أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th March,2000العدد:10033الطبعةالاولـيالسبت 12 ,ذو الحجة 1420

منوعـات

يارا
نهاية الحرية
عبدالله بن بخيت
يكثر هذه الأيام الحديث عن التسوق عبر الانترنت, والحصول على الخدمات عبر الانترنت, والتخاطب مع الآخرين عبر الانترنت, والتزود بالمعلومات عبر الانترنت, وتلقي التعليم عبر الانترنت, ولكن ماهو الثمن الذي سيدفعه الانسان مقابل هذه الخدمات الجليلة التي جاءت بها التكنولوجيا الحديثة؟لا شيء، خصوصيتك فقط.فبقدر ما تحصل على خدمات وبقدر ما تحتاج للشبكة وبقدر ما تحتاج الى الجهاز الذي ينتصب أمامك فأنت في الواقع تضع نفسك وأسرارك في أيدي الآخرين, فالاتصال بينك وبين الآخرين ليس من جهة واحدة كما يبدو, ففي الوقت الذي تتمتع فيه بسحب المعلومات من هذا الموقع أو ذاك فهذا الموقع بدوره يقوم بجمع معلومات عنك, فالاتصال بالانترنت بوابة ذات اتجاهين, فهناك طرف آخر يجمع معلومات عنك, أرجو الا يذهب ذهنك الى ما يعرف بالهاكرز, فالطريقة التي تتسلل فيها الشركات الى جهاز تأخذ الشكل القانوني الكامل, بل وتتم في بعض الأحيان بطوعك وارادتك فبالاضافة الى ما يعرف بالكوكيرز وهي ملفات صغيرة تثبت على كمبيوترك بشكل مؤقت، هناك نماذج يفترض ان تعبئها حتى تستمتع بالخدمات، مثلما تفعل عند التحاقك بمعهد أو شرائك لتذكرة سفر, ولكن هذه المرة في معظمها تتصل بخصوصياتك الداخلية كنوعية الملابس التي تفضل، أو الطعام الذي تأكل، أو البلدان التي تفضلها في السفر، أو الأمراض التي تعاني منها, ففي كل عملية شراء تدخل بموجبها الى مركز البيع وتعبىء طلباتك، وتسجل هذه الطلبات في مركز معلومات ثم تضاف الى المعلومات الأخرى التي سجلها محل آخر وهكذا تصبح حياتك الشخصية بين أيدي الغرباء.في الوقت الحالي يمكن ان تستخدم هذه المعلومات في مصلحتك، كما تلاحظ في دعايات كثيرة تطلقها المتاجر التي تبيع عبر الانترنت, فهي تعمل على تفصيل دعاياتها لك حسب احتياجاتك, أي تخصيص طلباتك ثم اعلامك بها في كل مرة, فمثلا يعمل أمازون وهو أكبر متجر على الانترنت من خلال نموذج معين تحدد فيه اتجاهاتك في الكتب او الهدايا أو الموسيقى فيقوم بعد ذلك باشعارك أولا بأول بأحدث ما وصل اليه في هذا المجال, وطبعا كل ما ازداد التخصيص الذي هو في مصلحتك كلما ازدادت المعلومات التي يجب ان تعطيها للمتجر عن نفسك، وعن رغباتك, وطالما ان التسوق في المستقبل سيتم في معظمه عن طريق الانترنت فهذا يعني بكل بساطة انك ستعطي متجرا آخر معلومات اخرى عن نفسك, فالمتجر الذي يؤمن لك الطعام سيحصل على معلومات عن عاداتك المرتبطة بالطعام, والمتجر المتصل بالعلاج سيجمع عنك معلومات تتصل بالمشاكل الصحية التي تعاني منها, والمتجر المتصل بخدمات السفر سيعرف اهتماماتك السياحية, وهكذا مع الملابس والمجلات وأدوات التجميل والأثاث, ثم يضاف الى ذلك سهولة الدخول وقراءة رسائلك على البريد الالكتروني وصور عائلتك وحسابك في البنك وبطاقاتك
المختلفة, بالاضافة الى ذلك سهولة تتبعك لمعرفة المواقع التي تقوم بزيارتها مما يعرف بشخصيتك.من الواضح ان هذه المعلومات في الوقت الحاضر تبدو مبعثرة, فما يعرفه متجر الملابس لا يعرفه متجر الأدوية, وما يعرفه متجر الأثاث لا يعرفه متجر الملابس الداخلية الخ,, ولكن من يبيع بضاعة يستطيع ان يبيع المعلومات مما يعني ان تلك المعلومات المبعثرة لها جهاز ويوحد بينها ويعطيها الشكل التجسسي الذي يريد, وبدأت تظهر شركات مهمتها جمع معلومات من هذا النوع, ومن يبيع المعلومات للتجار سيبيعها أيضا للأجهزة المختلفة التي يهمها ان تعرف عنك اذا لزم الأمر, ولك ان تتخيل نوع هذه الأجهزة!!قد يرى البعض انه بمنجى من هذا كله لسبب بسيط فهو لا يتعامل مع الشبكة وليس لديه كمبيوتر أصلا, علينا ان نتذكر دائما ان الشبكة في بدايتها مثل التلفزيون قبل أربعين عاما, فالانترنت لم تأت رفاهية ولن تبقى اختيارية كما هو الحال الآن فهي تتمدد كل يوم لتراها قريبا على التلفزيون ومن خلال هاتفك الجوال الخ.جاءت الانترنت لتوحد بين الناس ثم تضعهم في قبضة الموحدين,.وكل عام وانتم بخير,.لمراسلة الكاتب,.

Yara 2222 @ hotmail. Com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved