| العالم اليوم
في وقت متقارب صدرت من دمشق وتل ابيب وواشنطن اشارات تؤكد بعد تحليل مضامينها بأن استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية بات قريبا وان هناك صيغة تفاهم بين دمشق وواشنطن من جهة وبين تل ابيب وواشنطن من جهة أخرى، مكنت الادارة الامريكية من التوصل الى موعد لعودة المفاوضين السوريين والاسرائيليين مرة اخرى الى الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضاتهم التي قطعتها محاولات اسرائيل التملص من الوعود التي قطعت للامريكيين وابلغت للسوريين.والاشارات التي ظهرت وبالذات من امريكا وخصوصا تصريح صامويل بيرغر مستشار الرئيس بيل كلينتون لشؤون الامن القومي الذي لم يستبعد عقد قمة في العاصمة السويسرية بين الرئيسين حافظ الاسد وبيل كلينتون قد يكون موعدها اوائل الشهر المقبل.وبيرغر هذا الذي يعد القوة الدافعة الثانية للسياسة الخارجية الامريكية على اعتبار ان القوة الاولى هي مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية يؤكد بأن الرئيس كلينتون يعمل بلا كلل من اجل تحقيق سلام بين سوريا واسرائيل.قول بيرغر يواجه ومن دمشق العماد طلاس وزير الدفاع السوري الذي لم يستبعد هو الآخر استئنافا قريبا للمفاوضات مع اسرائيل كما ان ومن سياق الكلام فهم ان هناك ترتيبات لعقد قمة بين الرئيس السوري والامريكي.ايضا ومن خلال ما يكتب في الصحف الاسرائيلية يلاحظ المتابع ان تلك الصحف تنشر بين الوقت والآخر اخبارا عن قرب موعد استئناف المفاوضات مع سوريا.وكل هذا مشجع ويشير الى قرب استئناف العملية السلمية ولكن السؤال الذي يطرحه المواطن العربي بالذات هو: هل تتخلى اسرائيل عن مماطلاتها ووعودها فالذي يعرفه كل انسان عربي ومتأكد منه هو ان سوريا لا يمكن ان تعود لاي مفاوضات مع اسرائيل الا على اساس تسلم اراضيها المحتلة وان تنسحب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران في عام 1967 عشية العدوان الاسرائيلي على الدول العربية.والسؤال بالتحديد هل تتمخض قمة الاسد كلينتون اذا ما عقدت عن تعهد الرئيس الامريكي للرئيس حافظ الاسد وضمان انسحاب اسرائيل الى حدود 4 حزيران 1967.اذا ما حصل هذا فعلا وان الرئيس الامريكي واثق من ان ضماناته ستنفذ لا ان يتراجع عنها باراك كما يفعل مرارا مع الفلسطينيين,, فإن السوريين في هذه الحالة سيقبلون بالعودة للمفاوضات بل وعقد سلام مع اسرائيل بشرط ان يكون سلاما منصفا يحقق للطرفين بتوازن ما يسعيان اليه فالعرب والسوريون هم الواجهة في هذا الملف لا يريدون الا حقوقهم التي سلبت منهم واراضيهم التي احتلت والاسرائيليون يريدون الامن وهنا اذا ما تساوت الكفتان بتحقيق ما يصبو اليه كل طرف فان السلام لا يحتاج الى وقت طويل حتى يكون حقيقة ماثلة امام الجميع.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|