أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانية الطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th March,2000 العدد:10033 الطبعةالاولـي السبت 12 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

أنت
الاستفادة من الإشارات المستقبلةعبدالمحسن عبدالله الماضي
لا يمكن أن نطور ونحسن انفسنا دون التدقيق في النقد الذي يوجه الينا، فعادة نشعر بارتياح وتعوّد على الطريقة التي نقدم بها انفسنا لدرجة اننا لا نجد مجالا لتحسينها الا اذا طلبنا توجيه النقد الينا، او وجهه الآخرون تطوعا.ولاشك ان توجيه النقد او تقبله امر صعب، فمن غير المجدي انتقاد شخص في مظهر غير قابل للتغيير من مظاهر شخصيته كأن نقول لأحدهم ان كان قصير القامة ,, لو أنك اطول قليلا ,, وفي المقابل من المفيد ان يقترح احد على ذلك الشخص ارتداء لون واحد يعطيه مظهرا انسيابيا اكثر، ولابد لنا عند توجيه النقد للآخرين من الاشارة الى الاوجه الايجابية لديهم، واعطائهم الاقتراحات الواقعية البناءة.ويحتاج طلب توجيه النقد لنا من قِبل الآخرين إلى شجاعة ادبية حيث يفضل الكثير منا الاستمرار فيما هو عليه دون الخوض في معاناة التغيير.وحبذا لو قمت باختيار مجموعة من الاشخاص الذين تعرفهم جيدا وبينكم ثقة متبادلة واخبارهم برغبتك في تعديل نواحٍ معينة في طريقة تقديمك لنفسك، وحاجتك لمساعدتهم ونصحهم من خلال تحليلهم النقدي لك بدقة وتفصيل ما امكن.قد يقوم الناس عادة بتوجيه النقد دون ان يدركوا بأنهم يفعلون ذلك حيث تشكل الاطراءات والمجاملات ضربا من ضروب النقد الايجابي.وقد ينتقد الناس عن غير دراية مهاراتك في تقديم نفسك او فكرتك، فعندما يطلب منك الآخرون ان تعيد ما تقول لانهم لم يستطيعوا فهمه فهم في الواقع ينتقدون وجها من وجوه تقديمك للفكرة وإذا اخبرك صديق حميم بأنه يحب ان يراك بغترة بدلا من شماغ فهو بذلك يقدم لك نقدا للمظهر, وقد تشمل الملحوظات الناقدة بعض تصرفاتك اللاإرادية، مثل تغيير وقفتك التي تعودت عليها أو تعبيرات وجهك او صوت ضحكتك,, وكلما تحريت أكثر عن الملحوظات الناقدة التي توجه اليك من الآخرين حول التفاصيل الدقيقة مثل السرعة التي تتحدث بها او طول شعرك الرأس أو الشارب أو الذقن أو فيما اذا كان وجهك كئيبا او مشيتك مسترخية كنت قادرا أكثر على تعديلها, إن صورة الذات تتكون من خلال تقويمك لنقاط القوة والضعف في شخصيتك، وقيامك بهذه الخطوة يتطلب قدرا من الشجاعة ذلك ان معرفتك بنقاط الضعف والقوة فيك كما يراها من لهم مكانة خاصة في حياتك ثم كما تراها انت قد تكون مفيدة لك فقيامك بمثل هذا التمرين سوف يتيح لك رؤية نفسك بطريقة مختلفة كثيرا عما يراها الآخرون,, بل قد يظهر لك انه لا فكرة لديك حول الطريقة التي يراك بها الغير.
almadi@go.com

أعلـىالصفحة رجوع












[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved