أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th March,2000العدد:10033الطبعةالاولـيالسبت 12 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

شعاع
هدية,, مع التحية
هل تحب أخي القارىء ان يهدي اليك اصدقاؤك هدايا.والطرف الآخر من السؤال هل انت من الذين يقومون بين الفينة والاخرى بتقديم الهدايا الى الأبناء والزوجة والوالدين والاقرباء والاصدقاء واذا كنت تتمنى ان يهدي إليك الاصدقاء فما هي الهدايا التي تحب ان يقدمها لك هؤلاء الاحبة.ودعني واسمح لي ان أقوم بتوضيح شعورك عندما يزورك عزيز ومعه هدية ثمينة قيمة, انك بلاشك ستسر منه وتشكره على ما قام به والهدية إن كانت معبرة عن الشكر على عمل جليل قمت به، زادت الهدية عطاءً للناس واهتماما بإسداء العمل الجميل الجليل لهم, والعرب منذ قامت الصلات الاجتماعية بينهم جعلوا الهدية سبيلا الى دفع الحقد وكسب الود وزيادة الالفة والمحبة بين الاخوان.وقد تفنن العرب في انتقاء الهدايا على قدر عقولهم وميولهم.وقد حث الدين الاسلامي على اقامة علاقة مثالية بين الأب وأبنائه والام وابنائها وقد تواترت الآثار في حث كل جانب على العناية والتقدير والحب للجانب الآخر, يقول الله تعالى في محكم التنزيل,, ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين ان أشكر لي ولوالديك إلي المصير, وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب الي ثم الي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون 14 15 لقمان .وقد سجل لنا تاريخ الأدب العربي كثيرا من النصوص الأدبية التي تعبر عن هذه العلاقة الحميمة بين الآباء والأبناء,, من هذه النصوص المراثي التي كتبها آباء في ابنائهم مثل مرثية ابن الرومي، الشاعر العباسي الشهير والمراثي التي كتبها الأبناء في آبائهم,, ومن تلك المراثي مرثية احمد شوقي في والده ورثاء المتنبي لجدته ولوالدته, ومن تلك المراثي ايضا رثاء الشريف المرتضى في والده.أضف الى ذلك قصائد المدح والتقدير التي كتبها كثير من الأبناء في آبائهم من مثل قول الشريف الرضي رحمه الله في مدح والده ذي المناقب:


يا ابن النبي مثالا لا خفاء به
وأحسن القول فينا قول مختصر
رأيت كفك مأوى كل مكرمة
اذا تواصت أكفّ القوم بالعسر
ما كل نسل الفتى تزكو مغارسه
قد يفجع العود بالاوراق والثمر

وفي هذا المعنى يقول شاعر آخر من شعراء العرب في القرن العشرين وهو الشاعر محمد مصطفى الماحي:


أنا ابنكما قد وثّق الدم بيننا
أواصر قربى ليس يفصمها حل
وما أنتما الا سراجان أهتدي
بنورهما حتى تضاء لي السبل
فلولا كما لم ألق في العيش نعمة
ولا عُدَّ لي رأي ولا بان لي فضل
وان أنا لم اجهد لنيل رضاكما
فلا عزَّ لي جاهٌ ولا ضُمَّ لي شمل

والابيات التي يستهدي بها الخاتم:


فهل أنت يا ابن الراشدين مختمي
بياقوتة تبهى عليّ وتشرق
ومثلك أهداها وأضعاف مثلها
ولا غرو للبحر انبرى يتدفق

د, طاهر تونسي

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved