أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th March,2000العدد:10034الطبعةالاولـيالأحد 13 ,ذو الحجة 1420

الثقافية

يشغله تحديث موقع )الزومال( على الإنترنت
القاص عبدالله التعزي: هناك عوامل كثيرة أدت إلى خفوت الساحة الثقافية والعزوف عن النشر
حوار أحمد زين
القاص عبدالله التعزي أحد الأسماء الشابة التي برزت في أواخر الثمانينيات وتبلور معطاها القصصي بشكل متنام في التسعينيات، بعض قصصه تشبه ما يحدث أحيانا في الأحلام حيث اللا معقول وعدم الترابط وحيث الأحداث تندفع كأنها دون خيط منطقي يحكمها، ولا تخلو قصصه من أجواء ومناخات الحارات القديمة في مكة حيث يتجلى ذلك واضحا وهو ما يجعله ملهما يميزه,, القاص التعزي أصدر )سيد الطيور( عن دار الجديد وهنا حوار معه حول مجموعته هذه:
* بالنسبة لمجموعتك ·سيد الطيور القارىء لأغلب القصص فيها يحس أنه أمام قص تقليدي بحبكة متماسكة وشخوص واضحين, إلا أنك في لحظة ما، تنقذ قصك من ذلك، من خلال نسيج غريب، فانتازي,, ربما,, بمعنى أن هناك شيئا غير عادي, ربما غير متعين في قصصك بالرغم من وضوحها,, هل تتحدث عن ذلك؟
ْ الحديث عن العمل الكتابي من الكاتب يبدو في كثير من الأوقات كحديث الأب عن أبنائه كما يراه بلا عيوب, رغم أنه مجرد سبب في وجودهم استمتع هو في لحظة ما بانتاجهم, وعندما يكبرون ويصبحون منفردين عنه ويبدءون باتخاذ طريقهم في الحياة يجير كل انتاجهم على أنه هو الذي صنعه, بينما هو في حقيقة الأمر انتاج متولد من ذواتهم الخاصة، معتمدين بالطبع على ما تعلموه ليس من الأب فقط، بل من الحياة بشكل عام, وهكذا يقف الأب متفاخرا بانتاج غيره وعندما يتكلم عن أبنائه يبدو كلامه عاما ولا يوصل إلى شيء!
وعندما تتمازج الرؤى لدى الكاتب، المتعددة المشارب عالميا، وتختلط بالمعاش والمحكي المحيي تتولد أنماط سردية نقف أمامها حائرين عن ماهيتها وعن كيفية تماهيها مع غيرها, وهذا يجعل من العمل المنتج منها شيئا مختلفا عنها جميعا ويقود في أغلب الأحيان إلى إنتاج رؤية مغايرة وربما جديدة عنها, وما لمسته أنت في المجموعة ينبع من ثقافتك وحسك القصصي, هذا الشيء غير العادي الذي قد يختلف معك آخرون، إنما في النهاية هناك شعور بحساسية داخلية خاصة انطلقت من النصوص لتصل إليك كقارىء وتشعرك بجمال أو ربما بقبح ممزوج بمتعة لها نكهتها الخاصة, والقالب التقليدي الذي وجدته في القصص قد يمثل نمط الحياة التي نعيشها وهو الذي يدفعنا جميعا إلى الذهول أمام بعض التصرفات الغريبة التي تحدث حولنا رغم أنها تبدو عادية وطبيعية لو تمعنا ودققنا النظر فيها مرة أخرى, وما يبدو غريبا اليوم قد يكون عاديا في المستقبل القريب أو البعيد,
* في أكثر من قصة تنطلق من واقعة صغيرة أو تفصيل واقعي صغير لتنسج مشهدا اسطوريا أو ما شابه ذلك, أيضا تفاصيل بعض قصصك تشبه ما يحدث في الأحلام حيث اللا معقول، وعدم الترابط وحيث الأحداث تندفع كأنما دون خيط منطقي يحكمها,
ْ ارتباط حياتنا بالحلم ليس له حدود واضحة من الممكن أن تحدد بحيث يصبح بالإمكان معرفة ما إذا كان هذا واقعا أو حلما، فأنت تحلم في الصباح بأن يكون يومك جميلا وتبدأ بتعاملاتك على هذا الأساس ولكنك في نهاية اليوم تكتشف أنك عشت يوما مختلفا، واقعيا ربما لكنه مختلط ببقايا حلمك، لتنام بعدها وتعيش في أحلامك مرة أخرى، فالواقع دائما موجود والحلم أيضا دائما يغلف كل طموحاتنا ونظراتنا وواقعنا المعاش, وهذا يبدو لي طبيعيا، بل ربما اتطرف قليلا لأجده لازما في حياتنا اليومية وهذا الذي يجعل في الحياة حلما عن الأمل وحلما آخر لتحقيقه, وإذا كنت تبحث عن رابط منطقي لتنسج أحداثا متماسكة فقد لا تجده في الحياة التي تعيشها وهذا مايجعلني غير مهموم بمنطقية الحدث وأبحث في العمل عن تعبير صادق لما يدور حولنا من أحداث,
بالنسبة للأساطير فالإنسان هو الذي صنعها في زمن سابق ربما ليجمل واقعه القاسي حالما بأن هناك شيئا مختلفا قد حدث قبل أن يولد جعل من المستحيل ممكنا، ونحن لسنا في زمن الأساطير إنما واقعنا الحالم هو الذي يجعلنا دائما نتحدث عن الأساطير وكأنها حدثت قبل أن نولد أو ربما بعد ميلادنا مباشرة,
* في الجزء الأخير من مجموعتك ·بيوت أراها تبتعد كان هناك تركيز على ·شعب عامر كمكان استوعب أحداث قصصك، لذلك جعل قصصك الثلاث كما لو كانت قصة واحدة أو جزءا من عمل سردي طويل، حتى وإن اختلفت العناوين, من خلال التفاصيل التي بعضها يتكرر من قصة إلى أخرى، أيضا اسم الشعب, مما يقودنا إلى الحديث عن مشروعك الروائي وعما إذا كان يدور حول أجواء مشابهة لأجواء شعب عامر,
ْ مكة بالنسبة لي هي المدينة التي وضعت بصماتها داخلي رغما عني، ومن الطبيعي أن تظهر هذه البصمات على ما اكتب، بالنسبة لمشروع الرواية ففعلا هو يدور حول هذه الأجواء بما فيها من زخم وتمازج وانفلات من الواقع وحتى من الحلم, وربما أتيحت لك الفرصة لقراءة جزء من الرواية التي اكتبها هذه الأيام، في موقع الزومال على الانترنت )www.zomal.com(,
جميل أن تتخيل أن جميع قصص الجزء الأخير من مجموعة سيد الطيور عبارة عن عمل سردي طويل، أنا شخصيا لم أكْْْْْْْن أفكر بعمل سردي طويل عندما كتبتها,
* من جهة أخرى نشرت لك مؤخرا نصوص قصيرة وبدت همومها متقاربة وثمة انسجام فيما بينها, هل تأتي هذه النصوص في إطار تجربة متكاملة بالإمكان إصدارها في كتاب واحد أم أنها مجرد نصوص مختلفة عن قصصك في ·سيد الطيور ؟
* تجربة القصص القصيرة جدا ليست مجرد نصوص تختلف عن ما كتبت فقط، بل هي تجربة أجدها تتبلور مع الوقت واعتبرها نصوصا قائمة بذاتها، مسألة إصدارها في كتاب واحد واردة لكنني أعتبر التجربة لم تكتمل بعد في الوقت الحالي، لذلك أجّل نشرها إلى أن أشعر أنها اكتملت,
عندها لن أتردد في نشرها مجتمعة,
* ماذا يشغلك الآن؟ وهل هناك قضايا جمالية معينة أو هموم ثقافية محل تأملك؟
ْ يشغلني هذه الأيام عمل روائي ربما يرى النور قريبا, كما يشغلني تحديث موقع الزومال على الانترنت, وقراءتي الخاصة التي لن تنتهي لشعوري بأن هناك أعمالا كثيرة جدا لم أقرأها بعد, وبالطبع تلمس الجمال في جميع الجهات المحيطة بي,
* يلاحظ أنه لا يوجد الحماس للنشر، نشر الجديد من قبل الأدباء الشباب، أو إثارة قضايا جديدة في الصحف والملاحق الثقافية، ثمة سكون, هل لك رأي أو تقييم مختلف حول هذه المسألة؟
ْ هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى خفوت الساحة الثقافية وعزوف الأدباء الشباب عن النشر لكنها تظل مسألة خاصة بكل شخص على حدة، لذلك أرى أن التوقف عن النشر ليس عيبا بقدر ما هو احترام للقارىء، فإذا شعر الأديب أنه لن يضيف شيئا وعليه أن يركز أكثر في القراءة والمراجعة والتأمل فهذه بادرة أرى أنها حضارية وواعية، وأرى أنه لو واصل هذا التوقف المهموم واستمر فيه باجتهاد فإنه ربما يصل إلى ما يحدث في داخله تلك الرعشة الإبداعية, والتي عندها يجد نفسه مندفعا، بقناعته الخاصة، إلى القارىء ليبدأ عندها بالنشر,
أما عن إثارة القضايا في الملاحق الثقافية فأرى أنها أثيرت ووصلت إلى طريق يتوقف عنده الحوار ليعود إلى إثارة قضايا ليست لها علاقة بالثقافة، الأسباب كثيرة في ذلك أهمها خلطنا بين القضية الثقافية والقضية الشخصية,
* علاقتك بالشعر، أو الأنواع التعبيرية الأخرى، سينما مثلا كيف تأتي؟
ْ أقرأ الشعر بشكل منتظم واستمتع كثيرا بقصيدة النثر حيث أجدها تحلق بلا قيود محددة، فقط بحثها عن الجمال والدهشة هو محركها الأساسي للانطلاق، لذلك أجد نفسي تتلهف إلى القصائد الجيدة، بل وتبحث عنها بعناد وصبر, والسينما تستهويني بشغف خصوصا الأفلام الناطقة باللغة الإنجليزية, بالطبع ليست جميعها لكن الجيد منها يشعرني بجمال الصورة السينمائية وكأنها تتخلق حول المقعد الذي أجلس عليه، ومشاهدة الأفلام عادة من خلال القنوات الفضائية بعيدا عن ذلك الرقيب الخفي,

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved