| مقـالات
منذ سنوات مضت، بدأ كثير من التربويين يستخدمون في ثنايا أحاديثهم وكتاباتهم عبارة القرن الحادي والعشرين , لقد أرادوا من خلال هذه العبارة أن يرسموا ويتأملوا في معالم مستقبلنا المثير والطموح، والمؤكد ان المستقبل الذي نتطلع اليه يختلف تماما عن الحاضر الذي قد لا يسر كثيرا، وفي اطار مطالبتهم وحثهم على إجراء تغييرات جذرية في أداء النظام التعليمي وأداء المدرسة، خصوصا ، أطلق التربويون أصواتهم منادين أحيانا، ومحذرين أحيانا أخرى بأننا يجب أن نبدأ باعداد طلابنا لمواجهة عهد جديد، عهد يعصف بتطورات وتغييرات غير مسبوقة كما وكيفا, إن التربويين هم أكثر من غيرهم استشعارا للتغيرات الثورية القادمة, فمهنة التربويين تضطلع بمسؤوليات كبيرة تجاه تزويد الناشئة بالمعرفة والمهارات، خصوصا تلك التي يحتاجون إليها لمواجهة عالم يزداد تعقيدا ويمور بمتغيرات كثيرة، وباختصار، المستقبل هو عملنا وصناعتنا نحن التربويين.وعند الحديث عن المستقبل فإننا نستطيع بكل ثقة وبدون أي تخمين ان نخلص الى التعميمين التاليين:1 سوف يستمر نمو التغيرات التقنية بمعدلات يصعب على الناس ملاحقتها.2 سوف يصاحب تلك التطورات التكنولوجية تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية واسعة الأمر الذي سوف يفرض على مؤسساتنا التعليمية مسؤوليات وتحديات جديدة.إن كسب التحدي التقني وهو الأهم يتطلب من مدارسنا وجامعاتنا أن توفر للمتعلمين بها أدوات وأجهزة تقنية فاعلة تثري تعلم العلوم, ويتطلب ايضا من مؤسستنا التعليمية ان تقدم مناهج غير تقليدية في الرياضيات، مناهج تقدم حلولا للمشكلات العلمية التطبيقية، وترتقي بالتفكير المنطقي عند الطلاب, وفوق ذلك، سوف يفرض التحدي التقني على مؤسساتنا التعليمية ان تعتني بتطوير مهارات الحاسب وتطبيقاته عند جميع الطلاب, وهنا يجب ألا ينصب اهتمامنا على كيف يعمل الحاسب او كيف تتم برمجته، الأهم هو ان نعلم طلابنا كيف يمكنهم استخدام الحاسب لإثراء تعلمهم للمواد العلمية.ويتحدث التربويون الآن عن نصيب الطلاب من الحاسبات حاسب/ طالب ففي الولايات المتحدة، مثلا، تضاعف متوسط نصيب كل ثلاثين طالبا من الحاسبات ثلاث مرات، ليقفز من 6,0 الى 6,1 خلال الفترة 1984 1990 ، والآن أصبحت هذه النسبة حاسبا آليا لكل ستة طلاب تقريبا ASCD Y.B. 2000 .
|
|
|
|
|