| محليــات
يظل الشأن الاسلامي اقليمياً ودولياً، الهم الأول لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ْ حفظهما الله ْ وذلك لان خدمة الاسلام والدعوة له ديناً وعقيدة وشريعة ومنهج حياة لخير البشرية جمعاء هي ْ الخدمة ْ جوهر رسالة المملكة الى العالم منذ تأسيسها على يدي الملك الوالد عبدالعزيز آل سعود ْ عليه رحمة الله ْ الذي لم يجد غير الشريعة الاسلامية بمصدريها الشريفين القرآن والسنة النبوية دستوراً لدولته الوليدة,وأول أمس وفي كلمتهما البليغة التي وجهاها الى الحجاج في الحفل السنوي التقليدي الكبير لتكريم ضيوف الرحمن وبعثات الحج الرسمية بعد أداء مناسك الحج بيسر وأمان وسلام,, في كلمتهما هذه أعرب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ْ أيدهما الله ْ عن آلامهما لما ينزل بالمسلمين في العالم من أذى وظلم ومعاناة تتفاقم فتزداد أحوال كثير من أبناء الأمة داخل وخارج عالمهم الاسلامي سوءاً بسبب مؤامرات أعداء الاسلام والمؤمنين به لزعزعة أحوال المسلمين عموماً، وتنغيص عيشهم وبث الفرقة بينهم لمنع وحدتهم العضوية والسياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية,
وانطلاقاً من المسؤولية الخاصة التي تضطلع بها المملكة تجاه كل المسلمين بدون تفرقة أو استثناء أعلن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين عن انهما يحاولان جاهدين العمل على ازالة أسباب معاناة أبناء الأمة الاسلامية التي هي ·خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ,
وبهذا يجدد المليك القائد وولي عهده الأمين التأكيد على ان خدماتهما للإسلام والمسلمين لا تتوقف عند حدود مكة المكرمة والمدينة المنورة لحمايتهما ولرعاية ضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار وانما تمتد - الخدمات - الى أرجاء العالم بأسره حيثما وجد انسان مسلم يشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله,
كما ان خدمات المملكة للاسلام والمسلمين لم تقتصر على تقديم المعونات والمساعدات والهبات للمحتاجين إليها من المسلمين إذ إن هذه المعونات والمساعدات والهبات تصل الى كل المحتاجين من غير المسلمين من منطلقات ودوافع انسانية بحتة، ولكن خدمات المملكة تتجاوز حد المعونات والمساعدات والهبات الى الدعوة لله ودينه الحنيف عن طريق ْ أولاً ْ تصحيح مفاهيم غير المسلمين الخاطئة للإسلام، واستغلال اعلانه لهذه المفاهيم لكي يصِموا الاسلام والمسلمين بالارهاب,
و ْ ثانياً ْ نشر مرافق التعليم الديني ابتداءً من رحلة الروضة والتمهيدي وحتى المعاهد العليا والكليات المتخصصة في تدريس العلوم الدينية ومعطيات الثقافة الاسلامية للبشرية من حضارة قامت وما زالت تقوم على أكثر قيم الاخلاق سمواً لبناء الشخصية الانسانية السوية التي تؤمن بالخير والعدل والمساواة بين الناس اجمعين بدون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو الموطن,
ويعبر هذا الجهد عن ان الأمة الاسلامية كيان واحد، مهما بعدت المسافات الجغرافية بين أقطارها أو اختلفت الظروف السياسية والأحوال الاجتماعية والمعيشية بين شعوبها، وكان الحج ْ دائماً ْ أحد، بل أعظم المناسبات التي تتجسد فيها وحدة الأمة وتتبلور بها أسباب قوتها الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية إذا ما أُتيحت لها فرصة استعادة تلك الوحدة لتستعيد من جديد دورها الحضاري التاريخي لخدمة الانسانية جمعاء,
وهذا هو ما تعمل له المملكة ملكاً وولي عهد وحكومة وشعباً من أجل مستقبل للأمة الاسلامية تتحرر فيه من كل أسباب الفرقة والتشتت ومن كل آثار المعاناة التي لا تتفق مع ما يتمتع به العالم الاسلامي من مكامن ثروات هائلة ستجعل من دوله وأمته في مقدمة الدول والأمم رفاهية ورقياً وأمناً وسلاماً واستقراراً في الحياة,
·الجزيرة
|
|
|
|
|