أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th March,2000العدد:10033الطبعةالاولـيالسبت 12 ,ذو الحجة 1420

عيد الجزيرة

من العايدين
زائر الليليكتبها : محمد الجيلي
تتناثر الذكريات هنا وهناك وتبقى اخرى محفورة بالذاكرة يتملاها المرء بين الفينة والاخرى فتمثل ركائز ما تبقى من ارث الطفولة البريء المكتنف بالنرجسية واشياء أخر.ويقف الواحد منا مشدوها بروعة تفاصيلها ودوزنة احساسها المتناغم وسط نشاز تفاصيل هذه الحياة الصاخبة المليئة بالهموم.وأستحضر الآن واحدة من هذه الذكريات الجميلة حدثت في مثل هذه الايام.كنت وانا طفل احتفي بالعيد بطقوس خاصة احتفظت بها حتى بدايات الصبا، إذ تراني اغلق باب غرفتي وابدأ في استخراج ملابس العيد لإجراء البروفات الاخيرة لارتدائها وأناجي نفسي بصوت هامس لا اظن ان ملابس هشام ستكون بجمال وروعة ثيابي,, وان حدث هذا؟!,, كان هذا السؤال يؤرقني كثيراً فأهرب من اجابته حتى يداهمني النعاس وفي الغالب أنام وفي شيء من حتى .ومرة نمت ونسيت ان اعيد ثيابي الى دولاب وكان يعتصر داخلي وان حدث هذا؟! التي اخبرتكم عنها سابقا وبينما انا كذلك,, حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ تجرأ لص الى داخل غرفتي,, كيف دخل الى هنا؟,, لست ادري المهم انه دخل، وبدأ يجمع كل ما هو ثمين ثم,, لا كل شيء إلا هذا,, لقد اخذ ما كنت ادخره لإغاظة هشام,, هممت ان اصرخ ولكن وبنظرة سريعة الى ما في يده وأدت الفكرة تماما,, إذ كان يحمل ساطورا ضخما ويخيل لي اني رأيته يلمع في يده او هكذا بدأت اتصور,, فلتذهب ملابس العيد الى الحجيم مادامت ستقودني الى حتفي، وحين اختفى من الغرفة اخذت في الصراخ طالبا النجدة، ولكن لا حياة لمن تنادي وكأني في صحراء او فضاء بلقع,, توجست خيفة ان يكون قد غدر بهم اللص,, ولكن,, ماهذا؟ يا الله,, ظهر اللص من جديد وهذه المرة رأيت ساطوره يلمع، لقد تأكدت الآن من هذا وتحرك باتجاهي حتى طاب به المقام أمام رأسي تماما,, صدقني عزيزي القارئ عندما اقول لك لا ادري حقيقة الشعور الذي انتابني في هذه اللحظات التي مرت علي ثقيلة بطيئة فمرة احس بأن قلبي قد توقف تماما، ومرة احس به يخفق لكن في فمي او رجلي او,, بالأصح انه تمدد وشمل كل جزء من جسدي لأني احس بقوة خفقانه من كل جزء من بدني، وتسمرت في مكاني تماما عندما دنا مني وأمسك بكتفي يهزه بعنف قائلا: سترى الآن نتيجة تهورك بصراخك البائس، ثم رفع ساطوره وهوى به على رأسي مباشرة و,, ولكن قبل ذلك بقليل تدخلت أمي الحبيبة لتوقظني من هذا الكابوس وتقول بصوتها الحنون كل عام وانت بخير آه كم احبك يا أمي.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved