| منوعـات
الاستاذ الجليل، والطبيب، ابن عبود,, زارنا في نادي جدة مرتين، القى في كل زيارة محاضرة، كان في احاديثه، ينافح عن الإسلام، ويرد على افتراءات المفترين، ويفند اقاويلهم، وكان يصاول الملحدين والشيوعيين، ويقف لهم بالمرصاد، وينقض آراءهم ومغالطاتهم، التي يكتبونها ويحتجون بها، ويزعمون انهم على حق,, وما عداهم على باطل، كانت ثقافة ابن عبود ومطالعاته,, فيما يكتب بالفرنسية خاصة، كانت واسعة، وكان يتابع ما يصدر من آراء فاسدة، فينقضها ويدحضها بالدليل والبرهان، عبر المنتديات ووسائل الإعلام المختلفة، كان صوالا قويا، محيطا بالثقافة الإسلامية، وثقافة الذين يكتبون ويطعنون في الإسلام,, بغير دليل، ولكن من نسيج اهوائهم واغراضهم وترهاتهم، وفساد تفكيرهم، وانحرافات تصوراتهم,, وافكهم وباطلهم، والباطل زهوق، كما يعلن الكتاب العزيز,
وأنا عرفت الرجل,, من خلال برنامج,, الاستاذ ْ احمد فراج ْ، ·نور على نور ، الذي تبثه المحطة التلفزيونية المصرية,, منذ اكثر من عقدين، فعرفت في المتحدث الحماسة والتوجه المتصل، لكي يكشف عبث العابثين، الذين لا يؤمنون بدين، والذين يريدون ان يفسد الكون ومن فيه,,! وصدق الله القائل: ·ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ,
من متابعتي لبرنامج الاستاذ فراج، اعجبت بالدكتور ابن عبود، واخذت اتابع احاديثه، مع احاديث فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ْ رحمه الله ْ وحين شرعنا في النادي الادبي الثقافي بجدة ندعو المثقفين من العرب ليحاضروا عندنا كان المهدي بن عبود,, في طليعة الذين دُعوا وقد نشرنا في ·محاضرات النادي ، ما تحدث به الرجل، وما قدم من آراء,, دفاعا عن الإسلام، وتصديا للمغالطات، التي يجنح اليها اعداء الإسلام,, لينالوا منه، ولكنهم في كل عصر ومصر، يقيض الله لهم من يصدهم، ويرميهم بشواظ الحق، لينقلبوا خاسئين,,! وصدق الله القائل: ·ولا يحيق المكر السيىءإلا بأهله ,
واتيح لي زيارة الرجل قبل اثنتي عشرة سنة في بيته بْ·سلا في الرباط، ثم انقطعت اخباره وحين زرت المغرب في خريف هذا العام سألت عن الرجل فقيل لي انه طريح الفراش، فسعيت اليه,, مع الاخ ابراهيم اغلان الذي يعمل في الملحقية الثقافية السعودية بالمغرب، والذي كان يعمل في جريدة الرياض، فوجدت الرجل مريضا، ْ ولا يكاد يُبين ْ وعلمت من اسرته,, انه اصابه شلل وقد جيء به الى بلادنا ليتلقى العلاج، في بعض مستشفياتنا، ثم عاد الى المغرب,
وقفت أتأمل الرجل، وارجع بذاكرتي الى ما قبل عقدين، واقول اين تلك القوة، واللسان الذرب، والحِجاج,, الذي كنت اسمعه من خلال دفاعه عن الإسلام,, ويدحض افتراءات المفترين!؟
أين تلك القوة والارادة والشجاعة,, والمعارف التي كانت تنثال من خلال احاديثه ودحر الظالمين الحاقدين,, من أعداء الإسلام!؟ والرجل كان يتحدث ارتجالا,, من خلال نقاط او عناوين أمامه,
جال بخاطري,, يوم زرته في نهاية رجب 1420هْ متأملا تلك القوة، والمنطق المصاول، في ذلك الرجل,, الذي لا يهاب الاعداء، والذي يستمد قوته من ربه، لأنه ْ أي ابن عبود ْ وقف نفسه حين اعتزل الحياة السياسية والوظيفة ليذود عن الدين الخالص، وقد كانت الارادة والقوة والشجاعة، يومئذ,!
حزنت حين رأيته على حاله تلك، حراكه بطيء ولا يكاد يوصل اليك الا نظراته,, التي تتفرس زائره، واشاراته التي يعبر بها مرحبا، بتلك الحركة المهيضة، ولكن الصابرين,, لهم اجرهم عند ربهم بغير حساب، فنرجو الله ان يجعلنا من الصابرين,, على ما يحل بنا من امتحان ومحن، فذلك تكفير للخطايا والذنوب,, والله المستعان,
|
|
|
|
|