| الريـاضيـة
أحاديث كروية هي موضوعنا اليوم بعد التوقف الاجباري لرحلة السرعة المجنونة اثر فوز الالماني البارع مايكل شوماخر بسيارته الفيرراري الجديدة في المرحلة الاولى من سباقات الفورمولا ْ 1 الذي جرى على حلبة البرت بارك في استراليا تماما كما توقعنا، فالرجل عازم هذا الموسم على استعادة لقبه المثير وعلى شد اعصابنا معه,, ولكننا في عطلة عيد الاضحى المبارك ننشد الهدوء والاحاديث الخفيفة، وقبل كل شيء نتقدم بالتهنئة الخالصة لقراء )الجزيرة( الاعزاء,, وكل عام وانتم بخير وسعادة,
يحلو للكثيرين اطلاق اسم )اقوى دوري عربي( على بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم ولغة الارقام وحدها هي التي تؤكد حال الكرة السعودية من دون عواطف متأججة أو مشاعر مترددة، ولعلني من المتفائلين دوما بحاضر ومستقبل الكرة السعودية لأسباب عديدة لا تخفى على احد واذكر هنا واقعة صغيرة حدثت في صيف عام 1978 عندما كان يزور الرياض لاعب انجليزي سابق في فريق نادي وستهام اللندني ورغم ابتعاده عن الرياضة الا ان اهتمامه بمتابعة تطور بدايات الكرة السعودية كان لافتاً، الامر الذي دفعني لاطلاعه على تاريخ اللعبة وبطولاتها الوطنية، كنا ايامها نتابع معا بسعادة بالغة انجازات منتخب تونس ولحظات تحقيق اول نصر عربي في تاريخ بطولة كأس العالم، ومازلت اذكر كلماته الاخيرة بان التخطيط الكبير سيدفع بالكرة السعودية الى الساحة الدولية لاتخاذ مكانتها اللائقة خلال سنوات قليلة وسافر الرجل ولم ينس بعد نحو عشر سنوات ان يرسل لي بطاقة بريدية رقيقة مهنئا بفوز منتخب الناشئين ببطولة كأس العالم التي جرت في اسكوتلندا عام 1989!
لعل سر قوة وسحر الدوري السعودي وهو مقبل على المرحلة الذهبية للتشويق والاثارة تتلخص عموما في تنافس جميع الاندية للفوز ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ولم تكن البطولة يوما حكرا لفريق او اثنين فقط مثلما الحال في غالبية الدول العربية بلا استثناء، بل ان المنافسة السعودية تزداد في كل عام وخصوصا بين الستة الكبار الهلال والنصر والشباب والاتحاد والاهلي والاتفاق لانتزاع اللقب البراق ولا غرابة في ذلك فما وفرته الدولة الفتية لقطاع الشباب والرياضة من امكانات هائلة مادية وتنظيمية وفنية ساعدت كثيرا على بناء القاعدة الاساسية واتساعها لتحقيق الآمال المنشودة حتى باتت الكرة السعودية في المقدمة عربيا وقاريا، بينما تشهد ابرز الدول العربية تراجعا ملحوظا لاسباب عدة اهمها غياب التخطيط والارتباط بالمشاعر الطاغية واليوم لسان حال الكرة العربية العريقة في شمال افريقيا ونتائجها الاخيرة اصبح يبعث على القلق الشديد وليس ادل على ذلك ما تعانيه حاليا الكرة الجزائرية والمغربية والمصرية وهذه الاخيرة لها مكانة خاصة لدى عشاق الكرة العربية لكونها الرائدة في تاريخ الكرة العربية,
·لوغاريتمات المستكاوي ؟
كان الاستاذ الكبير الراحل نجيب المستكاوي اول من نبّه الى حال الكرة المصرية في الستينات عندما اطلق مقولته الشهيرة )لوغاريتم الكرة المصرية( معترضا على غياب التخطيط السليم للكرة المصرية وارتباطها بمشاعر الشارع الرياضي والرغبة الجامحة في طلب تحقيق الانتصارات ولا شيء غيرها، ومازلت اذكر اعجابي الشديد بالمستكاوي عندما كان رئيسا للقسم الرياضي في جريدة )الاهرام( المعروفة واستطاع خلالها ان يضع صحيفته في المقدمة لاختيار نجوم الرياضة العالمية في كل عام، الامر الذي دفعني شخصيا في مطلع التسعينات الى محاولة الاشتراك الناجحة في الاستفتاء العالمي السنوي لجريدة )الايكيب ْ L, EQUIPE( الفرنسية الشهيرة بعد عشر سنوات منفردة من نشر الملف السنوي للرياضة الوطنية والعربية والعالمية متضمنا اختيارات )الجزيرة( لنجوم الرياضة العالمية لتصبح )الجزيرة( بعدها الجريدة الاولى خليجيا والثانية عربيا التي تنجح في تحقيق هذا الانجاز الغائب تماما عن الصحافة العربية حتى الآن واستمرت العلاقة الوجدانية بيني وبين الاستاذ الكبير حتى بداية التسعينات عندما بلغني مرضه ونقله الى مستشفى المعادي باحدى ضواحي القاهرة فذهبت اليه حيث علمت انه غادر للتو المستشفى الى منزله وسرني كثيرا استعادته لبعض من عافيته وبدأنا اللقاء الاول والاخير حيث تناولنا هموم الكرة المصرية واسباب تعثرها على الرغم مما تملكه من مقومات جيدة ابرزها ذكاء ومهارات اللاعب المصري,
وقبل ايام اصدر الاتحاد المصري لكرة القدم قراره بعزل المدرب الفرنسي جيرار جيلي واعادة المدرب الوطني محمود الجوهري نتيجة للضغط الشعبي كما صرح رئيس الاتحاد وليس بالامكان هنا فهم كيف تحدد المشاعر العارمة مسيرة الكرة عموما؟ وفي الوقت الذي يمكن فيه بالطبع تفهم حقيقة ورغبة مشاعر الجماهير هذه فان الامور لا تعالج هكذا وان الفرصة يجب ان تتاح كاملة ولفترة سنوات للاجهزة الفنية لأداء عملها ومحاسبتها في النهاية، اما ان تنطلق الصحافة في إثارة المشاعر الايجابية عند الفوز في اول مباراة وشحنها سلبيا عند اول خسارة فان الامر يتعدى المنطق الى أسباب وحسابات اخرى، هكذا سمعنا عن الزلزال الذي عصف بالكرة المصرية كما وصفته الصحف الوطنية لمجرد خسارتها امام الكرة السعودية المتفوقة في بطولة القارات العام الماضي، وتكرر المشهد في الخروج المتوقع من بطولة كأس الامم الافريقية هذا العام وتكرر تعيين الجوهري للمرة الخامسة بعد ما تم تنحيته مرارا في السابق خلال فترتي الثمانينات والتسعينات,, فهل من جديد سيأتي به الجوهري بعد تصريحه الاول بانه ينوي الاستعداد الجاد للمباراتين الاكثر صعوبة في التصفيات الافريقية لكأس العالم 2002 أمام منتخب موريشيوس الصغيرة )2000 كيلومتر مربع، 995 الف نسمة(، ام ان راي الخبير والمحاضر الكبير عبده صالح الوحش اكثر واقعية بأن الجوهري بلغ من العمر الفني الافتراضي ما يبعده عن تحقيق المعجزات وان تجاربه السابقة اثبتت ضعف ما يملكه من فكر رياضي قادر على العطاء والابتكار؟ ام ان ·لوغاريتم الكرة المصرية سيستمر حتى في غياب صاحبه؟!
** ردود خاصة,,
سررت كثيرا لهذا العدد الكبير من رسائل البريد الالكتروني التي وصلتني من شباب سعوديين وعرب حول ثلاثية )آفاق رياضية( عن سباقات السيارات الفورمولا ْ 1، واسعدني اكثر هذا الكم من نماذج الشباب العربي المثقف,, وشكرا للجميع,
* الصديق احمد قويدر,, شكرا على تهنئتك الرقيقة، سأحترم رغبتك في الاتصال المباشر عقب عطلة العيد,, وكل عام والجميع بخير وسلام,
ameed @ shaheer. net. Sa
|
|
|
|
|