتشبيهات البليغة التي لم يسبقهم اليها احد,, فعند ذلك يصبحون روادا في مجالهم وقادة في عبقريتهم لانهم وطؤوا بالكلمة مناطق بكر كانت مستغلقة امام سابقيهم فروضوها وفضوا بكارتها بالاستخدام العبقري الرائد للكلمة,
ونحن هنا لا نمدح ولانشتم ولا نعلق,, بل نعرض الامر فقط للقادرين على ادراكه وسبر اعماقه,, مع العلم ان ادواتنا النقدية التي نملكها تخرجه من شعر الحداثة وتقرر بانه غير حداثي,, كما تخرجه من دائرة الشعر التقليدي وتقرر بانه غير تقليدي على مستوى طرح المعنى وتحليق الخيال,, اذن هو حتما نهج جديد تحتم علينا الضرورة معرفة كنهه وصفته سواء كان سلبا أم ايجابا,, فاصدار الحكم على نهج لم نتأكد من حقيقته خطأ في حق الاديب والادب ومحبيه، لانه تضليل لهم وهضم حق وتطاول,
وأخيرا:
هل استخدام الكلمة على هذا النحو عند هذين الشاعرين في الابيات المذكورة اعلاه يعتبر فتحا جديدا في آفاق الكلمة ونهج ريادي وتقدم فني,, ام انه بداية الانحدار الفني على مستوى استخدام الكلمة وانه نهج عبثي لا يقدر المسؤولية وانه بهذا الطرح ما هو الا بداية في طريق فوضوي قد أتت اولى عرباته,
فإلى حكم النقد والذوق والتاريخ والسلام,
نيف الذكرى

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved