| مقـالات
في داخلنا هاجس ينزع الى شد انتباهنا بحدة الى درجة الانفعال عندما نواجه بمشكلة او افتضاح امر نود الاحتفاظ به وعدم تسربه الى الغير، ولا ضرورة الى ضرب الامثال لأن التوتر اصبح من سمات حياتنا، فالطفل يخشى ممن اكبر منه سنا في المنزل، والطالب يحاذر من غضب استاذه خاصة عند الاختبارات، والموظف الملتزم يجامل المراجعين خوفا من تسرب فكرة تقاعسه لرئيسه الشديد الحساسية,
والمدير او المسؤول الذي يقضي جل وقته في المجاملات يحاذر من اتهامه بالتزلف او تواتر هذه الفكرة عنه لدى الجهات العليا فتضيع عليه فرصة التقدم سريعا، وحتى الكاتب يهادن من يختلفون معه لئلا يتصادم مع رئيسه المباشر الذي بإمكانه ان يوقف طموحه ويبدد احلامه بكلمة صغيرة، والوزير الذي يتعاطف مع الصحف حتى تشيد بإنجازاته يهاب هو الآخر الانزلاق في أي خطأ,, والتاجر الذي يحمد الله عندما لا يفاجأ بتهمة بعدم اقتطاع جزء من ارباحه في الأعمال الخيرية والمواقف الإنسانية اسوة بغيره، وصاحب الدخل المحدود الذي كان يعتقد بأسرته عدم التباهي والتفاخر فإذا بهم يفاجئونه بطلبات متلاحقة ينوء بها كاهله فيفكْْْْْْْر بالهْْْْْْرب من محيطه!! والكهل الذي يخادع نفسه بالنظر في المرآة حتى يطمئن الى وسامته وعدم قفز الأعوام على صورته حتى لا تفضح السنوات التي ابتلعها من الزمن المتسرب,
اردت ان اقول بأن الخوف يتفشانا ويتلاعب بأحلامنا الصغير قبل الكبير,, وهذا الخوف ليس سيئا دائما لأنه مؤشر التنبيه ْ من داخل عقل الإنسان ْ مثل ما تفعل معنا الأمهات ونحن صغار عندما نرتكب حماقة ما فتمد لنا أصابعها الرشيقة فتقرص على جزء من جسمنا فنصرخ مستغيثين من هذه ·القبصة العنيفة,, وقد قيل في الأمثال الشعبيْْْْْْْْة ·من خاف سلم وهذه النزعة لا يقبلها الجهْْْْْْْاز العسكري في أي قطاع لأن الخوف يعني الجبن والهرب من مواجهة المواقف الصعبة,, والخوف ليس عكس الجسارة وانما الاندفاع الاهوج وعدم تحكم العقل الى درجة الاستهتار,
فإذا قيل لك انت خائف فلا تدافع عن نفسك قائلا:
ْ بالعكس أنا شجاع,
إنما اجب أنا عاقل ولست بالمستهتر,, إذ ان العقل قبل شجاعة الشجعان كما هو عجز البيت لشاعر قديم مخضرم وحكيم,, وهذا رد سريع لمن اتهمني مرة بالخوف ذات يوم لأنني والحمد لله,, لا اخشى سوى الله في كل ما أفعل,
|
|
|
|
|