| العالم اليوم
* واشنطن أ,ش,أ
يتوجه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الى منطقة جنوب آسيا اليوم السبت في جولة تشمل أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي للهند منذ 22 عاما والأولى من نوعها لباكستان منذ عام 1969 والأولى على الاطلاق لبنجلاديش وذلك وسط تصاعد أجواء التوتر في شبه القارة الهندية.وخلال زيارته للمنطقة التي تضم 40% من فقراء العالم يمكث الرئيس كلينتون يوما في بنجلاديش وخمسة أيام في الهند وعدة ساعات في باكستان التي يتوقف فيها في ختام جولته.وقد اكد كلينتون في كلمة ألقاها أمام مؤتمر حول منع الانتشار النووي في واشنطن الليلة قبل الماضية انه سيوضح للجانبين الهندي والباكستاني خطورة الانتشار النووي على البلدين وعلى العالم اجمع في المستقبل.وقال انه سيدعو نيودلهي واسلام آباد الى التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والتوقيع على معاهدة لوقف انتاج المواد المشعة وكذلك عدم انتاج الوقود المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية ووضع قيود على تصدير المواد المستخدمة في انتاج الاسلحة النووية.واوضح الرئيس الامريكي انه سيوضح للهند وباكستان ان تضييق هوة الخلاف حول عدم الانتشار النووي امر مهم لدفع العلاقات الى آفاق رحبة,, ووصف الزيارة بأنها ستعد فرصة للدعوة الى تدعيم التعاون بين العلماء والشركات الخاصة في البلدين وانهاء اجواء الحرب الباردة التي سيطرت على العلاقات الثنائية.ومن جانب آخر نفى ساندي بيرجر مستشار الامن القومي الامريكي سعي كلينتون خلال هذه الجولة الى التوسط بين الهند وباكستان لإنهاء النزاع حول اقليم كشمير الذي دفع البلدين الى خوض حربين خلال نصف القرن الماضي.وقال بيرجر في تصريحات ادلى بها الليلة الماضية ان الرئيس الامريكي سوف يكتفي بحث الجانبين على ضبط النفس فيما يتعلق بقضية كشمير والعمل على استئناف الحوار بينهما.واضاف ان كلينتون سيدعو برفيز مشرف الحاكم العسكري في باكستان الى التراجع عن إعدام رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف اذا ثبت براءته من التهم الموجهة اليه والتي تشمل الخيانة والاختطاف والارهاب ومحاولة القتل.ومن المقرر ان يلقي كلينتون في اسلام آباد كلمة تركز على الدعوة الى الديمقراطية والمخاوف المتزايدة ازاء التوتر القائم حول كشمير وما تصفه واشنطن بأعمال الارهاب في الاقليم.وكان الموقف الامريكي الذي اتسم بالحياد إزاء الصراع الهندي الباكستاني طوال خمسة عقود قد شهد تحولا عشية الجولة الآسيوية لكلينتون حيث وجهت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت انتقادا غير مباشر لاسلام آباد وحذرت من مغبة السعي الى تغيير الحدود الحالية مع الهند بالقوة.واوضحت اولبرايت ان زيارة كلينتون لاسلام آباد لا تعني تأييد واشنطن للنظام العسكري في باكستان او مساندة الانقلاب الذي اطاح بحكومة نواز شريف المنتخبة.وقللت اولبرايت من المخاوف حول تطوير البرنامج النووي الهندي حيث اوضحت ان الحكومة الهندية وحدها لها الحق السيادي في اتخاذ قرارات بشأن ما هو ضروري لحماية المصالح والدفاع عن الهند.ويعد كلينتون اول رئيس امريكي من الحزب الديمقراطي يزور باكستان.وكان الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي ينتمي للحزب الديمقراطي قد زار الهند عام 1978 غير انه لم يتوقف في باكستان خلال جولته.هذا وعلى صعيد التحسبات الهندية والباكستانية لهذه الجولة فقد اعلن عن احباط محاولة زعم ان وراءها المخابرات الباكستانية لخلق حالة بلبلة بالعاصمة الهندية قبل ثلاثة ايام من الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي بيل كلينتون للهند.وقالت وكالة برس ترست الهندية ان الشرطة ضبطت 32 كيلوجراما من المواد المتفجرة ومخبأ يحتوي على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر كما اعتقلت ثلاثة ممن وصفتهم بالمتشددين من ولاية البنجاب.ونفى مفوض شرطة دلهي ان يكون لعملية الاعتقال او ضبط المتفجرات علاقة بزيارة الرئيس كلينتون مشيرا الى انها تأتي في اعقاب تحقيقات اجرتها الشرطة مع المتشددين الثلاثة الذين دربتهم باكستان على حد قوله.واضاف ان احد الذين تم التحقيق معهم هو برتبة قائد منطقة في ما يعرف بقوة زندباد خاليستان والاثنين الآخرين هما اعضاء في تلك الحركة.وقال ان الثلاثة كانوا في قائمة المطلوبين بسبب علاقتهم بانفجارات وقعت في قطار دلهي صحارانبور السريع في شهر يناير الماضي إضافة لانفجار في قطار آخر في نوفمبر من العام الماضي.وذكر مفوض الشرطة ان الثلاثة اعترفوا بتورطهم في الانفجارات.وفي اسلام آباد حظرت الحكومة الباكستانية كافة الاجتماعات السياسية في الاماكن العامة وكذلك الاضطرابات والمسيرات.وقال وزير الداخلية معين حيدر في مؤتمر صحفي ان هذه الخطوة تهدف الى عدم تشجيع اللجوء الى الاضطرابات واعمال العنف وتشويش الحياة العامة باسم السياسة,, مشيرا الى انه سيسمح للسياسيين بعقد اجتماعات داخلية والتعبير عن مشاعرهم من خلال البيانات الصحفية.واتهم دولة مجاورة لم يسمها بالتورط في حملة دعائية ضد باكستان,, وقال ان من بين عناصر هذه الدعاية تصوير باكستان كدولة ارهابية اضافة الى جهود اخرى بذلتها هذه الدولة لاعاقة زيارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى باكستان.واشار وزير الداخلية الى ان هذا الاجراء يهدف الى عدم اتاحة الفرصة لمثيري الشغب الذين يمكن ان يندسوا في الاجتماعات العامة لاحداث الفوضى.ويأتي هذا الاجراء في اعقاب مسيرات نظمها حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف في مناطق مختلفة من البلاد وجرى اعتقال 40 شخصا من ناشطيه بعد مشاركتهم في تجمع قادته زوجة نواز شريف في مدينة اسلام آباد مؤخرا.
|
|
|
|
|