أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th March,2000العدد:10034الطبعةالاولـيالأحد 13 ,ذو الحجة 1420

الثقافية

عاصمة الثقافة منهج راشد
كتب الله عز وجل المجد والرفعة لمدينة الرياض يوم أن اختارها آل سعود عاصمة لدولة العلم والدعوة، حيث انتقلت الرياض، وأهل الرياض ومملكة هذه العاصمة المباركة الى ميادين العلم والثقافة في فترة زمنية محدودة؛ وذلك نتيجة لتضافر عوامل نمو الثقافة وازدهارها,
ويأتي في مقدمة ذلك جمع الكلمة، ولم الشمل، وتأمين السبل, فالامن والوحدة: عاملان مهمان في بناء حضارات الامم، ونمو ثقافاتها؛ حيث تتجه الطاقات والقدرات المتضافرة الآمنة: الى العلم، والعمل، والانتاج, وقد نجحت الدولة السعودية ْ في ادوارها الثلاثة، وازدادت نجاحا ورسوخا في دورها الثالث: المملكة العربية السعودية على يد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وابنائه من بعده نجحت هذه الدولة المباركة في تحقيق الامن، والوحدة؛ لقيامها على مبادىء الكتاب، والسنة وهما الاصلان العظيمان اللذان يحب جميع الخلق التمسك بهما، والعمل بما فيهما، وبهما تحصل السعادة والامن والفلاح يقول الله عز وجل: ) يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم,(
ويقول تعالى )يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم(,
ويقول عليه الصلاة والسلام ·تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي ,
لقد قامت هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها ْ على هذا الهدي الراشد وبذلت في سبيله قصارى جهدها؛ فأمنت السبل، وجمعت الشمل ، ونشرت السنة، واتبعت منهج السلف في الاعتماد، والقول، والعمل، كما حاربت الشرك والبدع والخرافة,
في هذه البيئة المباركة، ذات المرتكزات القوية الراسخة: استطاعت المملكة العربية السعودية وهي قارة كبيرة واسعة ذات تجمعات سكانية متباينة يغلب على بعضها الجهل، والعصبية القبلية، استطاعت هذه المملكة ان تبني في هذه القارة الواسعة دولة قوية آمنة حققت الريادة في مجالات كثيرة، ومنها الثقافة والعلم؛ حيث حل العلم محل الجهل، والعمل محل البطالة,
وانتقلت المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بفضل منهجها الراشد من مرحلة الاعتماد على الغير في كثير من شؤونها العلمية والثقافية الى مرحلة تسنم أبناؤها مراكز القيادة والتوجيه والانتاج في كافة المجالات، وافادت احصائية التعليم انحسار الامية الى نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر، كما أفادت الاحصائيات أن ما يقرب من خمسة ملايين طالب وطالبة يتلقون التعليم في مختلف مراحله؛ من مرحلة الحضانة الى مرحلة التخصص في الدراسات العليا,
ويشترك ابناء هذه المملكة في تعلم ثوابت الدين والارتباط بالكتاب والسنة؛ ليشتركوا جميعا في بناء نفسي وروحي وعلمي: ينتج المواطن الصالح الذي يبني ولا يهدم، ويعطي مثل ما يأخذ, المواطن الصالح الذي يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات، والمواطن الصالح الذي يزرع في هذه الحياة الخير والمعروف ليحصده في الآخرة ثوابا، ونعيما, وينال رضا ربه وخالقه ولهذا فلا غرابة، ولا عجب ان تنال عاصمة بلادي المملكة العربية السعودية هذا التكريم، وهذا السبق من منظمة دولية,
فالرياض دخلت العز والمجد، والتأريخ يوم ان اصبحت عاصمة لدولة الدعوة والتوحيد، الدولة السعودية الرائدة,
وهنيئا لكل سعودي، ولولي امرنا خادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الامين، ولسمو النائب الثاني، ولصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير الرياض، ولسمو نائبه بهذه المكانة، وهذا التكريم، وهذا الانجاز المبارك، والمكانة المشهودة لبلادنا الغالية,
ولعل من المناسبات الثقافية التي تشهدها العاصمة الرياض في كل عام مهرجان التراث والثقافة الذي يقيمه الحرس الوطني في الجنادرية؛ حيث ينتظم في هذا المهرجان عدد من البرامج الثقافية التي تفيد المتلقى والمتابع، وتنبىء عن مكانة علماء المملكة ومثقفيها في ميادين عدة يأتي في مقدمتها الادب بمختلف فروعه,
ولا شك ان المشاركات الثقافية المتعددة للحرس الوطني تعتبر احد الدلائل الحية على ما وصلت اليه بلادنا وعاصمتها الرياض من تقدم وحضارة, وهي تسجل ضمن انجازات هذا الجهاز المبارك: الحرس الوطني، الذي يحظى بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، ويقوده الى العلا صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وسمو نائبه؛ حيث لم يعد مؤسسة عسكرية فقط، بل هو احدى المؤسسات الحضارية الفاعلة في بلادنا الغالية,
هذا وأسأل الله عز وجل ان يزيدها عزا وتمكينا ورفعة وتقدما وان يحفظ عليها دينها وأمنها واستقرارها وولاة امرها انه سميع مجيب,
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين,
أ,د, صالح بن محمد الحسن
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved