| عزيزتـي الجزيرة
إن تجمعاً يضم ما يقارب (2,000,000) شخص يتطلب جهودا ومبالغ تثقل كاهل الخزائن والأرصدة المصرفية, حتى ولو كان ذلك المكان منسقا وحركتهم متسعة بتحركاتهم تأتي متدرجة ليست مجتمعة,, فكيف بتجمع يضم ذلك العدد وفي مكان محدد وفي زمن وجيز وبحركات متماثلة وبلغات مختلفة تنوف على 350 لغة وبثقافات متنوعة وبطباع متباينة وبحركات محدودة مجتمعين ينتقلون بأعدادهم الغفيرة من حيز محدود الى حيز آخر محدود وفي وقت وجيز محدود أيضا, فما عساك أن تجد التنظيم لمثل هذا التجمع,, لك ان تتخيل مدينة كاملة مجهزة بكامل خدماتها الأمنية والطبية والغذائية وووو,,إلخ يعيش فيها أكثر من 2,000,000 شخص ولنهار واحد فقط (يوم عرفة) يدخلونها في الصباح ويغادرونها وينفرون منها مع غروب الشمس,, فكيف حالة النظام فيها؟ وكيف سيتحرك ذلك العدد الهائل؟ بل كيف سيعيشون مع حاجتهم لكل الخدمات,,؟ فأي جهود تحتاج؟ واي أموال ستطلب؟ واي فكر سيدبر؟ ثم يتحركون من هذه المدينة مساء الى مدينة أخرى يمكثون فيها ليلة واحدة فقط,, فكيف سيكون الدخول اليها وكيف سيكون الخروج منها؟؟ وعدد السكان يزيد على 2,000,000 والمكان صغير جدا واللغات كثيرة وعديدة,, ليس هذا فحسب,, بل ان هذا الأمر يحدث وفي كل عام مرة,, إن هذا لمن عجب العجاب,, ثلاث مدن تقام وفي مساحات محدودة, ولسكان كثيرون وفي كل عام مرة,, إن رجالا يعملون ذلك لرجال أبطال وإن عقولا تدبر ذلك الجمع لعقول مباركة وإن جهودا تبذل لجهود جبارة,, فأين الأرقام القياسية عن هذا الأمر وهذا الشأن؟.آن لنا ان نفخر ونتشرف ونعتز بهذا الأمر في بلد الحرمين وتحت قيادة حكيمة رشيدة موفقة مسددة حكمت كتاب الله وعملت بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسارت على نهج السلف الصالح, فهي بحق تستحق الشكر والدعاء والثناء,, فشكر الله سعيها وحفظها ورعاها وحرسها من كل عدو وبلوى وحفظ حكومتها وسددها ووفقها لكل خير ورشد وأصلح شعبها وجعلهم هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين,, آمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالحسن بن سليمان المنيع الزلفي
|
|
|
|
|